بقلم : محمد عبد اللطيف حمدان

فنار زنوبيا هو اول عمل بشرى بحري كان قد شيد علي صخور قاع البحر الأحمر في مدخل غاطس ميناء السويس القديم وكان منذ بناءة مثبتا بالجنازير الفولاذية الصلبة وكان عبارة عن حجرة دائرية الشكل ترسل ضوئها المتتابع إلي السفن في الفترة من بعد الغروب حتي بزوغ الفجر وكانت السفن التي تأخذ وجهتها نحو السويس ترى ضوئه من علي بعد 12 ميل بحري وكان الغرض من إقامته في تلك المنطقة إرشاد السفن القادمة من الشواطئ المنخفضة وتحديد مواقع انتظارها في الميناء حتى لا يحدث إلتباس بين الملاحين فى حالة المرور بالغاطس .
ويذكر إن عقب افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية أجرت إدارة القناة في تلك الفترة بعض الإصلاحات علي الفنار حيث استخدمت الشركة الفرنسية المصابيح الكهربائية عن طريق البطاريات بدلا من الزيت الأبيض الذي كان يستخدم في الاضائه من قبل وكان ارتفاع الفنار عند تشغيله قد بلغ حوالي 42 مترا وكانت منارته تضاء كل ثلاث ثواني بشكل دائري وكان موقعه قد اختير علي بعد ثلاثة أميال بحريه من ارصفه مرفأ إبراهيم القديم .
أطلق علي الفنار ( زنوبيا ) نسبه إلي اسم السفينة الصغيرة التي كانت ترسو بجواره والتي كانت تعاون المرشدين والعاملين علية الوصول إلية والصعود إلي سطحه عن طريق السلالم الحديدية
وفى ستينات القرن الماضي اصطدمت بالفنار سفينة تجاريه يونانيه فدمرته بالكامل وبعد تدخل نادى الحمايه الدولي عرض ملاك تلك السفينة علي مسئولي هيئة قناة السويس بنائه فنار جديد بنفس المواصفات القديمة ولكن المسئولين في تلك الفترة قد رفضوا عرض ملاك الشركة مقابل مبلغ مالي كبير حيث أقيم فنار جديد وهو الموجود حاليا بمدخل ألقناه علي بعد حوالي 2 ميل من مبني هيئة قناة السويس
والصورة المنشوره للفنار القديم الذى كان مطليا باللون الفضي .