عمار يا سويس ..علي المنجي … امواج البحر وحضن الجبل

بقلم الكاتب: محمد حمدان
في رحاب الادب -أدب – ادبآ – فهو أديب – وأدب الرجال هو حسن أخلاقهم .. والفضل بين الرجال بالعقل لا بالأصل والحسب .. وليس الجمال بألاثواب والزينة ولكن الجمال بالعلم والأدب .. والإبداع الأدبي هو شكل من أشكال التعبير الإنساني المتحضر وأساليبه التي تنتقل بين النثر المنظوم والشعر الموزون في صورة أدبيه صادقة تعبرعن رقي فكر أبناء اى ألامه .
ومن بين كبار أدباء ألامه المتميزين الأديب السويسي القدير الأستاذ علي المنجي احد ابرز أدباء مصر المساهمين في تطور الحركة الادبيه في الوطن العربي.
ولد علي احمد علي المعروف ب ( علي المنجي ) في السويس يوم 12يوليه من عام 1938 في أسرة متوسطه الحال عاشت طوال عمرها في شارع صدقي ( مصطفي كامل ) وما ان بلغ الرابعة من عمرة حتي كان احد الصبية الذين يترددون علي ( كتاب ) الشيخ عبد الظاهر القريب من منزله في حي الأربعين مرتع طفولته وصباه
تخرج الطالب علي المنجي في مدرسه السويس الثانوية العسكرية بالملاحة عام 1958 وكان لمنزل اسرتة في الحي الشعبي الشهير نوافذ تطل علي ما كانت تسمي بمنطقه ( الطابية ) الاثاريه قبل إن تكتظ بالمباني والبيوت ألحديثه فكان يمكن له رؤية البحر المجاور لشاطئ ( حمام بوجيه ) الممتد حتي منطقه الانصارى حيث موقع الجمرك القديم من نافذة حجرته .
قدر لأديبنا الكبير علي المنجي إن يولد بين أحضان جبل عتاقه في حجر البحرالاحمر حيث هزته انفجارات معارك كفر احمد عبده القديم ورؤية شهداء االمقاومه الشعبية علي يد الاحتلال الانجليزى إلي أن طرقت ثورة 23 يوليو 1952بواكير صباه حرا طليقا .
بدا علي المنجي ألكتابه الادبيه وهو يدرس في ألجامعه وكان مولعا بقراءة كل المطبوعات التي يجدها في المكتبات مثل سلسله ( أولادنا ) وروائع شكسبير ( حلم ليله صيف – هملت – روميو وجوليت – مكبث – عطيل ) و ( تاجر البندقية ) كما سبح كثيرا في بحر إبداعات القدير نجيب محفوظ ( خان الخليلي – زقاق المدق ) وكانت بواكير إنتاجه الأدبي الحقيقي مابين عامي 1958 – 1959 حينما قدم ثلاث رويات أدبيه مرة واحدة هن ( اللذة والعذاب) و(البطل ) و( زهيرة ) وهي إعمال لم تنشر في تلك الفترة نظرا لسفرة المفاجئ إلي اليمن .
وكما يقولون في الأمثال ( المقدر مكتوب ) ترك علي المنجي دراسته بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1959 وكان وقتها في الصف الثاني حيث انضم إلي كلية ضباط الاحتياط التي تخرج فيها عام 1961 برتبة ملازم ثان بسلاح المشاة سافر الضابط علي المنجي إلي اليمن بعد شهر واحد من اندلاع ثورتها عام 1962, بين الوديان وقمم الجبال حارب علي الضابط المنجي مع الثوار لمدة عامين الي ان عاد لارض الوطن عام 1964 برتبة ( نقيب ) .
عن طريق القوات المسلحة تم تعينه بأحد التوكيلات الملاحية عام 1965بعدها بعشر سنوات انطلق الي عالم السفر عبر البحار في تجربه فريدة تجول خلالها بين عدة مواني عالميه من بينها اليونان ويوجوسلافيا وبريطانيا والأردن والعراق والسعودية حيث عمل بحارا جاب بحار ومحيطات العالم , لم يجد في النهاية أفضل من عروس البحر الأحمر ( السويس ) ليستقر فيها .
امضي الأديب السويسي علي المنجي عمرة الأدبي مستلهما بيئته الشعبية وارثا عنها ألآصاله والعزة والهمة والسعي الدؤب في كيفيه اكتساب لقمه العيش الحلال
كان علي المنجي كاتبا وأديبا متميزا لا يمسك القلم إلا حين تحتشد لديه التجربة والفكرة والرؤية حيث كتب على مدى خمسين عاما العديد من الروايات والقصص القصيرة الراقيه من بينها ( قصص من البحر ) وهي مجموعه قصصيه من 21 قصه و( عويس في ضوء القمر ) وهي مجموعه قصصيه من 21 قصه أيضا ورواية ( هدير المدافع ) عام 1969 التي حصلت علي جائزة الشئون المعنوية و( الموت يضئ المدينة ) وهي رواية حول حصار السويس عام 1973 و( أمواج القهر ) وهي مجموعه قصصيه من 26 قصه قصيرة تم طبعها مؤخرا باسم ( حكايات بغداد ) ومجموعه ( الهوا غلاب ) وهي مجموعه قصصيه من 10 قصص منسوجة من معاناة ألغربه و ( تعال نغطس في النهر ) و( السيف والتابوت ) و( رجع الصدى ) و ( النار والبارود وأحلام الجنود ) و ( كنوز الملك سوس ) وهي اعمال ادبيه تصف السويس وحواريها ومبانيها وجوامعها وكنائسها ورواية ( قاف ) و( سيد الحوت ) وهي روايات عن حروب الاستنزاف وتضحيات المصريين وكذلك ألمجموعه القصصية ( ليل دجلة ) وغيرها الكثير من الإعمال الادبيه التي تم نشرها علي متن الصفحات الادبيه في الصحف والمجلات مثل المساء والجمهورية والإخبار والأهرام والكاتب وأمواج وعالم القصة وأكتوبر .
كان ومازال الأديب علي المنجي رائدا من رواد ألصحافه والتحقيق اللغوي والتاريخي حيث امضي مع القلم عمرة مترجما وباحثا ومصنفا .
اطال الله في عمرك استأذنا الجليل المعلم المخضرم ( علي بيه المنجي ) المحترم