بقلم : فاروق متولي

حان اﻻوان اﻻن لنعبر الجسر الوهمي الفاصل بين السويس وحي اﻻربعين لنتعرف علي نشاة تلك المنطقه التي دخلت خريطة المحافظه منذ العام الميلادي 1886 عقب افتتاح قناة السويس بقرابة 20 عاما استقر فيها بعض الوافدين من مختلف محافظات المحروسه الذين اشتركوا في حفر قناة السويس دون العوده لديارهم وخاصة من اهالي الصعيد وكانوا هم النواه اﻻولي التي نمت وترعرعت في اعماق ارض بلد الغريب من الباحثين عن الرزق الحلال وعرق جبينهم فمنهم من كان يحمل فوق كتفيه اتواب القماش ليبيعها ثم اصبح احفادهم من كبار تجار المانيفاتوره ومنهم من حملوا الفؤوس ﻻصلاح اﻻرض وزراعتها واخرين تخصصوا في تربية المواشي واصبح ايضا احفادهم في العصر الحديث من كبار اصحاب محلات الجزاره والذين كان منهم علي سبيل المثال عمنا الكبير شحات النعيمي الذي تخرج من تحت ايديه جيل توارث المهنه علي امتداد شارع عرابي واصبح اسم النعيمي علي ﻻفتة المحلات بمثابة صك يمنحه دخول بورصة اللحوم في السويس وفئه اخري تخصصت في مبيعات المصوغات الذهبيه واقتحم اخرون دهاليز وحواري شميس المزنوقه لتجد فيها طلباتك من اﻻبره للصاروخ حتي اصبحت شميس كما بورصة اﻻوراق الماليه التي يقوم عليها اقتصاد المدينه بكاملها ...ويضم حي اﻻربعين العشرات من الكفور المسماه باسماء اصحابها كما البديوي وجليدان وعقده وفؤاد واوﻻد سلامه وعزوز وشارل واحمد عبده وراشد وابو العز وكفر النسوان وكامل والروض وعزبة سليم والزراير وعاكف وكان اصحابها من اعيان السويس التقال قد اشتروا تلك اﻻراضي من الدوله بجانب بعض رعايا الدول اﻻجنبيه كما اليونانيين شارل وZareb زارب المعروف ...ولم تاخذ السويس حقها من الخدمات اﻻ بعد قيام ثورة 23 يوليو واهتمام محافظ السويس محمود طلعت بتطويرها ثم استكمل اللواء شعراوي جمعه تطويرها وكان مشهود له باﻻلتحام الجماهيري وبحل مشاكلهم دون ان يشغل باله بالتين الشوكي والذره المشوي وتم في عهده بناء العديد من المدارس اﻻبتدائيه ووحدات الرعايه اﻻجتماعيه والصحيه ليكمل المحافظ السويسي احمد حلمي بدر منظومة الصرف الصحي بمنطقة المثلث ...وترجع تسمية هذا الحي الكثيف السكان بحي ( اﻻربعين ) لوصول رجل دين اسلامي بمصاحبة اربعين فردا من اتباعه قادمين من المغرب العربي يفسرون القران الكريم واﻻحاديث النبويه ﻻهل المدينه وخاصة الي حجاج بيت الله الحرام من المغاربه قبل استئناف مسيرتهم الطويله والشاقه الي الحجاز ..وبعد وفاة كبيرهم اقام اﻻهالي له مقام يتباركون به ثم تحول الي جامع خضع اكثر من مره للتجديد والتطوير دون اهتمام الناس باسمه الحقيقي بقدر مايعرفونه فقط باسم سيدي اﻻربعين
ومع مزيد من ذكريات عن زمن فات سنواصل باذن الله حديثنا من ارض اﻻربعين .