Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

مدحت عيسى يكتب : ماسبيرو ليس إعلام الشعب

الاعلامي مدحت عيسى الاعلامي مدحت عيسى

بقلم : مدحت عيسى

١٣  فبراير ٢٠١١ هو اليوم الأول لانفصال قنوات التليفزيون المصري بقطاعاته المتخصصة و الإقليمية عن قطاع الأخبار بعد أن كانت قد انضمت إليه في بث موحد طيلة أيام ثورة يناير ، كنت أول مذيع يطل من شاشة القناة الرابعة ( تليفزيون القنال  ) صباحا ، و قد عرضت على بعض السياسين من  قيادات ميدان الأربعين مصاحبتي في أول أيام البث المنفصل بعد تنحي  مبارك منهم المرحوم سعود عمر و النائب الحالي طلعت خليل  ، فاعتذروا جميعا لضرورة العودة لأعمالهم التي انقطعوا عنها طيلة أيام الثورة ، و وافق المهندس أحمد محمود القيادي بجماعة الإخوان و أمين حزب الحرية والعدالة لاحقا ، و قد كان الإخوان جزء من الثورة قبل أن ينقلبوا عليها و على شركاء الميدان فيما بعد
و عندما بدأنا الحديث عن أسباب الغضب بدون اي خطوط حمراء و محاذير و تكلمنا عن الفساد و القمع ، و المشكلات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي خلفها نظام مبارك باللغة التي سمعناها و رددناها في ميادين التحرير بكل صراحة ، و خلال الحديث تدخل الزميل المخرج و طلب مني في سماعة الهواء احتواء الحديث لأن الرجل بيخبط جامد — على حد تعبيره — لم التفت لطلبه و توجهت إليه في غرفة التحكم عند أول فاصل و قلت له : بيخبط جامد في مين ؟ مافيش خطوط حمرا ، لو لم نتحدث باسم الناس و ننقل ما يقولون في الشوارع و البيوت فسيلفظونا و عندها يكون مصيرنا إلى زوال .
أتذكر ذلك اليوم و تلك الواقعة و انا أتابع ردود فعل الزملاء في ماسبيرو ردا على الإهمال الذي طالهم و هجوم البعض في القنوات الخاصة على المبنى العريق و هو ما دفع أبناء التليفزيون الرسمي لرفع  شعار و تفعيل هاشتاج #ماسبيرو_إعلام_الشعب
استوقفني كثيرا هذا الوسم و تسألت هل نحن بالفعل إعلام الشعب ؟
حقيقة الأمر أن كثيرا من ا بناء ماسبيرو خصوصا القيادات يشبهون الزميل المخرج لم يستوعبوا حقيقة زلزال يناير و جاء فهمهم للثورة مضطربا فقد ثارت احتجاجات واسعة داخل المبنى للمطالبة بالاطاحة ببعض القيادات و تعديل و توحيد الأجور و غيرها من المطالب الفئوية ، و انزعجت كثيرا لأني لم أجد بين الطلبات أن يكون ماسبيرو إعلام الشعب و المتحدث الرسمي باسم المواطن
و في ظل حالة التوهان و الحيرة كانت البوصلة توجه و ترشد أبناء التليفزيون و قياداته نحو الجهة  التي تُؤمن المرتبات و حوافز الإنتاج و هي بالطبع  السلطة ممثلة في المجلس العسكري
ثم جاء عام الإخوان فلم تتغير البوصلة و هنا أذكر واقعتين الاولي عندما رأى رئيس القناة   اني تجاوزت و تحدثت باسم من خرجوا ضد حكم  الجماعة فأعطي تعليماته للمخرج بقطع حديثي على الهواء ، و الثانية رواها لي رئيس إحدى القنوات عندما اجتمع بهم وزير الإعلام الإخواني صلاح عبد المقصود و حان وقت الصلاة ، قام الوزير ليصلي بالمجتمعين إماما ، و لم يكن الراوي على وضوء ، لم يستطع أن يصارح الوزير و حسم أمره بالصلاة خلف الوزير على هذا الوضع ، لم يخجل الرجل أن يصرح بأنه صلى من أجل الوزير و لم يصلّ لله
و الآن و بعد أن بدا جليا ان النظام الحالي لا يرى في ماسبيرو  وسيلته المُثلي ، و اتجاهه لتأسيس   مجموعات من القنوات الخاصة ، وترك المبنى العتيق المثقل بالمشاكل يواجه خطر الفناء وحده ، ثم جاء هجوم اعلاميو النظام في القنوات غير الرسمية يمهد لما هو قادم  ، ربما استشعر أبناء ماسبيرو الخطر و هو ما دفعهم لرفع شعار ماسبيرو إعلام الشعب و استدعاء الشعب في معركتهم من أجل البقاء .
فهل كنا حقا إعلام الشعب حتى يقف الشعب بجانبنا الآن ؟
اتركوا الشعب في معاناته اليومية من أجل لقمة العيش فهو غير قادر على انقاذكم ، كما أنكم لم تكونوا معه يوما في معاركه من كل الحكومات ، خوضوا معركتكم وحدكم و واجهوا مصيركم المحتوم الذي ارشدكم إليه عمرو أديب ( كل واحد يدور على شغلانة تانية ) فالنهاية قادمة و مصيركم كخيل الحكومة
اللهم إني قد بلغت يوم ١٣ فبراير ٢٠١١

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady