بقلم : فاروق متولي

بينما كانت امواج الخليج تعربد زمان ويصل المد والجذر علي مشارف البر الثاني كنا نراها كما يقول شيخ البلد تزحف حتي مسجد الشهداء والسنترال وشارع الشهداء قبل نشاتهم بمواقعهم الحاليه حتي اﻻربعينات من القرن الماضي ....وفي ضوء بنود معاهد 1936 والتي كانت تنص بعض بنودها علي قيام مصر بتسهيل تعبيد وانشاء طرق المعاهده لخدمة اغراض انجلترا ومنها الطريق الذي يربط ميناء اﻻدبيه بميناء بورتوفيق دون مروره بوسط البلد لنقل المعدات الثقيله والعسكريه بردم ساحل البحر الممتد جنوبا من كازينو ( سيسل ) المقام فوق اطلاله حاليا كافتيريا ( كافايللي ) ليلتقي شماﻻ بدوران طريق بورتوفيق بدك الطريق باحجار الدبش المنقوله من جبل عتاقه لتسمح مسامها لمياه المد والجذر بالمرور حرصا علي بقائها اسفل المباني وحتي ﻻتتسبب في انهيار الطريق الذي ظل صامدا حتي يومنا هذا ...وبعدما الغت مصر اتفاقية الجلاء في اكتوبر 1951 ثم جلاء القوات اﻻنجليزيه عن مصر في1954 تم تسمية الطريق بشارع الجلاء وكان الشباب يسبحون في المياه المتلاطمه خلف جدرانه القويه صيفا ويصطادوا الكابوريا والجندوفلي منه شتاءا ...وحسنا فعل انذاك الحاج ( ابو حجازيه. ) صاحب المقهي الشهير الذي كان بموقعه المختار ( بنك فيصل اﻻسلامي حاليا ) بعمارة عزيز الياس بتوسيع نشاطه برص الكراسي والترابيزات علي تلتوار الشارع في مواجهة البحر تماما ليصبح اهم ملتقيات السوايسه خصوصا في السهرات الرمضانيه التي كانوا يقزقزون فيها الكابوريا المشويه من عربية عم السيد المتواجده امام عمارة روفائيل الشهيره (علي اقصي يمين الصوره ) وكانت تشغلها محلات شركة النصر للتليفزيون ومصر للابان ثم حاليا شركة اورنج  للاتصاﻻت اسفل برج موريس المهيمن علي بانوراما ميدان الخضر في مواجهة محطة بنزين خليج السويس العملاقه ( موبيل ) ...ومنهم لله من سبق لهم اتخاذ قرارات ردم البحر بمخلفات ركام العقارات التي دمرتها حرب 1967 علي طول امتداد شارع الجلاء الذي كان متنفسا للسوايسه يطلوا منه علي البحر مباشرة بعدما اصبح حاليا شارع داخلي واختفي معه مذاق قزقزة الكابوريا اللي كانت الحبايه منه بخمسه تعريفه ودستة السريديا بنفس السعر ونكهة طعم التمر الهندي اللي مالهوش مثيل كانت الصوره تعبر عن احلي ايام الزمن الجميل .