ثقافة وفن

محاضرة لرئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية في فعاليات الموسم الثقافي لجامعة القاهرة.

د.محمد سامى عبدالصادق: في عصر الذكاء الاصطناعي، تتزايد الحاجة إلى أطر قانونية وأخلاقية تحمي حقوق المبدعين وتصون الهوية الثقافية. وجامعة القاهرة تولي اهتمامًا بالغا بتعزيز الوعي باحترام حقوق الملكية الفكرية.

رئيس الجامعة: نعمل على صياغة الإصدار الثاني لسياسة الملكية الفكرية بجامعة القاهرة وفق مستجدات التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وأطلقنا قاموس القاهرة العصري للشباب العربي لحماية الأجيال الجديدة والحفاظ على لغتنا العربية وهويتنا الوطنية.

د.هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية: الملكية الفكرية لا تحمي الفكرة ولكنها تحمي نتاج الأفكار في الآداب والفنون وفي براءات الاختراع والعلامات التجارية، كما تصون حقوق جميع أطراف الإبداع.

د.هشام عزمى:إطلاق مصر لاستراتيجيتها الوطنية للملكية الفكرية برعاية رئيس الجمهورية انعكاس لاهتمام الدولة بدفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز التحول الرقمى.

رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية: ضرورة رفع الوعى حول الملكية الفكرية لدى كل فئات المجتمع وتعزيز المحتوى العربى على المنصات لحماية الأجيال الجديدة والحفاظ على الهوية الوطنية.

د.هشام عزمى: تفعيل المردود الاقتصادي للملكية الفكرية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعظيم الاستفادة منها فى البحث العلمى وربطه باحتياجات الصناعة الوطنية.

د.هشام عزمي يطرح أهم التحديات التشريعية والأخلاقية والتكنولوجية فى مجال الملكية الفكرية فى عصر الذكاء الاصطناعي ويطالب بمشروع عربى لمواجهة المخاطر التى تهدد الهوية والمنظومة القيمية والثقافية والأخلاقية في المجتمعات العربية.

د.عبد الله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة: إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية يعكس وعيا مجتمعيا على أعلى مستوى للحفاظ على الحقوق الفكرية والإبداعية ويمثل أملا كبيرا للحفاظ على حقوق المفكرين والمبدعين.

د.محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة: تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل خطرًا على جميع الفئات العمرية في ظل غياب الإطار القيمي والأخلاقي والضمير العلمي والمهني رغم امتلاكنا إرثا حضاريا وثقافيا يضعنا فى موقعنا اللائق على الخريطة العالمية.

تواصل جامعة القاهرة، برعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، فعاليات الموسم الثقافي للعام الجامعي 2024-2025 حيث شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بالجامعة، محاضرة تحت عنوان “حماية الملكية الفكرية والهوية في عصر الذكاء الاصطناعي”، ألقاها الدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، وأدار الندوة الدكتور عبدالله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامي لرئيس الجامعة والمتحدث الرسمى باسم الجامعة، بحضور الدكتور محمود السعيد نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عبد الهادي العوضي مستشار رئيس الجامعة للشؤون الطلابية والمدن الجامعية، وعدد من عمداء الكليات والوكلاء، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والعاملين وجموع من الطلاب بمختلف كليات الجامعة.

وتأتى فعاليات الموسم الثقافي للجامعة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبد الصادق رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليًا وإقليميًا وعالميًا، بما يصقل شخصياتهم، ويساهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.

وفي مستهل كلمته، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالدكتور هشام عزمي رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، كما رحب بالحضور من الاساتذة والطلاب، وأكد رئيس الجامعة على قيمة الآداب والفنون والعلوم ودزرها في نهضة المجتمعات، لافتًا إلى دواعي حماية إبداعات الذهن البشري في المجال الصناعي والتجاري وفي المجال الأدبي والفني.

وأشار الدكتور محمد سامي عبد الصادق إلى منظومة التشريعات الحاكمة لموضوع التدوة، ومن أهمها قانون حماية حقوق الملكية الفكرية رقم 82 لسنة 2002، والذي يوفر الحماية المتكاملة لأصحاب الإبداع بمختلف صنوفه، وقانون إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية الصادر برقم 163 لسنة 2023، والذي بموجبه حل الجهاز محل الوزارات المختصة والأجهزة المعنية في الاختصاصات المقررة لكل منها في شأن حماية الحقوق الفكرية، حيث بدأ في أغسطس الماضي ممارسة أدواره التي أنشئ من أجلها، ومن أهمها التوعية بحقوق أصحاب الإبداع، لافتًا إلي وجود العديد من التحديات التي تواجة حقوق الملكية الفكرية للأفراد في عصر الذكاء الاصطناعي.

كذلك أشار رئيس جامعة القاهرة، إلى إطلاق الجامعة استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي في أكتوبر ٢٠٢٤ والتي تعد أول استراتيجية جامعية من هذا النوع في مصر أفريقيا والشرق الاوسط، مشيرا إلى العمل على صياغة الإصدار الثاني لسياسة الملكية الفكرية بالجامعة وفق مستجدات التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن إطلاق قاموس القاهرة العصري للشباب العربي، مؤكدًا ضرورة الاهتمام باللغة العربية.

ومن جانبه، أوضح الدكتور هشام عزمي، أن الملكية الفكرية لا تعني حماية الفكرة بل تختص بحماية نتاج الأفكار في المجالات الإبداعية المختلفة، في الموسيقي والمسرح والفنون وبراءات الاختراع والعلامات التجارية وغيرها، مشيرًا إلي محاور الملكية الفكرية والتي تحمي حق المؤلف والحقوق المجاورة، ونماذج المنفعة، والعلامات التجارية، والتصاميم الصناعية، والأسرار التجارية، وتصميمات الدوائر المتكاملة، والأصناف النباتية الجديدة.

واستعرض الدكتور هشام عزمي، تاريخ الملكية الفكرية في مصر بداية من صدور قانون العلامات والبيانات التجارية رقم 37 عام 1939، وقانون براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية عام 1949، وانشاء مكتب براءات الاختراع المصري وقانون حماية حق المؤلف عام 1954، وعضوية مصر في منظمة التجارة العالمية وانضمامها لاتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية عام 1995، ثم صدور قانون حماية حقوق الملكية الفكرية عام 2002، وصولاً إلي أطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في مصر عام 2022.

وأشار رئيس الجهاز المصري للملكية الفكرية، إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والتي تعكس اهتمام الدولة بأهمية الملكية الفكرية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتهدف إلى تعزيز التحول الرقمي وتوفير خدمات التسجيل من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة، مضيفًا أن هذه الاستراتيجية استغرقت في إعدادها 18 شهرا بمشاركة 35 كيانا منهم 17 وزارة و18 سلطة مختصة، و8 خبراء في تخصصات الملكية الفكرية.

وتطرق الدكتور هشام عزمي، إلي نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات التي تواجة ملف حقوق الملكية الفكرية في مصر، مؤكدًا على ضرورة رفع الوعي حول حقوق الملكية الفكرية لدي تلاميذ المدارس، وداخل الجامعات لكافة منتسبيها، وفئات المجتمع المختلفة، وضرورة تعزيز المحتوى العربي على المنصات المختلفة، مشيدًا بتنظيم الدولة المصرية لجائزة “المبدع الصغير” من عمر 5 حتى 18 عاما، مشيرًا إلى دمج كافة الجهات المختصة بالملكية الفكرية إلى الجهاز المصري للملكية الفكرية.

وأشار الدكتور هشام عزمي، إلى تفعيل المردود الاقتصادي للملكية الفكرية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز وتشجيع دعم الاستغلال التجاري لأصول الملكية الفكرية، وتعظيم الاستفادة من الملكية الفكرية في البحث العلمي وربطه باحتياجات الصناعة الوطنية، وتطبيق سياسات رشيدة ومتوازنة للملكية الفكرية في مجال الصحة العامة وإتاحة الدواء، وتعظيم القيمة الاقتصادية للمشروعات المتوسطة والصغيرة، وتعظيم المردود الاقتصادي لقطاعي السياحة والتراث، وتنظيم النفاذ إلى الموارد الأحيائية وما يتصل بها من معارف تقليدية واقتسام المنافع الناشئة عنها.

كما تناول الدكتور هشام عزمي، التحديات التي تواجه الملكية الفكرية في ظل الذكاء الاصطناعي والتي من أبرزها تحديد الملكية، وفجوات التشريع، والاستنساخ والتقليد، والتغييرات في الابداع، وحقوق البيانات، والتحديات الاخلاقية، والتحيز في البيانات، وتحديات الابتكار، مشيرًا إلي تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الهوية الثقافية مثل تغيير القيم الانسانية، وفقدان التنوع الثقافي، والتحيز المالي والتكنولوجي، وتكريس التجانس الثقافي.

وأكد الدكتور عبد الله التطاوي، أهمية إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية للحفاظ علي حقوق المفكرين والمبدعين والأدباء وأصحاب كافة المهن علي المستوي الاقتصادي والتسويقي، لاسيما في عصر الذكاء الاصطناعي، لافتًا إلى الدور المهم للدكتور هشام عزمي في تأسيس جهاز الملكية الفكرية الذي أصبح بادرة أمل كبري في الحفاظ علي حقوق الأفراد، والأدوار المختلفة المنوط بها الجهاز المصري للملكية الفكرية.

ومن جهته، قال الدكتور محمد منصور هيبة، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل خطرًا علي الصغار والكبار في ظل غياب الإطار القيمي والأخلاقي والضمير العلمي والمهني، لأنه يقوم بترويج الأفكار المغلوطة ويمتلك القدرة على تغيير الأخبار والصور وغيرها، مؤكدًا اننا نمتلك أدوات العودة للحفاظ على موقعنا على الخريطة العالمية، مطالبا وسائل الإعلام العربي بالعمل بوعي وإرادة وطنية للحفاظ على هويتنا الثقافية والحضارية والأخلاقية، وتخاطب جمهورها المستهدف بلغة يفهمها حول قضاياه المصيرية، والعمل على إعادة الاعتبار للغة العربية وجعلها لغة التخاطب الأساسية وهو ما يتطلب تكاتف جهود كافة مؤسسات الدولة.

وفي نهاية المحاضرة، تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم حول فعاليات المحاضرة، بهدف تكوين جيلٍ واعٍ بتحديات العصر.

كما أهدى الدكتور محمد سامي عبد الصادق، درع جامعة القاهرة للدكتور هشام عزمي تقديرًا لدوره الرائد والمتميز عبر موقعه ومسئولياته في حماية الملكيةالفكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى