Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

زي النهاردة :ثلاثة أيام مجيدة في تاريخ السويس

بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان

في مثل هذا اليوم من شهر أكتوبر عام 1973 ومنذ الفجر وطوال النهار بدأت ألوف الأطنان من القنابل تتساقط علي بيوت السويس الخالية من طائرات العدو التي أغارت علي المدينة في هجوم انتقامي وحشي شرس كان الغرض منه إشاعة الخوف وإثارة الفزع في قلوب الأهالي الصامدين
دمرت القنابل المتساقطة ما تبقي من ألمباتي حيث تطايرت الأبواب والشبابيك عاليا في الهواء وظهرت الحفر والفجوات في الشوارع ولم تسلم مواسير المياة من الانفجار واشتعلت الحرائق وغطت السماء سحابة كثيفة من الغبار الأسود وكلما ارتفعت النيران عاليا تعانقت ألسنتها مع سحابات الغيوم البيضاء وأشعه الشمس التي ظلت تستميت في محاوله من اجل اضائة الطريق إمام رجال الدفاع المدني لإنقاذ ما يمكن انقاذة .. استشهد من استشهد وجرح من جرح ولم يهرب احد من المدينة فقد تعود السوايسه منذ ست سنوات علي مثل تلك الغارات .
في هذا الجو المشجون فاض ميدان الأربعين بطوفان من البشر واكتظ برجال المقاومة الشعبية ورجال الدفاع المدني والمزارعين الفارين من قراهم بجناين السويس ... أسرع المتطوعين من إفراد الدفاع المدني الي إرشاد النساء والأطفال إلي أماكن الإيواء في الملاجئ المكتظة والبيوت المهدمة .
قدم للاهالي في هذا اليوم الطعام والأغطية والقليل من الماء النادر وجودة في تلك الفترة وكما كان ميدان الأربعين مزدحما بالوافدين من القطاع الريفي والمقيمين ازدحمت أيضا مستشفي السويس العام بالعشرات من ألجرحي الذين لجاوا إليها من اجل التداوى والعلاج اسمي معاني التلاحم شاهدها محدثي في ذلك اليوم .
في اليوم التالي 23 أكتوبر ورغم وصول القوات الإسرائيلية إلي مشارف المدية عند جبل عتاقه في الجنوب وبالقرب من قري الجناين علي بعد 20 كيلو من السويس في الشمال كانت ساعة الكفاح قد دقت مسموعة لتعلن للعالم ميلاد فجر جديد وكتابة صفحة جديدة في تاريخ بطولاتنا الشعبية حيث انتفضت القلوب العامرة بالإيمان في صدور المتطوعين والفدائيين والجنود لتؤدى الفريضة وتدعوا الخالق إن يكتب النصر المبين علي أعداء البشرية الذين حاول في هذا اليوم تدنيس ارض مدينة السويس الغالية .
كانت لحظة تاريخية عندما رفض الرجال منطق الاستسلام وأعلنوا التصدي للغزاة مهما كان الثمن فتسلم كل متطوع منهم سلاحا وكمية من الذخيرة وتوجهوا جميعا إلي مواقع الكمائن التي تم نصبها علي إطراف المدينة ,
وفي يوم 24 أكتوبر العظيم كانت قوات العدو الغازية مجهزة بالدبابات والمصفحات والمدرعات يعززها الطيران اما رجالنا فقد كانوا لا يملكون غير البنادق والرشاشات الخفيفة وبعض القنابل اليدوية .. وما إن اقبل الفجر الجديد حتي لبي الفدائيين والمتطوعين ورجال الدفاع الشعبي والعمال والمكلفون من أصحاب الحرف والصيادون والفتيان الصغار نداء الكفاح وهبوا جميعا حاملين السلاح وزجاجات الملوتوف والقنابل اليدوية وكرات القماش المملوءة بالبارود لا يفكرون في شئ سوى التصدي لقوات العدو والاستشهاد دفاعا عن الوطن .
وقد كان النصر حليفهم حيث دحروا عدوهم علي باب مدينتهم الغالية ( السويس )

قيم الموضوع
(2 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady