499 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
فيلم حكايات الغريب
لم تغفل السينما المصرية رصد معاناة شعب بورسعيد في العدوان الثلاثى على مصر ، وقدمت العديد من الأفلام المهمة في هذا الشأن، ولعل أهمها فيلم «بورسعيد» الذي تم تصويره وعرضه بعد انتهاء العدوان بـ 7 أشهر فقط في 8 يوليو عام 1957، كتبه عز الدين ذو الفقار، وقدم خلاله مشاهد تسجيلية رصدها أثناء تواجده بنفس فترة العدوان للعلاج من الروماتيزم بمستشفى بورسعيد، وكان فيلمًا وطنيًا بطابع قومى أنتجه الفنان الراحل فريد شوقى بتكلفة تقترب من 35 ألف جنيه بأمر من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وشارك في بطولته أكثر من 100 ممثل، وبسببه ظل فريد شوقى مديونًا لسنوات طويلة، وجاء العدوان خلفية في العديد من الأفلام، منها «لا تطفئ الشمس» لصلاح أبوسيف 1961، و«من أحب» إخراج ماجدة 1966.
ثم ظهر أيضًا في خلفية الأحداث في فيلم «ليلة القبض على فاطمة» لبركات 1984، و«سجين أبوزعبل» للمخرج نيازى مصطفى عن قصة للفنان محمود المليجى، وأعد لها السيناريو السيد بدير، وتناول فيلم «حكايات الغريب» للمخرجة إنعام محمد على الذي تم إنتاجه في التسعينيات وشارك في بطولته الفنان محمود الجندى. وكذلك عاد فيلم «أحلام صغيرة» عام 1993 للمخرج خالد الحجر ببعض مشاهد العدوان الثلاثى وشارك في بطولته ميرفت أمين وصلاح السعدنى ورجاء حسين وسيف عبدالرحمن والطفل أشرف تامر.
من جانبها، قالت ناهد فريد شوقى، ابنة الفنان الراحل فريد شوقى، أن والدها كان يتمتع بحس وطنى ويغير على وطنه دائمًا، ولم يتأخر في إنتاج فيلم «بورسعيد»، العمل الذي تناول العدوان الثلاثى على مصر ، ودائما ما كان يتصدى لأى عمل يتحمس لموضوعه والقضية التي يتناولها، مؤكدة أن تكلفته كانت عالية جدًا وتقترب من 40 ألف جنيه، وعانى من الديون بسبب هذا العمل على مدار سنوات طويلة. وأضافت أن الفنانة هدى سلطان، زوجة الفنان فريد شوقى وقتها، والتى شاركت في بطولة الفيلم كانت صاحبة موقف في مثل هذه الأحداث وكانت دائمًا ما تدعم أبناء الوطن وغنت خلال الفيلم أمام أبناء حى العرب في بورسعيد «أمم جمال القنال»، مشيرة إلى أنها تتذكر أن والدتها هدى سلطان كانت تهوى الخياطة، وبدافع إنسانى قامت بمنح أهالى بورسعيد معظم الملابس التي قامت بحياكتها بنفسها. وقال الكاتب بشير الديك إن فترة العدوان الثلاثى والمقاومة الشعبية كانت تحتاج لأن تسجل وتدرس بشكل أكبر، لكن السينما في مثل المشروعات تحتاج إلى رأس مال ضخم، موضحًا أن وقتها كان من الصعب تحمل هذه المخاطرة.
وأشار إلى أن فيلم «بورسعيد» لم يغطِّ تكاليفه، وتعامل معاملة أدبية وفكرية وفنية متطورة، لأنه رصد المقاومة الشعبية التي شارك فيها المتطوعون من كل أنحاء مصر وظل خالدًا في تراث السينما، مشددًا على أن هذا الحدث غنى بالمشاهد والقصص والمعالجات، كان يمكن تناولها من خلال الأفلام، لكن لم يكن هناك وعى سينمائى من جانب صُناع السينما في هذه الفترة. وقالت الناقدة السينمائية، خيرية البشلاوى، إن الأحداث القومية الضخمة مثل العدوان الثلاثى على مصر وبورسعيد وحرب أكتوبر والأفلام «الخايبة» التي تناولتها ليست على مستوى الحدث والتوقعات، والصورة ليست على قيمة الحدث، وكذلك حرب 67 لم يتم تناولها في مصر وإن كان تم تناولها في السينما العالمية، مشيرة إلى أن هذه المشكلة واضحة بأن السينما في مصر شديدة التقصير في تسجيل الأحداث القومية الكبرى، حتى ثورة 52 لم يتم يتناولها إلا في فيلم «رد قلبى».
ورفضت «البشلاوى» أن تمنح فيلمى «بورسعيد» و«سجين أبوزعبل»، الأقرب إلى تناول فترة العدوان الثلاثى على مصر أكثر من حجمهما -على حد قولها. وأشار الناقد أحمد رأفت بهجت إلى أن فيلم «بورسعيد» شهد تجمعا وطنيا لعدد كبير من الفنانين، بتوجيه من رئاسة الجمهورية، لضرورة رصد معاناة الشعب في بورسعيد ومن ساندوه في التصدى للعدوان، وعُرض بعد 7 أشهر فقط من انتهاء الحرب؛ وإن كان التعامل مع الأحداث والحروب بعين الرصد من جانب السينما ضعيف جدًا عن هذه المرحلة، فقد تعامل الفيلم بالهجوم على الشخصية اليهودية، ووقتها كان الكبرياء القومى يجعلنا نتخذ موقف التجاهل لبعض أحداث الإرهاب الصهيونى داخل مصر.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com