شاعر عرفه الفقراء ورددوا أشعاره، كان ملاذًا لهم وصوت حالهم، عبر عنهم وعاش ومات لأجلهم، هو من أشهر شعراء العامية في مصر، قال عنه الشاعر الفرنسي لويس أراجون:” إن فيه قوة تسقط الأسوار” ولقبه الرئيس الراحل أنور السادات بـ “الشاعر البذىء”، هو الراحل أحمد فؤاد نجم.
تحل اليوم علينا الذكرى الأولى لرحيل أحمد فؤاد نجم الذي ينتمى إلى جيل قديم من الشعراء، ولد في قريه كفر أبو نجم بمحافظة الشرقية عام 1929 وكان ضمن سبعة عشر ابنا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره، التحق بعد ذلك بكتاب القرية كعادة أهل القرى في ذلك الزمن.
أدت وفاة والده إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق حيث التحق بملجأ أيتام 1936 والذي قابل فيه عبد الحليم حافظ ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة بعد ذلك عاد لقريته للعمل راعيا للبهائم ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته.
وعمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي وكواء ولاعب كرة وبائع وعامل إنشاءات وبناء وترزي وفي مدينة فايد إحدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز التقى بعمال المطابع الشيوعيين، كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى، واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.
وكان نجم من أبرز شعراء العامية في مصر الملتزمين بقضايا الشعب والجماهير الكادحة ضد الطبقات الحاكمة، ما أدى إلى سجنه 18 عامًا، كما أنه أحد مؤسسي حزب المصريين الأحرار عقب ثورة 25 يناير.
ويرى أحمد فؤاد نجم أن العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة.
وبعد رحيله بأيام أصدر الرئيس السابق عدلي منصور قرارا جمهوريا بمنح وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى إلى اسم الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، تقديرا لعطائه الأدبي وحضوره المؤثر على الساحة الأدبية والسياسية طوال فترة حياته.
وقبلها، في عام 2013، فاز بجائزة الأمير كلاوس”Prince Claus Awards” الهولندية، وهي من أرقى الجوائز في العالم، لكن وافته المنية قبل تسلمها ببضعة أيام. كما حصل على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي في 19 ديسمبر 2013.
وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيرا للفقراء.
من أشهر وأهم أشعاره “دلي الشكارة”، و”غابة”، و”موال الفول واللحمة”، و”دولة مين ودولة مين” و”هما مين وإحنا مين”، و”شيد أصورك”، و”الشحاتين”، و”عالمحطة”، و”الشربة العجيبة”.
