Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

بطل من السويس ..من حكايات أكتوبر.. الحاج "عثمان": أحرقت للعدو 14 دبابة و5 مجنزرات في 72 ساعة

البطل عادل احمد عثمان البطل عادل احمد عثمان

كتب : حسام صالح

رغم مرور 46 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة، إلا أن هناك قصص وبطولات لا يعرفها أحد بعد. فلكل قائد أو ضابط وجندي قصة مختلفة حملت من العزيمة والإرادة والمشاعر التي تحولت من انكسار إلى فرحة وانتصار تستحق أن تروى.

في ورشته التي يديرها لضبط زوايا السيارات أسفل منزله في شارع ناصر بالسويس، وقف الحاج "عادل عثمان" أمام شاشة الضبط ينظر إلى الأرقام التي تتغير كلما تحركت وحدة الاتزان الموصولة بعجلات السيارة، المشهد يعاد إلى ذهنه كل يوم، قصة ما كان يفعله، حينما كان يوجهه صواريخ "مالوتيوكا" إلى دبابات ومجنزرات العدو لتحولها إلى كتل محترقة.

قبل 50 عامًا، التحق المقاتل "عادل أحمد عثمان" بالقوات المسلحة، دخل سلاح المدفعية، الكتيبة 654 مقذوفات موجهة مضادة للدبابات، الكتيبة كانت جديدة في الجيش المصري، ولم يكن لها وجود قبل يونيو 1967 يلتحق بها حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة، بحسب ما أخبرنا "عثمان"، ويروي لنا في السطور التالية مشاهد من الاستعداد لمعركة أكتوبر، ومواقف من الحرب كان الله حليفهم فيها.

مشاريع تكتيكية
"كان التدريب في البداية إلكتروني على نماذج محاكاة تشبه الألعاب الموجودة حاليًا، للتعرف على كيفية التوجيه التقريبي مع الصاروخ الحي".. يحكي "عثمان" عن بداية المرحلة الأولى، من تدريبه وزملائه على العوامل المؤثرة في التوجيه مثل الحرارة وسرعة الرياح والجاذبية ومستوى ارتفاع أو انخفاض الهدف عن نقطة الإطلاق، وكانت كلها تظهر على شاشة جهاز التوجيه.

كان السلاح مثبت على مركبة قتالية متطورة، فكانت مدرعة قتالية برمائية مجهزة لعبور الموانع المائية والخنادق، والسير في الرمال، وكان يتعرض هو وزملاءه لظروف غير طبيعية، منها التعرض لأسوأ الأوضاع في التدريب حتى إذا عاشوها مرة أخرى في المعركة، لا تؤثر على تركيزهم ودقة إصابة الأهداف.

يتذكر "عثمان" كيف كانت الفترة من 1970 وحتى حرب 1973، "مشروع حرب حقيقي" فالسنوات الثلاث كانت تدريب تكتيكي على الأرض لتعليم القتال بالذخيرة وكيفية فتح خط المواجهة، وإصابة الأهداف المتحركة والثابتة بالصواريخ الحية.

3000 متر
"يصل متوسط سرعة الصاروخ 120 مترًا في الثانية، ويصيب أهداف على مسافة من 1500 إلى 3000 متر".. يتذكر الرجل السبعيني قدرات سلاحه السري في ذلك الوقت، والذي يمكن وضعه في حقيبة متوسطة الحجم، ولتوضيح مدى قدرته ومقارنته بالأسلحة التقليدية المشابهة، يقول إن قذائف "أر بي جي" تصيد الأهداف في مسافة أقل من 500 متر.

قبل الحرب، جرى اختيار "عثمان" ومجموعة من زملائه ليكونوا في سيناء، كان هناك تكتيكات وتحركات غير عادية، وتجهيز مؤن وذخيرة ووقود بشكل لم سبق له مثيل، فعلموا أن الحرب على الأبواب، وعدوا الساعات انتظارًا للثأر حتى وصل الأمر من القائد بالتحرك والتمركز في موقع على طول خط القناة.

"كنت تابع للجيش الثاني في منطقة سرابيوم بين فايد والإسماعيلية، وهي أضيق منطقة في القناة".. يتذكر المقاتل السابق موقعه في الميدان ومنطقته التي أحيطت بمصاطب قتالية غرب القناة، بأماكن مرتفعة وتباب جهزها الجنود لتؤمن نصب الكباري والمعابر خلال عبور الموجات الأولى من المشاة يوم 6 أكتوبر.

تأمين العبور
"لم أفكر أن أعود سليمًا أو مصابًا، كان يشغلني فقط سلاحي وأن يكون موجهًا طوال الوقت للعدو، فألحق به ما ييسره الله من إصابات وخسائر".. يتحدث "عثمان" عن مشاعره قبل أن يروي كيف "اصطاد" أول دبابة للعدو، والتي كانت في موقع متقدم، خدع فريقها باستهداف قوات المشاة خلال عبور القناة، فحولها لكتلة نار بمن فيها قرب الرابعة من عصر 6 أكتوبر.

بعد 9 ساعات من نصب الكباري، استطاع "عثمان" وزميله في المدرعة العبور إلى الضفة الشرقية، وفي صباح يوم 11 رمضان، فوجئ بأول تجمع لدبابات العدو في خندق خلف "تبة" تحصن بها العدو على مسافة من قرية الجلاء.

أجرى "عثمان" مناورة حتى استطاع كشف الأهداف، كان هو زميله بالمدرعة فقط من الكتيبة في ذلك الموقع: "بفضل الله استطعت تدمير 5 دبابات ورأيت معدن بعضها ينصهر أمامي من شدة انفجار صواريخ مالوتيوكا".

يقول "عثمان" إن الحالة المعنوية في الأيام التي سبقت أكتوبر، كانت مرتفعة وزاد من لهيبها توقيت الحرب الذي جاء في شهر رمضان المبارك كما كانت غزوة بدر، كما أن تجهير أبناء القناة عقب يونيو 67، ومرارة احتلال الأرض ترك في نفسه وزملائه غصة لا تزول إلا بالنصر، أو الشهادة.

حاملات الجنود
تقدمت القوات يوم 13 أكتوبر، وألحق بالفرقة 21 مدرعات، كان موقعه ضمن قوات القطاع الأوسط من الجبهة جنوب الإسماعيلية قرب منطقة البحيرات، وشارك في معركة الدبابات طوال يوم كامل، واستطاع باستخدام الصاروخ مالوتيكا تدمير 8 دبابات و5 مجنزرات محملة بالجنود.

يفتخر الجندي السابق، بسلاحه الذي شارك به في الحرب، واستطاع من خلاله تدمير 14 دبابة و5 مجنزات محملة بالجنود، وظل رفيقه طوال أيام معركة الكرامة.

يتحدث عن الصاروخ روسي الصنع، فيقول: "طول الصاروخ 86 سنتيمتر، ووزنه 10 كيلوجرامات، وله قدرة على اختراق الأهداف المدرعة بسمك 30 سم، وإحداث بؤرة في الجسم المصاب، باتساع 30 سم أيضًا، وهو قادر على صهر المعادن إذ تصل الحرارة الناتجة عن التفجير 6000 درجة مئوية، وتولد موجة ارتدادية مقدرها 100 ألف ضغط جوي".

"قوات المشاة إللي شاركت في صد هجوم لواء 190 مدرع إسرائيلي كانت تستخدم نفس الصاروخ، واستطاعوا تدمير كافة دباباته التي زاد عددها عن 75، وأسر عساف ياجوري قائد إحدى الكتائب".. يحكي الجندي المصري السابق عن السلاح الذي يعتمد على دقة وتركيز عالي في التصويب لإصابة الأهداف.

يتذكر "عثمان"، أحد المواقف الصعبة التي تعرض لها في الحرب، فيقول إن المدرعة المثبت عليها الصاروخ خلال أصيبت في إحدى المعارك، وتدمر الإطار الأمامي لها، ونتيجة لنفاذ الإمدادات وصعوبة الانتقال لجلب قطع بديلة: "استخدمت رافع السيارة، لرفعها بدلًا من الإطار، وحولت المدرعة إلى قاعدة إطلاق صواريخ ثابتة".. يحكي المقاتل كيف تصرف في الموقف، وكلّف نفسه في تلك اللحظة بتأمين المنطقة المكشوفة تجاه شرق القناة على مسافة 5 كيلو من قرية الجلاء.

ويؤكد البطل السويسي أن فكرة وجود ما يمنعه عن الاستمرار في القتال، لم تكن مطروحة، إلا إذا كانت الشهادة في سبيل الله هي السبب.

4 ثواني
كان النصر وتوفيق الله حليفًا للرجال في الحرب، هذا ما عايشه "عثمان" ورفاقه في عدة مواقف، ويوضح أن الصاروخ يتم توجيهه سلكيًا، بعد إطلاقه لأنه مرتبط عبر سلك رفيع بجهاز التوجيه، ويصل إلى هدف على مسافة 3000 متر في متوسط زمن قدره 27 ثانية فقط.

ويقول إن لكل صاروخ توقيت حسب الهدف ويتم إعداد حسابات المسافة والزمن يدويًا، مع وضع درجة الحرارة وزوايا الارتفاع والانخفاض، في الحسبان، وبعد الإطلاق يراقب الصاروخ عبر الجايروسكوب لتتبعه بصريًا.

"في التدريبات التكتيكية كنا نبدأ العد بعد إطلاق الصاروخ حتى نصل إلى 4 ثواني الأخيرة، لتأمين وصول الصاروخ للهدف، لكننا في الحرب كنا نردد الله أكبر بدلًا من الأرقام".. يشير "عثمان".

أما عن دقة الإصابة، فيؤكد أنه لم يخطئ أي هدف، وكأن الصاروخ يعرف اين يصطدم، يصمت الرجل وتلمع عيناه وهو يردد: "إن كانت أيدينا تلقي فيد الله تصيب".

"عثمان" حاصل على نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس الأسبق أنور السادات، ويفتخر بشهادة أعمال بطولية من قائد وحدته بأنه اشترك في عمليات العاشر من رمضان، وشارك في العبور وقدم بطولات مجيدة كبّد فيها العدو 14 دبابة و5 عربات مجنزرة في يوم واحد.

1

2

3

4

قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل الأحد, 06 تشرين1/أكتوير 2019 23:35

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady