بقلم : فاروق متولي
...عندما تتجه ببصرك يمينا قبل الوصول الي ابراج الصفوه بطريق الزيتيات (صﻻح نسيم) سيثير فضولك التساؤل عن ماهية تلك اﻻرض الفضاء الكبيره المسوره والمهجوره ...لكن سرعان ماسيفيدك احد سكان تلك المنطقه من كبار السن الذين عاصروا سيرتها الذاتيه عندما كانت منذ اكثر من سبعين عاما بساتين زراعيه مثمره ممتده علي شكل مثلث تمثل تلك اﻻرض قاعدته ويمتد ضلعه اﻻيمن متجها شماﻻ عبر خط سكه حديد يحمل المنتجات البتروليه وشحنات المواشي السودانيه الحيه من حظائر تجمعها بالحجر البيطري وصوﻻ الي منطقة الفرز وكفر التلحمه ..ويمثل ضلع المثلث الغربي خط السكه الحديد المتجه من اﻻربعين الي ميناء اﻻدبيه ويساهم في نقل عمالة شركات البترول ليضم وسط المثلث باقي تلك اﻻرض المعروفه حاليا بالمحروسه الجديده ..وكانت تلك اﻻرض الشاسعه ملكا للسيده حرم اﻻستاذ الدكتور انور عبد العزيز استاذ اللغه الفرنسيه بالجامعه والمترجم الخاص للرئيس جمال عبد الناصر ..وبعد رحيل الزوجين وفي غياب ضبابي عن مصير تلك اﻻرض شيدت المحافظه فوقها مبني بيوت الشباب في اواخر الخمسينات وكان مبني فندقي من دور واحد وحجرات متعدده مجهز لﻻقامه الكامله لشباب مصر والعالم ومعاملتهم بالمثل في دول العالم لترسيخ التواصل بين الشعوب ..وفي بداية الستينات وفي عهد محافظ السويس. اللواء شعراوي جمعه رجل المخابرات القوي تم تكليف السيد علي متولي مدير عام الحجر البيطري السابق باﻻشراف اﻻداري علي بيوت الشباب تكريما وتقديرا لجهوده القويه طوال خدمته بالدوله .....وعندما هيمن شبح حرب 1967 تولي ادارته بعض مسئولي المحافظه وكان اخرهم رائد الشباب النشط الراحل قدري نصر عضو المجلس المحلي الي ان توقف نشاط بيوت الشباب وخرج من الخدمه وبعدما اصبح يمثل عبئا علي موازنة المحافظه قرر اللواء محمد سيف الدين جﻻل هدمه ثم ايجاد مبني جديد بمنطقة عيون موسي لكن توقف الحلم بالمشروع لعدم جدواه اﻻقتصاديه ..واﻻمل معقود علي اعادة بناء بيوت الشباب فوق اطﻻل المبني السابق قبل ان تطول اﻻرض ايادي اباطرة بناة اﻻبراج والبلد مش ناقصه ابراج عاليه بقدر احتياجها الي عقول لها رؤيه عاليه للمدينه ككل وليست رؤيه ضيقه تزيد من هموم الناس وتنكد عليهم حياتهم " ايا ليت الشباب يعود يوما ليري مافعلت بنا اﻻيام " في مدينتي.