كتب : رجائي العطار

نتوقف اليوم أمام حادث سير يخيل لقرأنا انه حادث عادي يتكرر كل يوم في كل ربوع مصر بسبب الاستهتار بأرواح البشر وإصابة معظم شبابنا بمرض جنون السرعة ، ولكن اليوم نتحدث عن بطولة ونخوة رجل قرر في لحظه أن يخاطر بحياته لإنقاذ شباب مستهتر لا يعلمون شيء عن قيمة الحياة

الحاج / سيد مصطفى احمد عبداللطيف ، مواليد 1963 بمحافظة قنا كان يعمل سائق بشركة القناة للموانئ والمشروعات الكبرى والذي لقى مصرعه مساء أمس في حادث سير أثناء إصابته من دراجة نارية بجوار بنك مصر بمنطقة ابوالعزايم ..
يروي لنا بعض تفاصيل الحادث ابن عمه الأستاذ محمد والذي قال : تلقينا خبر الحادث عندما أتى أحد المواطنين ومعه البطاقة الشخصية الخاصة بالحاج سيد وتعرف عليها ابنه ، وابلغنا وذهبنا على الفور لمكان الحادث ولكن لم نجدهم ، وظللنا نبحث في استقبال مستشفى السويس العام والتأمين الصحي بحوض الدرس ولم نعثر على أي أثر له ، وفي آخر المطاف علما انه نقل لقسم طواريء الحروق ل إصابته بحروق كبيرة وخطيرة وعلى أثرها توفاه الله ..
واستكملت السويس بلدي حديثها مع الأستاذ محمد وبسؤاله عن معرفته لبعض تفاصيل الحادث قال : أن الحاج سيد رحمة الله عليه كان عائد من طريق حوض الدرس بعد أن سلم سيارته في جراجه وعندما نزل من الميكروباص عند دوران أمام بنك مصر رأى دراجة نارية قادمة مسرعة للغاية وكان يقلها اثنان من الشباب وعند دورانهم بالسرعة القصوى انزلقت دراجتهم وصدمت الحاج سيد وبفعل احتكاك تانك البنزين بالأسفلت اشتعل التانك على الفور وكادت أن تحرق الشابان ولكن الحاج سيد قام على الفور لإنقاذ الشباب وقام برفع الدراجة النارية من عليهم وأبعادها عنهم وهي مشتعلة مما أدى اشتعال النار بجسده ووقع على الأرض قرابة الساعة في إنتظار سيارة الإسعاف و هناك اثنين شاهدوا الواقعة عن قرب وأول من تحركوا وهم يحيى زكريا ساكن ببرج الدوشي والآخر بائع مشبك أمام مسجد ابوالعزايم يدعى رفيع والذين تم استدعاءهم للنيابة لأخذ أقوالهم بصفتهم شهود عيان ، فأجمعوا على أن سيارات الأسعاف وصلت متأخرة جداً فتأخرت حوالي ساعة واحدة كان فيها الحاج سيد على قيد الحياة ، رحم الله الفقيد الذي لم ينظر لنفسه فقط وأصر على إنقاذ شباب في بداية عمرهم وهم من صدموه واستمر في محاولته الأخيرة حتى فارق الحياة .