طباعة هذه الصفحة

جوجل" يحتفل بذكرى ميلاده.. حسن فتحي "الفيلسوف المعماري"

احتفل محرك البحث "جوجل" بالذكرى 117 لميلاد المهندس المعماري المصري حسن فتحي؛ الذي وُلد في الإسكندرية 23 مارس 1900؛ ولُقب بـ"فيلسوف العمارة" و"مهندس الفقراء".

بنى فتحي بيوتا بالطوب اللبن وسقفها بقباب صبغها بجمال معماري بديع؛ واستمد مصادره في البناء من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني.

أعمال المهندس الفنان:

تنحصر أهم أعمال المهندس حسن فتحي في الفترة بين المنتصف الأربعينيات حتى منتصف الستينيات، لكن بشكل عام تنقسم أعماله بناء على اختلاف الزمن والنمط إلى 5 مراحل، الأولى معتمدة على الطراز العالمي، والثانية توجه خلالها إلى العمران التراثي المعتمد على الطين في البناء، ومن أبرز أعماله في تلك الفترة قرية القرنة، أما المرحلة الثالثة فهي مجموعة أعماله التي نفذها خلال مكوثه في اليونان وكانت مرحلة قصيرة استمرت نحو 4 سنوات، ومع بداية مشروع قرية باريز في الوادي الجديد بدأت أعمال فتحي مرحلتها الرابعة، أما المرحلة الخامسة والأخيرة شهدت مشروعًا واحدًا سنة 1980 باسم "دار الإسلام في نيومكسيكو"، لكن يمكن اعتبارها مرحلة الإنجازات والجوائز.

مسيرة مشرفة:

عمل فتحي مهندسا بالمجالس البلدية من 1926 حتى 1930، ثم مدرسا بكلية الفنون الجميلة حتى 1940، وفي 1949 شغل منصب رئيس إدارة المباني المدرسية بوزارة المعارف حتى 1952، وفي 1950 عمل خبيرا بمنظمة الأمم المتحدة لإعانة اللاجئين، ثم أستاذا بكلية الفنون الجميلة، ورئيس قسم العمارة بداية من 1953 حتى 1957، تبعها عمله لدى مؤسسة "دوكسياريس" كخبير للتصميم والإنشاء بأثينا، وحاضر بمعهد "أثينا" للتكنولوجيا في الفترة من 1957 حتى 1962، أما في 1963 فشغل منصب رئيس مشروع تجريبي للإسكان، فمستشار لوزارة السياحة، ثم عين خبيرا بمنظمة الأمم المتحدة في مشروع التنمية بالمملكة العربية السعودية 1966، وفي العام التالي عمل خبيرا بمعهد "أدلاي ستفنسون" بجامعة شيكاغو، وانتدب أيضا بين عامي 1975 و1977 أستاذا زائرا للإسكان الريفي في كلية الزراعة جامعة القاهرة، فضلا عن العديد من المناصب الشرفية التي شغلها.

مؤلفاته:

نشر الراحل عدة كتب تتناول رؤيته الخاصة بشأن العمارة البيئية وتجربته في مصر، من أهمها: قصة مشربية، عمارة الفقراء، العمارة والبيئة، الطاقة الطبيعية والعمارة التقليدية؛ كما كان له الكثير من الأبحاث في مجال العمارة والإسكان والتخطيط العمراني وتاريخ العمارة بالإنجليزية والفرنسية والعربية.

نظرية فتحي في عمارة الفقراء:

حاول نشر نظرياته بشأن عمارة الفقراء من خلال معهد التكنولوجيا المتوافقة الذي أنشأه في أواخر السبعينيات بمقر إقامته بدرب اللبانة، وسعي من خلاله إلى إرساء فلسفته وهي التصنيع من أجل خدمة احتياجات المجتمعات الفقيرة وتنميتها دون تدمير ثقافتها، من خلال تنفيذ مشروعات رائدة للمنازل في المجتمعات الفقيرة.

وكان يهدف، أيضا، إلى تدريب متطور للمهندسين المعماريين والاجتماعيين ومختصي البيئة والبنائين والإداريين والحرفيين، لكن المعهد توقف في عام 1983 بعدما وصلت رسالته، وكان المشروع الوحيد الذي تم تنفيذه هو ترميم مسرح القرنة في 1981 بتمويل من الشيخ أحمد الصباح.

أهم الجوائز:

حصل على جوائز عديدة تقديرا لإنجازاته، منها: جائزة الدولة التشجيعية في العمارة عن تصميم وتنفيذ قرية "القرنة الجديدة" (النموذجية بالأقصر) عام 1958، حصل في العام 1984 على الميدالية الذهبية الأولى من الاتحاد الدولي للمعماريين كأحسن مهندس، معماري في العالم في ذلك الوقت، وكان يضم هذا الاتحاد تسعة آلاف معماري، أما في العام 1987 فحصل على جائزة "لويس سوليفان" للعمارة (ميدالية ذهبية) من الاتحاد الدولي للبناء والحرف التقليدية عن تصميمه "قبة الإتحاد الدولي للمعماريين".

كما حصل على الجائزة التذكارية لكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا 1988، ونالها خلال المؤتمر العلمي الرابع لها، وأعلن حسن فتحي عند تسلمه الجائزة أن هذا هو أول تكريم من محفل أكاديمي مصري يحصل عليه في حياته، وكان ذلك قبل وفاته بعام واحد.

وتُوفي فتحي في 30 نوفمبر 1989، عن عمر ناهز 89 من عمره دون أن يتزوج، تاركا وراءه إرثا عظيما

قيم الموضوع
(0 أصوات)
محسن الحديري

أحدث مقالات محسن الحديري