نظمت نقابة الاطباء برئاسة دكتور تامر البوهى نقيب الاطباء بالسويس ندوه تثقيفيه تحت عنوان (دور الجيش الابيض فى حرب 73) بحضور الكاتب الصحفى ياسر ايوب نجل الدكتور محمد ايوب مدير مستشفى السويس العام اثناء حرب اكتوبر وحصار 1973والدكتور طلعت عز الدين والدكتور ادوار من يوسف والدكتور ابرهيم عفيفي من الاطباء المتواجدين بالمستشفى وقت حصار السويس والممرضة سيدة مبارك .
يقول د. محمد طلعت عز الدين استشاري العظام ورئيس جمعية الصمود بالسويس و الذي بدأ حديثه عن حصار السويس الذي استمر لمدة ١٠٧ يوم انه من يوم ٢٢ أكتوبر ١٩٧٣ و حتي ١٩ يناير ١٩٧٤ أنتدبت للعمل بمستشفى السويس العام في ١٩ أكتوبر ١٩٧٣ و في يوم ٢ أكتوبر فوجئنا بطائرات العدو تدك مدينة السويس الباسلة و نتج عن تلك الغارات إصابة ٥٠٠ جريح في يوم واحد في الصباح و في المساء تقدمت ٣٢ دبابة للعدو الاسرائيلي إلي مدخل المدينة الباسلة و قابلتها المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حافظ سلامة و منظمة سيناء و منظمة الشباب و تم القضاء علي تلك الدبابات جميعا فما كان من العدو الإسرائيلي إلا أن طبق الحصار علي المدينة بالكامل و من ضمنها المستشفي العام و قام د.سمير شوكت مدير المستشفي بالخروج مع المقاومة لقتال العدوة ترك لي المستشفي و معي ١٠٠ طبيب و ٨٠ ممرضة و ١٠٠ من العاملين و حملني المسئولية عن جميع العاملين.
و قطع العدو عنا المياه و الغذاء فقمت بتخفيف محلول الجلوكوز و شربنا منه تلك الليلة كما قمت في تلك الليلة بالبحث عن بئر "سيدي الغريب" القريب من المستشفى و تم تشغيله رغم أنه كان مهجورا منذ سنوات كما استطعنا أن نصد الهجوم علي المستشفي و وجدنا ٢٨ جثة لجنود الاحتلال ،قمنا بإدخالها المستشفي و ملأت ٦٠ جركن مياه من البئر لدرجة أنهم أطلقوا علي "طلعت جركن".
قمنا بإعطاء اليهود ٦ جثث من ال٢٨ فسمحوا لنا بإدخال المياه و الطعام وجبة واحدة في اليوم.
و ذهبت و أحد الجنود إلي فناطيس المياه و قابلنا أهل السويس و أعطيناهم معظم المياه التي معنا و حصلنا علي القليل. و ذهب المجند اليوم التالي و أحضر مياه المجاري و قمنا بتقطيريها علي الشموع و ربنا سلم.
و سلمنا بعد ذلك ٢٢ جثة لليهود مقابل ذهاب الجرحى إلي القاهرة وإحضار أكسوجين و دم. و تعمد اليهود إفساد الدم و تركه في الشمس و قاموا بتفريغ اسطوانات الأكسجين. و استمر الوضع لمدة ١٠٣ يوم حتي إتفاقية فض الاشتباك. و خرجنا من السويس يوم ٢٩ يناير.
اما د ابراهيم عفيفي استشاري النساء فقد قص الاستعدادات التي اتخذتها المستشفى لاستقبال المصابين وتجهيز مستشفي اخرى احتياطيا بعد الكيلو 109 ، وان الاطباء كانو يعملون لفترة طويلة يوميا وكانو يعانو من نقص المواد الغذائية والطبية ، واضاف ان يوم 5 اكتوبر تم ارسال مجموعة من الاطباء والممرضين الى السويس
وتحدث د ادوار يوسف استشاري القلب و المسئول عن العيادات الخارجية اثناء الحصار قائلا لقد عشنا فترة عصيبة داخل المستشفى كان يشجعنا على العمل ويذلل لنا الصعاب د محمد ايوب مدير المستشفى الذي توفى بنزيف في المعدة نتيجة اصابته بقرحة في اخر ايام الحصار والذي رفض مغادرة المستشفى وفضل البقاء فيها وعدم تركها وان انجاز الاطباء في علاج 500 مصاب حرب بدون تلوث او غرغرينا انجاز تحدث عنه كبار الاطباء وواشادو بجهودنا .
واضاف الكاتب الصحفي والناقد الرياضي ياسر ايوب ان السويس مهملة ولم تعوض عن تضحياتها في الحروب وهي مدينة تستحق الكثير والكثير وان توضع في دائرة اهتمام الدولة ، واختتمت نقيبة التمريض سيدة مبارك الحديث قائلة لم يكن لدينا وقت للنوم او الراحة وماحدث في المستشفي ملحمة لاتكرر

ادار الندوة الدكتور الاديب غريب جلال نصر الذى القى بعض القصائد الشعرية التي كتبها في فترة الحصار ،وحضر الندوة نائب الشيوخ حافظ ابو شوشة ود احمد البرعي وكيل وزارة الصحة ود سامح شكرى ود ايهاب الصاوي امين عام النقابة ود اسر البنا مساعد امين صندوق النقابة واعضاء مجلس ادارة نقابة الاطباء ولفيف من الاطباء وطلاب طب السويس