آراء ومقالات

السويس ..قصه مدينه غيرت وجه التاريخ

بقلم الكاتب: محمد عبد اللطيف حمدان

الباحث الحقيقي والمدقق الواعي في باطن الزمن واعماق التاريخ يكتشف من اول وهله اهميه وعظمه السويس ففي شيئين اساسيين اكتشف المؤرخون الحقيقيون ان السويس القديمه مدينه لم تكن يوما عاديه ولم تكن يوما الا مركز عبقريا لكافه الاتشطه الاقتصادية والسياسية والنضالية .
وعير التاريخ الطويل كانت السويس مدينه عريقة في القدم تختلف في نشأتها عن باقي المدن الاخرى فبينما كانت نشأة بعض المدن نتيجه حفر قناة السويس نجد ان السويس ظهرت منذ اقدم العصور التاريخية حيث اجمع المؤرخون المخضرمين في كل العصور علي ان السويس كانت صاحبه مكانه عظيمه .
ففي موسوعه ( وصف مصر ) التي تمت كتابتها وتجميعها عام 1802 بواسطه وزير داخلية الحمله الفرنسية ( جان انطوان شبتال ) مع مجموعه من علماء الحمله – ذكر ان السويس مدينه هادئة تقع عند الطرف الشمالي من البحر الاحمر بالقرب من حوض البحيرات المرة قبل انسحاب بحرها الي الجنوب .
وفي كتاب ( الروض المعطار في خبر الاقطار ) وصف عالم البلدان محمد بن عبد المنعم الحميري الأندلسي السويس عام 1495 م بانها اهم اعمال الدولة المصرية التي تقع علي بحر القلزم الذى تسير فيه المراكب المحملة بكافه البضائع الواردة من شتي بلدان الدنيا .. سميت المدينه بالقلزم نسبه الي البحر المطل علي عدة مضايق جبليه .. ولما كانت أرض مصر منحصرة بين بحرين هما بحر القلزم في الشرق وبحر الروم في الشمال كانت السويس القديمه ( القلزم ) موجودة .. وكلمه ( القلازم ) في اللغة تعني الدواهي ومنها اشتق اسم ب حر القلزم الذى يعترضه عدة جبال ( دواهي فلازم ) والخارج من هذا البحر يستطيع الوصول الي البحر الصيني، والبحر الهندي، والبحر الفارسي، والبحر اليمني، والبحر الحبشي وكل البلدان التي يمر عليها .. ويبلع طول بحر القلزم حوالي اربعه الاف وخمسمائة فرسخ وممراته شديدة الوعورة عالية الجبال والابحار فيها يكون في النهار بسبب كثرة التعاريج الكثيرة .
يضيف محمد بن عبد المنعم الحميري الأندلسي في كتابه ( الروض المعطار في خبر الاقطار ) ان سكان القلزم القدامي كانوا بفضلون اكل لحوم التيس والماعز وكانت انواع الانعام البريه تسير في الطرقات دون صاحب حيث تتغذى علي ما تنبته التربة الصحراوية وفي كتاب ( أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ) الذى الفه الجغرافي محمد بن أحمد المقدسي المعروف ب ( المقدسي البشاري ) عام 380 هـ ذكر ان القلزم ضاحية هادئة نادرة الزرع والماء قليله المنابع المائية ورغم ذلك انشا العرب فيها سوقا كبيرا من اجل تبادل البضائع فيما كانت ميرة اهل الضاحيه وطعامهم ومياه الشرب تاتي من موضع قريب يسمي ( بلبيس ) .
وفي كتاب ( معجم البلدان ) الذى الفه الرحالة الجغرافي شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي عام 626 وصفت القلزم بانها ضاحية هادئة قليله الناس بها مرفأ تفرخ بداخله الحرائر والاصداف والعاج والبهار من كافه يلاد الشرق الاقصي خاصه من الصين والهند وكانت السفن لا تدخل الميناء الا بعد تفريغ نصف حمولتها في الغاطس حتي تكون في امان .
ويعد كتاب ( الحموي ) من أشهر الموسوعات الجغرافية التي ظهرت في القرن الرابع الهجري حيث ذكر الكثير من المشاهد والخصائص التي اشتهرت بها السويس القديمه ( القلزم ) فوصف الرجل مباني الضاحيه بالقليلة حيث بلغت نحو 200 منزل وكنيسه للروم وكانت اغلب منازل الضاحيه قريبه من ساحه الميناء البحري .
وفي كتاب ( حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ) وصف جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي قلعه القلزم في السويس القديمه بانها اهم قلعه حربيه علي حدود مصر الشرقيه بها برزخ تمر من خلاله كل مواكب الحجيج منذ خروجها من القاهرة قاصدة ( ايله ) في الشرق ومنها الي بلاد الحجاز .
وفي كتاب ( صبح الاعشي ) يصف القلقشندي السويس القديمه بانها مرفأ الديار المصرية علي البحر العظيم المعروف ب ( القلزم ) الذى تأتيه السفن طوال العام ووصف الرحلة من الصين الي السويس القديمه ( القلزم ) بحوالي اربعه الاف وتسعمائة سته وستون فرسخا
ولمن لا يعلم من ماهو الفرسخ احيله الي أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودى أشهر العلماء العرب. والمعروف بهيرودوتس العرب الذى
ذكر في المقاييس القديمة ان الفرسخ كلمه فارسيه معربه و ان ( الفرسخ ) عبارة عن ثلاثة أميال بحريه والميل البحري يساوى 1920 مترا .
الموضوع من كتاب ( السويس .. وطن ورجال وتاريخ ) رقم ايداع 22139 / 2006

والي قصه جديده لمدينه عريقه غبرت وجه التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى