بقلم : فاروق متولي

بعدما دخل بحر الخور التاريخ الذهبي للسويس خلال العهود المنصرمه ...خرج اخيرا من التاريخ بعدما اصبح بؤرة تلوث نتيجة الصرف الصحي الجائر الذي دمره خلال سنوات التهجير السبع العجاف حتي اصبحت مياهه تسبح فوق اﻻف اﻻطنان من مكونات " الروبه " القادره علي ابتلاع كل من يحاول السباحه فيها وقد سجلت محاضر الشرطه فعلا العديد من حاﻻت الغرق وخاصة بين اﻻطفال الذين ابتلعتهم الروبه ...ولصعوبة تطهير بحر الموت من الروبه وحرصا علي ان ﻻينغلق علي نفسه كبحيره ..قرر المسؤولون في نهاية السبعينات واوائل الثمانينات وفي عهد المحافظ ابن السويس البار المحاسب احمد حلمي بدر شق قناه فرعيه مجهولة اﻻسم بعرض خمسة عشر مترا وبطول يبلغ قرابة عشرة كيلو مترات يمر من نهاية الخور شرقا من خلف مركز السويس للاستكشافات والتكنولوجيا الحالي ليجتاز منطقة الخريره ببحر الكراكه متجها بمحازاة امتداد شارع بورسعيد الي بورتوفيق شماﻻ وسط مسطحات مزروعه بالنجيل والنخيل الجميل لتواصل زحفها اسفل الكوبري المواجه لمتحف السويس القومي حتي اسفل الكوبري العلوي خلف استراحة السادات لتمتزج مياهها بمياه خليج السويس القريبه من ترسانة وورش هيئة القناه ونواديها ليتولي المد والجذر مهمته اﻻساسيه للتنظيف الذاتي لمياه بحر الخور دون التدخل البشري ومن جهه اخري العمل علي استمرارية تدفق مياه الخليج ليمنح بحر الخور قبلة الحياه ﻻنقاذه من الموت الذي كاد ان يلحق به .....وعلي الرغم من وجاهة الفكره اﻻ ان تنفيذها فعليا علي ارض الواقع لم يتاكد جدواها حيث مازالت الروبه تهيمن علي الساحه مع بعض روائح المياه العطنه عند هبوب النوات وتحركات الهواء اﻻذيب ..ومازال الراي العام يتساءل عن هوية الجهه اﻻداريه المسئوله عن امور هذه القناه اداريا وفنيا وعن مدي انخفاض نسبة التلوث بعد اكثر من ثلاثين عاما مضت ودور جهاز شئون البيئه في المتابعه لقناه لم يشعر بها اﻻ بعض اصحاب المزارع السمكيه الصغيره في نهاية بحر الخور الغربيه والقريبه من منطقة الﻻجون وهواة صيد الشخرم والكسكومري والنقط والخنزيره المسموح لهم فقط الصيد بالسناره منها وسعادة اﻻهالي والحبيبه بقضاء امسياتهم الصيفيه علي ضفتها الغربيه وفوق المعابر التي تمر اسفلها مياه المد والجذر البطيئه وهي رايحه وجايه .