Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

"عيون الغرقى" لحسين جلعاد: عودة إلى الماضي النائي

حتى وإن كانت بعض شخصياته مجرد أطفال أو مراهقين يجربون العالم ويختبرون حواسهم، أو طلاب جامعة في لحظة الوعي والرفض، تشعر وأنت تقرأ قصص حسين جلعاد في مجموعته القصصية الصادرة حديثًا بعنوان "عيون الغرقى" (المؤسسة العربية)، أن ثمة خسارة ما، دون أن نعرف ما الذي فُقِد بالضبط، وأن هذه الحكايات ليست إلا جوقة من المراثي تترنح في أرض صغيرة من التجارب والذكريات، تلك التي كانت قريبة ثم أصبحت نائية. 

الكتاب هو العمل الأدبي الثالث، للشاعر الأردني جلعاد، بعد مجموعتيه الشعريتيين "العالي يصلب دائمًا" (أزمنة/1999)، و"كما يخسر الأنبياء"(المؤسسة العربية/2007)، حيث يعود الشاعر بعشر قصص احتضنتها المجموعة وعنونها جلعاد على درجات السلم الموسيقي "دو: أسرار معلنة، ري، مي"، "فا: الإسفلت والمطر"، و"صول: كائن سماوي"، و"لا"، "سي: أربعة جدران وباب"، و"المساء يطير غربًا"، و"الخريف والشبابيك القديمة" (وهي قصة في ستة مشاهد: نعناع المصاطب، خمول متحرك، قال الحلم له، نزار وحده، شبابيك قديمة وآخر اللوحات)، وآخرها "دو: والبحر ينام أيضًا". 

من الصفحة الأولى، يهدي الشاعر كتابه إلى مدينته، دون أن يذكر اسمها، نعرف من الوقائع التي يدور معظمها في إربد، حيث تابع جلعاد دراسته الجامعية، أنها المدينة موضع الإهداء. ولكن قد يسأل القارئ نفسه: لم يهدي الكاتب مدينة وليس إنسانًا؟ وكأن عدنان أيوب في "نعناع المصاطب" يرد على هذا السؤال: 

"إربد التي أغوته يوماً بعشق المدائن فوجد نفسه فيما بعد متورطاً بضجيج الإسمنت والمدن الكبرى. وهو لم يدرك مدى تعلقه بإربد إلا حين غادرها، تلك التي يألفها الجميع بسرعة - أو يظنون ذلك - بيد أنها تستعصي على الإتيان بتلك المجانية والتسطيح وحدهم من تشكلوا في الأزقة والشوارع يعرفون أي أمان هي جدرانها. وهم وحدهم من يعرفون أية ذاكرة لقطط الليل".

يذكر أن حسين جلعاد من مواليد 1970، وهو شاعر وصحفي ويعمل مديرا للتحرير في أحد المواقع العربية الشهيرة، وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، وشغل عضوية هيئتها الإدارية (2004/2005) وهو عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب. 

اختير حسين جلعاد سنة 2006 سفيراً للشعر الأردني لدى حركة شعراء العالم، وهي منظمة أدبية مقرها في تشيلي وتضم في عضويتها آلاف الشعراء.

 واختارته مؤسسة "هاي فِسْتِيفَل" (Hay Festival) بالتعاون مع اليونسكو ووزارة الثقافة اللبنانية، ضمن أفضل 39 كاتباً شابّاً في العالم العربي والمهجر (جائزة بيروت 39) بمناسبة اختيار بيروت عاصمة عالمية للكتاب سنة 2009.

أعماله الأدبية:

"العالي يُصْلَب دائماً"، شعر، دار أزمنة، عمّان، 1999.

 "كما يخسر الأنبياء"، شعر، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2007.

وصدر لجلعاد منشورات فكرية وسياسية هي: 

-  الخرافة والبندقية: أثر العولمة في الفكر السياسي الصهيوني - 1999

- المسألة الكردية وحزب العمال الكردستاني 1997

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady