837 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
جامع الحاكم الذي عُرف أيضًا بأسم جامع الخُطبة وكذلك عُرف بأسم الجامع الأنور ...
والبعض يعتقد أن الخليفة الحاكم بأمر الله هو منشئ الجامع ولكن في الحقيقة أن الذي أبتداء بناء الجامع هو والده الخليفة العزيز بالله بن المُعز لدين الله وكان ذلك في سنة 380 ه وأنتهي من أقامة جزء كبير منه في شهر رمضان سنة 381 ه وتمت الخُطبة و أقامة الصلاة فيه ، وحين جلس أبنه الحاكم بأمر الله علي العرش أمر وزيره اليهودي (يعقوب بن كلس) أن يتم أستكمال بناء الجامع ومأذنته وزخرفته كأجمل ما يكون وكان ذلك سنة 393 ه ، وخصص له نفقة قُدرت بـ أربعين ألف دينار وأنتهي من البناء سنة 403 ه ، والخليفة الحاكم عندما جلس علي العرش كان صغير السن يبلغ من العمر 11 عامًا وكان المُتحكم في مقاليد الأمور في ذلك الوقت شخص يُدعي برجوان أستطاع ذلك الرجل أحكام سيطرته علي البلاد وضبط أحوال القصر في حين كان الخليفة الصغير ينعم باللهو في قصره ، ولكن ما أن بلغ الحاكم بأمر الله سن الرشد حتي تخلص من برجوان وقتله وأنفرد بالحكم ، وعندما خرج الحاكم علي الناس أول الأمر تعجبوا من هيئته وشكله العجيب ونظراته الثاقبة النافذة وكان غريب الأطوار مُحب جدًا لـ الليل حتي أنه كان يجمع الديوان و رجال دولته في جوف الليل دون النهار وكان كثيرًا ما يخرج ويذهب ناحية جبل المقطم ويخلو بنفسه هُناك حتي أشاع البعض من ضعاف النفوس أنه يتمتع حاشا الله بـ الأولوهية وأنه يعلم الغيب !
لأنه كان يخبرهم بأشياء عن أحوالهم وأسرارهم فيتعجبوا ولكن الحقيقة أنه كان يدس العيون الخاصة به في كل مكان فيأتون له بما خفي من الأخبار !
ولقد مرت علي الجامع حوادث ونكبات لا تُعد ولا تُحصي ، وعندما سمح الفاطميون للصلبيبن بتواجد حامية منهم تحرس أبواب القاهرة قاموا بتحويل جزء من جامع الحاكم إلي كنيسة !
وفي عصر المماليك سنة 702 ه أصاب مصر زلزال شديد للغاية كان من نتاجه سقوط أجزاء كبيرة من الجامع وتصدع سقوفه وجدرانه وخُربت أعالي مئذنتيه ، ولكن سُرعان ما قام الأمير بيبرس الجاشنكير (1)
بأعادة ترميم ما سقط منه وأقامة سقوفه وترميم مئذنتيه من جديد فعاد جديدًا ، وعندما نزلت الحملة الفرنسية أرض مصر ونجحت في السيطرة وإحتلال القاهرة أتخذت من جامع الحاكم ثكنة عسكرية ومن مأذنتيه أبراج دفاعية !
وكذلك قام نقيب الأشراف عمر مكرم بأصلاح جزء من ظُلة القبلة وقام بتكسية المحراب بالرخام ،
والفترة السعيدة التي مرت علي الجامع عندما تم أستغلال ظُلة القبلة فيه ك متحف للآثار العربية حيث تم جمع الكثير من التُحف فيه وعرضها وذلك قبل بناء المتحف الحالي في باب الخلق تقريباً سنة 1903 م ثم بعد ثورة 23 يوليو سنة 1952 م تم تغيير أسمه من دار الآثار العربية إلي متحف الفن الإسلامي ،
وجدير بالذكر هنا أن تعرف أن جامع الحاكم في وقت بناءه الأول كان يقع خارج أسوار القاهرة التي نعرفها الآن ولم يكن داخل الأسوار التي بناها جوهر القائد سنة 358 ه أما الذي أدخله في نطاق مدينة القاهرة وبني أسوار القاهرة من الحجارة المتينة وجعل فيها أبواب مُحكمة فهو شخص آخر جاء من سورية وكان له تأثير عظيم علي سير الأمور ولكن لهذا قصة أخري .
(1) الجاشنكير هو الأمير المسئول عن تذوق طعام السُلطان لمنع محاولات قتله بالسم وكان يُشار لتلك الوظيفة بشكل مائدة مُستديرة .
- الصور لقطات بعدسة الأستاذ نديم فوزي لـ جامع الحاكم بأمر الله بـ شارع المُعز .
-إبراهيم بن علي
باحث ماچستير في الآثار الإسلامية
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com