أنتج فريق بحثى بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل، مادة من البوليمر له خاصية امتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون من الهواء، بما يمهد لاحقا لاستخدامها فى «فلاتر»، لتنقية الهواء بالمصانع وداخل محطات توليد الكهرباء.
 
التفاصيل العلمية الدقيقة التى قادت إلى الوصول لهذا الاكتشاف المهم، ليس على المستوى الوطنى فقط، ولكن على المستوى العالمى أيضا، معقدة للغاية، ولكن رئيس الفريق البحثى د.محمد حلمى الكردى استاذ مساعد علوم المواد بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمدينة زويل، يبسطها لنا موضحا ان المصانع التى تستخدم الديزل والوقود تخلف انبعاثات عالية من غاز ثانى أوكسيد الكربون، وكذلك محطات الكهرباء التى تستخدم الفحم، بما يجعل للمادة الجديدة فعالية فى سبيل علاج تلك المشكلة،وتم خلال ستة أشهر منذ نشر بحث عن هذه المادة فى دورية مجلة الجمعية الملكية البريطانية للعلوم، التوصل إلى تطوير صناعتها، من حيث طريقة التصنيع والخامات المستخدمة فى إعداده،حيث استخدمنا فى المنتج الأول موادا عضوية فقط لتصنيع المادة، بها عناصر الكربون والنيتروجين والأوكسجين، وفى المنتج الثانى أضفنا لهذه العناصر موادا غير عضوية، وهى عناصر انتقالية تزيد من فعالية المواد فى امتصاص غاز ثانى أوكسيد الكربون وتساعد على ثباتها، مثل عنصر الزركنيوم»،كما اختصر الفريق البحثى خطوات تصنيعها، ليتم ذلك عبر خطوة واحدة، بعد أن كانت تتم عبر عدة خطوات، بما يقلل تكلفة الإنتاج بنسبة تصل إلى 80%،ويشير إلى أنهم فى البحث الأول توصلوا إلى مادة البوليمر عبر عدة خطوات، وتجرى عملية فصل لنواتج التفاعل بعد كل عملية، وصولا إلى انتاج البوليمر، بينما فى التطوير الجديد وصلنا لإنتاجه فى تفاعل واحد فقط.
 
ويوضح د.الكردى أن البوليمر، فئة من المواد الصلبة تتكون من اعداد كبيرة من الجزيئات المتكررة التى ترتبط فيما بينها كيميائيا لتشكل مادة جديدة، ويطلق على الجزيئات الصغيرة اسم مونومر، ويمكن تشبيهها بالبناء الكبير الذى يتكون من عناصر صغيرة متكررة هى (الطوب)، والتى ترتبط فيما بينها بمواد البناء المختلفة (الاسمنت)»،ويضيف: « انتجنا 11 بوليمرا، باستخدام مونومرات مختلفة مع كل مادة، وكان الاختلاف فيما بينها فى احتواء بعضها على مجموعات كيميائية ذات صفة حامضية، واخرى ذات صفة قاعدية (قلوية)، بنسب مختلفة»،وتم خلال البحث الذى نشر فى دورية مجلة الجمعية الملكية البريطانية للعلوم اختبار فعالية مجموعة المونمرات، فى كل مادة من مواد البوليمرات، فكانت النتائج أفضل مع البوليمر الذى يحتوى على مونمرات قلوية،وجاء ذلك من خلال تطبيق ما يعرف بـ «مؤشر الترابط الفيزيائي»، لكل نوع من البوليمر الجديد مع غاز ثانى اكسيد الكربون، والذى قال د.الكردى إنه «قفز من 23 kg/mol للمواد التى تحتوى على مجموعات حامضية، إلى 52 kg/mol لتلك التى تحتوى على المجموعات القاعدية»،وعزا د.الكردى ذلك، إلى أن غاز ثانى اكسيد الكربون يتميز بصفة حامضية، مما يجعله يرتبط بقوة مع المواد القلوية، وأغلبها من مجموعة الأمينات. وأوضح أن هذا «البوليمر»، يمكن استخدامه كجزء فى صناعة مرشحات متعددة المراحل للمصانع كثيفة الانبعاثات، فتعمل على امتصاص غاز ثانى اكسيد الكربون من خليط الغازات، حيث يمكن استخلاصه مرة اخرى ليتم استخدامه فى صناعات اخري، او التخلص منه بطريقة امنة على اقل تقدير.