بقلم :فاروق متولي

كانت السويس ومازالت هي البوتقه التي تنصهر فيها نيران المعارك علي مر العصور كلما حاول العدو ان يدق ابوابها لينفذ منها الي قلب الوطن بل كثيرا ماكانت بمثابة حائط صد ضد كل من حاول استخدام اراضيها لتحقيق اهدافهم ....ففي القرن الحادي عشر الميﻻدي وفد الي المدينه واحدا من امراء المغرب علي راس جيش كبير بهدف اعادة فتح طريق الحج بعدما اغلقه القرامطه الذين كانت لهم توجهات مضاده لمختلف الطوائف اﻻسﻻميه وهو " ابو يوسف بن محمد بن يعقوب بن عماد " الذي جاء علي راس الحمله العسكريه الكبيره التي ارسلها الخليفه الفاطمي ﻻعادة فتح طريق الحج امام ابناء شمال افريقيا ...ودارت علي ارض السويس معارك طاحنه استشهد فيها هذا القائد الفاطمي ليلة 17 ذو القعده عام 320 هجريه وهو يهتف ويصيح في جنوده ( قفوا سواسيه ترهبون اعداء الله ) بعدما حقق هدف الحمله وانتصر علي القرامطه ...ودفن في احد اﻻضرحه بمنطقة السلمانيه دون ان يكتب اسمه الحقيقي علي الضريح مما جعل السوايسه يطلقون علي ضريحه " عبد الله الغريب " اما سيدي الغريب فهي صفه وليست اسما ﻻنه بالطبع كان غريبا عن المدينه مما جعل السوايسه يطلقون علي بلدهم بلد الغريب الجاذبه لمن يحبها ويحنو عليها والطارده لمن يكرهها اويهمش وجودها ...ويحكي التاريخ ان الخديوي توفيق عندما كان ﻻيزال وليا للعهد راي في منامه شيخا اسمه الغريب يؤكد له بشاره عن استﻻمه مقاليد الحكم عما قريب واوصاه بان يبني له فوق ضريحه جامع وبعدما تحققت الرؤيه نفذ الخديوي توفيق الوصيه وشيد له مسجد علي نفقته الخاصه واقيمت اول صﻻه للجمعه فيه يوم 18 نوفمبر عام 1880 ميﻻديه ...وبعدما تم تطوير وتجميل المنطقه الغربيه الكامله للمدينه عقب اﻻنتهاء من انشاء شارع بورسعيد في عهد اللواء محمود طلعت محافظ السويس وخﻻل التوسعات التي كانت تتم لتوسعة المسجد عام 1963 عثر فضيلة الشيخ حافظ سﻻمه اثناء نقل الجثمان للضريح الحديد علي اللوحه التي كتب عليها اسمه الحقيقي بالكامل " ابو يوسف بن محمد بن يعقوب بن عماد " ويذهب البعض في قولهم ان اسم السويس مستنبط من تلك الصيحه التي كان قد اطلقها الغريب في جنوده " قفوا سواسيه " .لكن للتاريخ قول اخر مختلف تماما لهذا فالسويس لها مسميات متعدده منذ قرون مضت سنوضحها في مقال ﻻحق باذن الله .

المصدر التاريخي : كتاب مدينه تتحدي الزمن للراحل الكبير حسين العشي.