في إطار الجهود الحثيثة لرابطة الجامعات الإسلامية في حماية الشباب العربي والإسلامي ونشر الفكر المعتدل القائم على التسامح ونبذ العنف وقبول الآخر، وفي ضوء الاهتمام بمتابعة التطورات التقنية العالمية التي اجتاحت وسائل الاتصال والتواصل الإنساني فأحدثت انفجارًا معلوماتيًا بات من الصعب التحكم فيه، عقدت جامعة السويس المؤتمر الدولي الأول تحت عنوان "الوعي الديني للشباب في العصر الرقمي" بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية.

عُقد المؤتمر تحت رعاية أ.د. محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي وللبحث العلمي، واشراف أ.د. السيد الشرقاوي رئيس جامعة السويس، وأ.د.أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، وبمشاركة أ.د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وأ.د.نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وأ.د.عمرو الورداني أمين الفتوى ومدير التدريب بدار الإفتاء المصرية نائبًا عن فضيلة أ.د.شوقي علام مفتي الجمهورية، والقس أرميا مكرم كاهن كنيسة ماري جرجس بالقاهرة وعضو الأمانة العامة لبيت العائلة، وأ.د.سامي الشريف مقرر لجنة الإعلام برابطة الجامعات الإسلامية، وعدد من أساتذة وعمداء كليات الإعلام والباحثين المهتمين بالشأن الإعلامي في العالم العربي. 

وفي كلمته رحب رئيس الجامعة بالسادة الحضور ثم أكد على أهمية موضوع المؤتمر الذي 

 يُعنى بقضية الوعي التي تُعد من أهم القضايا المحورية التي تشغل بال كافة المسئولين في الدولة، حيث أوضح ما عرضه معالي أ.د وزير التعليم العالي والبحث العلمي على المجلس الأعلى للجامعات عن إعداد محتوى تعلميمي جديد عن التسامح الديني وآداب الحوار، واعداد دراسة لكيفية مواجهة مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، وخطة الوزارة لمكافحة التطرف والفكر التكفيري، وتطوير المناهج الدراسية بما يحصن الطلاب من مخاطر التكنولوجيا ومحو الأمية الرقمية لتلبية مُتطلبات العصر الرقمي.

كما أشار رئيس الجامعة إلى ما تقوم به الجامعة من أنشطة لتنمية الوعي والانتماء الوطني لدى الطلاب، وعقد اللقاءات والحوارات والندوات الثقافية حول القضايا الوطنية التي تحتاج إلى توعية مُجتمعية.

وأشار "الشرقاوي" كذلك الى أهمية موضوع المؤتمر الحالي لما يمثله الإعلام الرقمي من أداة خطيرة في تشكيل وعي الجمهور لاسيما الوعي بصحيح الدين.

وقد ناقش المؤتمر أكثر من 40 بحثًا ومداخلة (حضوريًا وإلكترونيًا) شملت مجالات عديدة ومتنوعة، غطت معظم مجالات الإعلام الرقمي ودوره في بناء الوعي الديني الرشيد، وذلك في إطار تنمية الوعي لدى الشباب ومواجهة جهود التشكيك والدعوات للإلحاد واللادينية.

وأكد المشاركون في جلسات المؤتمر على أهمية العمل الإعلامي في العصر الرقمي مشددين على ضرورة أن يقوم الإعلام على العلم ولا يترك العمل فيه للهواة أو غير المتخصصين، وأن العصر الرقمي يفرض تحديات إعلامية واتصالية ودينية يجب أن تواجه بوسائل وأساليب هذا العصر وليس بوسائل وأساليب عصر سابق وأفكار ووجوه قديمة تجاوزها الزمن.

وفي ختام أعماله طرح المؤتمر  مجموعة من التوصيات منها: 

* دعوة الجامعات الإسلامية للإسهام في وضع إستراتيجية فاعلة للاتصال الديني في العصر الرقمي من خلال تأهيل العاملين بالمؤسسات الدينية الأهلية والخاصة.

* وضع خطط تنفيذية تتكامل فيها جهود العاملين بالمؤسسات الدينية الأهلية والحكومية للارتقاء بالاتصال الديني في العصر الرقمي.

* علاوة على مواجهة التأثيرات السلبية للمنصات الرقمية التي باتت جاذبة للشباب ومعطلة للجهود الإصلاحية الداعمة لبناء وعي ديني يحمي الشباب من التطرف.

* العمل على تكامل الجهود الرسمية والشعبية ومؤسسات المجتمع المدني في نشر ثقافة التسامح بين أفراد المجتمع، وبصحة خاصة الشباب.