Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

مصارع منظمة سيناء العربية الفدائي "احمد عطيفي "

ولد الفدائى احمد عطيفي فى أسرة مصرية مترابطة ومتماسكة اجتماعيا في حي شعبي، هو كفر احمد عبده القديم بحي الاربعين بالسويس, ومرت طفولته كأي طفل عادى حتى عام 1951, سمع ورأى بعيني رأسه جيش الاحتلال الإنجليزي يهاجم مسقط رأسه, عام 1956ويهدم منازلهم, ورأى الأطفال والنساء والشيوخ والرجال العزل يهربون مذعورين, ورأى أمه وهى ترتدى (الملاية السوداء) وتحمل أخا له مع بعض أغطية من المنزل, وأخواته البنات الثلاث يحملن أيضا بعض الامتعة، وأدوات المطبخ، ويشاركهم حمل مخدة وملاءة سرير, وجرى جميعهم خوفا من بطش جيش الاحتلال متجهين الى حى الأربعين, حتى دخلوا مدرسة حمد الله الابتدائية..
تلك انطلاقة استهل بها الفدائى احمد عطيفى أول من جندته المخابرات الحربية للعمليات الخاصة ضد إسرائيل حديثه .. مكثنا بالمدرسة عدة أيام، حتى تمكن والدى من إيجاد شقة لنا في احد المنازل، ومكثنا عدة أشهر حتى عادت الأسرة مرة أخرى الى منزلنا .. هذه الصورة المفزعة لم تغب عن ذهنى لحظة، وعندما بلغت 17 سنة التحقت بمنظمة الشباب, وتدرجت بها حتى وصلت الى مقرر سياسي, وبدأت ممارسة المصارعة الرومانية والحرة وأصبحت لاعبا ممتازا على مستوى الجمهورية ,حتى حصلت على بطولات عامي 1965 ، 1966 .
الفدائى عطيفي يتحدث عن نكسة قائلاً: قيام الشباب الرياضي وجميع شباب السويس تطوعوا فى المقاومة الشعبية, للدفاع عن الوطن, وبدأنا التدريب على الاسلحة, فاستلمت سلاحى من الجيش, وتم توزيعى وشباب السويس على المواقع بالمدينة, ثم علم الشباب ان القوات المسلحة ستقوم باختيار مجموعة منهم لتدريبهم تدريبا راقيا متقدما، وتقدمت مجموعة من الشباب، وتم اختيارهم للتدريب المتقدم، وانتهينا منه أوائل شهر يوليو 1967, وتم استدعاؤهم الى السويس على وجه السرعة لأن العدو سيهاجمها, وفعلا قام العدو بضرب المدينة فى 14 يوليو 1967 وحاول انزال مجموعة من جنوده فى قارب مطاطي، لوضع علم اسرائيل على «الشابندورة» الموجودة فى مجرى قناه السويس, وفعلا اشتبك الشباب مع العدو اشتباكا عنيفا, وقامت مجموعة منهم بالنزول الى مياه القناة, ومن ضمن الذين نزلوا لأسر جنود العدو بقناة السويس الزملاء مصطفى ابو هاشم – غريب محمد غريب – محمد عبد ربه, وأسروا عددا من جنود العدو الذين كانوا فى القارب, بعد ان قتلوا بعضهم, وكان هذا أول اشتباك لشباب السويس، وأول احتكاك مع العدو, ثم اختاروا موقعا لهم فى منطقة بورتوفيق، وتمركزوا به حتى يمكنهم الاشتباك باستمرار مع العدو, حيث كانت الكتيبة 79 مظلات قد حضرت الى بورتوفيق، وتمركزت فيه لمواجهة العدو للدفاع عن بورتوفيق والسويس, وظل شباب السويس يشترك فى جميع الاشتباكات مع العدو حتى كلفوا بركوب (لانش بحرى) مساء كل يوم حتى صباح اليوم التالي, يجوبون به خليج السويس، لمنع تسلل اى قوات بحرية او ضفادع بشرية للعدو.
يواصل الفدائى عطيفى حديث الذكريات المفعم بالبطولة قائلا: فى اواخر 1968 علم بعض الشباب المقاوم ان المخابرات الحربية تقوم بتجميع مجموعة فدائية في سرية شديدة.. فتسللت بعيدا عن زملائى, وذهبت الى مكتب المخابرات الحربية لجنوب القناة ,وهناك استقبلنى المسئول وأخذ بطاقتى الشخصيةوتركنى فى غرفة بمفردى لمدة تزيد على 6 ساعات, ثم حضر وقال لى: ان القائد غير موجود، وأعطانى بطاقتى الشخصية, وانصرفت, وحضرت اليوم الثانى وحدث ما حدث فى اليوم الاول, ومكثت على هذا الحال عدة ايام أذهب وأترك منفردا، وأعود دون فائدة, وبعد ذلك قابلنى قائد مكتب مخابرات جنوب القناة، وسألنى مجموعة من الاسئلة, بعدها تم قبولى كفدائى بمنظمة سيناء التابعة للمخابرات الحربية, وقام قائدها بالاعتذار لى عن الايام الكثيرة التى انتظرت فيها .. لكنه برر ذلك لى بأنهم يجب ان يتأكدوا من صدق مشاعرى وإخلاصى للوطن والتحري عنى.. وبعد انضمامى للعمل الفدائى، فوجئت بزملائى معى, فقد كان كل منهم يذهب بمفرده للتطوع كفدائى بالمخابرات الحربية دون علم الآخرين, ومنذ تلك اللحظة بدأنا فى تدريبات قاسية جدا لإعدادنا كفدائيين لتنفيذ اى مهام نكلف بها.
ويوضح الفدائى عطيفى نقطة البداية, بقوله إنها بدأت بوضع ألغام مضادة للمدرعات على الطرق والمدقات التى يستخدمها العدو فى صحراء سيناء, ثم قمنا ببعض العمليات العسكرية ضد قوات العدو خلال حرب الاستنزاف, وكان الفدائيون الجدد يقومون بتنفيذ هذه العمليات, ومن أهمها عملية نصب كمين لدورية للعدو بجنوب سيناء، وكانت تقريبا فى شهر أغسطس 1969, وشاركت مع زملائى الفدائيين فى أكبر عملية عسكرية تتم ضد العدو ,حيث هاجمناه فى وضح النهار يوم الأربعاء 5/ 11/ 1969 بدورية مدرعة للعدو (دبابة وعربتين نصف جنزير) فى صباح ذلك اليوم, وقمنا بقتل جميع افراده وأسرنا أحد جنوده, وكان عدد الذين نفذوا العملية ( 12 فدائيا ), وكان لهذه العملية أثر إيجابي كبير على معنويات القوات المسلحة المصرية, ثم استمرت الاعمال الفدائية بتخطيط من المخابرات الحربية حتى حرب اكتوبر.
ويعلنها الفدائى عطيفى صراحة :إن حرب الاستنزاف هي الأب الشرعي لحرب 6 أكتوبر 1973 , ففي يوم 18 اكتوبر1973 حضر الى مقر فدائيي السويس (منزل الفدائي محمود عواد)الشيخ حافظ سلامة ,وقال لنا ان مجموعة من الشهداء العسكريين والمدنيين بمشرحة مستشفى الحميات مطلوب تكفينهم ودفنهم, فتوجه الفدائيون محمود عواد,وابراهيم سليمان وانا معهم وقمنا بتكفين الشهداء ووضعهم فى سيارات لورى ليقوم أشخاص آخرون بدفنهم بعد ذلك ,وقام الفدائيون الثلاثة بأخذ أي أسلحة او قنابل أو معدات كانت مع الشهداء وايداعها فى غرفة بمستشفى السويس العام (اطلق عليها غرفة سلاح الشهداء), وظل هذا الوضع عدة ايام, وبعدها جاء مندوب من مكتب مخابرات جنوب القناة الى الفدائيين, وأخبرنا بأنه سيتم تسليحنا جميعا بأسلحة (R.P.G.7) للقيام بإحدي المهام (دون ذكرها) وبعدها حضر الى الفدائيين صديق لهم يعمل مهندسا زراعيا يدعى محمد البهنسى وقال لهم إنه ذهب الى منطقة الجناين، فعلم من الناس ان هناك ثغرة دخل منها العدو الإسرائيلي الى منطقة الجناين, فرد الفدائيون عليه بحدة انه خائف وأعصابه فلتت لأنهم لم يكن عندهم علم ولا رؤية بما يحدث فى منطقة ( الدفرسوار) وهى منطقة الثغرة.
ويشير عطيفى الى ما رأه فى يوم 23 اكتوبر قائلا: شاهد الفدائيون كثيرا من سيارات الجيش المصري محملة ببعض الجنود (مؤخرات الوحدات) وبعض المواطنين الفلاحين يأتون الى السويس، ويقولون ان العدو يطاردهم ..ففكر الفدائيون كيف يواجهون هذا الموقف، وليس معهم أي اسلحة مضادة للدبابات؟.. وأسلحتهم وصواريخهم التى يمكن أن يتعاملوا بها مع المدرعات فى أحد قواعد انطلاقهم بعيدة عن السويس، فتذكرالفدائيون (غرفة أسلحة الشهداء) الموجودة بمستشفى السويس العام، وفى مساء 23 أكتوبر 1973 ذهبت وبصحبتى إبراهيم سليمان وأحمد أبو هاشم إلى (غرفة الأسلحة) بمستشفى السويس العام، والتقينا بالضابط المسئول عنها, ففتحها فوجدنا بها أسلحة أتوماتيكية وقنابل يدوية كثيرة ولا يوجد إلا (R.P.G 7) واحد، وثلاثة صواريخ خاصة به (دانات). .فأخذت أنا (R.P.G ) ـ ومجموعة كبيرة من الذخيرة والقنابل، ورافقنا الجندى الذى فتح الغرفة وعدنا الى مقرنا بمنزل الفدائى محمود عواد بوسط مدينة السويس، وقد استشهد الجندى الذي اصطحبنا بعد ذلك، وأخذنا نخطط كيف يفكر العدوـ وكيف ننصب له الكماين، وقمنا برسم خطة لمواجهته, ونفذناها وقتلنا عددا كبيرا من الجنود الاسرائيليين.
وفى حوالى الساعة 11 صباح 24 أكتوبر 1973 استمر الطيران والمدفعية الإسرائيلية يضربون المدينة, فشاهد الفدائى محمد سرحان دبابات العدو تمر من شارع الجيش, من أمام كمين الفدائى محمود عواد وزملائه, فقال دبابات العدو دخلت البلد ـ فقال له زملاؤه إنه يجب على كل كمين أن يلتزم بموقعه ونحن فى الكمين الثانى مستعدين لهم, وقمنا بتدمير عشر دبابات للعدو، وقتل عدد منهم واستسلم آخرون ولم يحاول العدو اقتحام المدينة مرة أخرى لكثرة خسائره فى الجنود والمعدات.
يسرد الفدائى عطيفى ذكرياته عن زائرى معرض الأسلحة التى استولى عليها الفدائيون من العدو الإسرائيلي بقوله :منهم المشير أحمد إسماعيل علي , وزير الدفاع المصري وكان معه شخصية سعودية قيل لنا إنه وزير الدفاع السعودى, فقمنا بإعطاء الضيف رشاش «عوزي» هدية للملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية ,وبعد عدة أيام حضر إلى مقر الفدائيين الدكتور محمد أنيس - أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس- وأراد أن يسجل مع الفدائيين, فقالوا له :إنهم يتبعون المخابرات الحربية , فرد عليهم إنه يحمل تصريحا بعدد (7 أسماء) وهم محافظ السويس محمد بدوى الخولى,المستشار العسكرى العميد عادل إسلام, مدير امن السويس,ومدير عام التموين بالسويس علاء الخولى, والفدائيون محمود عواد,ومحمد سرحان,وأنا.
فقال له الفدائيون: اذهب إلى الأربعة الأوائل وسلهم ثم تعال الينا .. فذهب اليهم وفى عدة ايام سجل لهم على مسجل (بكرات) جروندنج, وعاد للفدائيين وقال: إن الأربعة جميعهم أقروا بأنكم انتم الذين سطرتم هذه الملحمة.

44606599 10209825806281971 6792269720952242176 n

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady