12 468f2

 

في مثل هذا اليوم، يحتفل مثل من هم بسنه، بـ"الشموع والزينة وكعكة عيد الميلاد"، وسط فرحة الأهل والأصدقاء، إلا أنه قرر الاحتفال بعامه السادس والعشرين داخل زنزانة شموعها سوداء، كعكتها مرة على "الأمعاء الخاوية"، وزينتها "ضحكة المساجين"، فاجتمع "علاء وسناء وماهينور" رفقاء الثورة، وأقرانهم الباحثين عن الحرية، مهنئين رفيقهم أحمد دومة، بعيد ميلاده، بمشاعر امتزجت فيها فرحة اليوم، وألم المرض.

قد لا يكون هذا هو عيد الميلاد الأول، الذي يقضيه "دومة" في السجن، فهو و"الزنزانة" عِشرة قديمة، امتدت منذ عصر "مبارك"، الذي قضى في سجونه 5 سنوات، وبعدها كلما اشتاق للحرية يبعث في زيارات قصيرة لأسابيع وشهور خلف القضبان، وصلت لـ 18 زيارة، في عهود "مبارك والمجلس العسكري ومرسي"، فهو الناشط المشارك في كل إطلالة ثورية، سواء كانت كيانات كـ"كفاية، 6 أبريل، ائتلاف شباب الثورة"، أو تظاهرات كتلك المناهضة لمبارك والمجلس العسكري ومرسي، وكأن رائحة شهداء الثور الزكية، وحلم الحرية يناديه في كل طريق يسلكه، فلا يشخى "غاز وخرطوش" الشرطة، ولا سحل وتنكيل الإخوان، فأمامه حلم الثورة، مكتمل الأركان "عيش حرية عدالة اجتماعية".

"دومة" الذي ابتعد في أيامه الأخيرة وقبل دخوله السجن عن كل الكيانات، وكان مستقلًا برأيه وفكره، وكأنه كان يشتاق للحرية بدون التقيد لأي فصيل، فرفض "صائد الفراشات" قانون التظاهر، ورأى فيه القمع، فكان مصيره إلى السجن، الذي يعرف طريقه جيدًا، مثله مثل أقرانه من شباب ثورة 25 يناير، وهناك يقود معركة "الإضراب" بأمعاء خاوية، لا يخشى المرض، لا يبالي بالسجن، ولكنه يشتاق للحرية، الباحث عنها في كل معاركه.