استقبل الفريق مُهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الأربعاء، وفدًا رفيع المستوى من نواب مجلس النواب عن مدن القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس برئاسة النائب سليمان حميد وهدان وكيل مجلس النواب وذلك بمركز المحاكاة والتدريب البحرى التابع للهيئة بالإسماعيلية. رحب الفريق مميش بأعضاء مجلس النواب، وأكد أن البرلمان المصرى يحمل على عاتقه مهام كبيرة باعتباره الحلقة الثالثة فى استحقاقات خارطة الطريق السياسية، وخطوة مهمة نحو اكتمال تشكيل مؤسسات الدولة.

ووجه الفريق رسالة طمأنة إلى أعضاء مجلس النواب عن كفاءة وسلامة سير العمل داخل هيئة قناة السويس التى تضع نصب أعينها مستقبل البلاد، وتعمل على تطوير خدماتها وقدراتها التنافسية لتحافظ على صدارتها بين الممرات الملاحية العالمية. وأكد أن قناة السويس كانت محور الحروب التى خاضتها مصر فى العصر الحديث منذ عام 1956 حتى نصر أكتوبر العظيم 1973، وستكون أيضًا هى محور التنمية لتحقيق حلم الشعب المصرى العظيم.

وشدد الفريق على أهمية التوجه الذى تتبناه القيادة السياسية بتنفيذ المشروعات القومية التنموية العملاقة التى تُشكل هيكل الاقتصاد المصرى لاستيعاب معدل الزيادة السكنية المرتفعة والذى يصل إلى 2.6% سنويًا، وهو ما يتطلب تطوير خدمات الصحة والتعليم والبنية التحتية. كما أشار إلى أن الأهمية الحقيقية للتنمية تكمن فى استيعاب شبابنا الذى يمثل نحو 60% من الكتلة السكانية، الأمر الذى يفرض حاجة مُلحة لتوفير فرص عمل تستفيد من هذه الطاقة الجبارة، مع الحفاظ على شبابنا ضد أى دعوات من شأنها النيل من بلادنا الحبيبة.

قناة السويس الجديدة

وتابع الفريق مميش: "من هنا بدأنا تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة التى جاءت بناءً على رؤية القيادة السياسية لضرورة مواكبة حركة التطور السريع التى تشهدها صناعة السفن عالميًا، ورفع درجة تنافسية قناة السويس وتعظيم الموارد المتدفقة لخزانة الدولة عبر استيعاب النمو الاقتصادى الصينى وتوسع حركة التجارة مع أوروبا. وأوضح أن الازدواج الملاحى الذى حققته القناة الجديدة عزز من تنافسية قناة السويس وقلص زمن العبور من 18 ساعة إلى 11 ساعة، وهى خطوة بالغة الأهمية فى ظل وجود قنوات وممرات دولية منافسة، فضلاً عن تطوير قناة بنما. ولفت مميش إلى أن دور قناة السويس الجديدة ظهر جليًا عندما ساهمت فى إنقاذ حركة الملاحة بالقناة من التوقف عند جنوح سفينة الصب البنمية NEW KATERINA فى فبراير الماضى، وهو ما يكشف الأبعاد الاقتصادية والسياسية الدولية للمشروع.

المنطقة الاقتصادية

وتطرق مميش إلى مشروع تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث أكد أن المشروع لن يبدأ من الصفر بل هناك كيانات قائمة على الأرض مثل الموانئ والمناطق الصناعية ولكنها كانت فى حاجة إلى ربطها واستغلال الموقع الفريد لقناة السويس. وأن المخطط العام للمشروع تضمن تحليلاً مفصلاً لحركة البضائع التى تمر بالقناة والمشروعات التى تناسب توجهات المستثمرين، فضلاً عن دراسة احتياجات المنطقة من البنية التحتية ابتداءً من مصادر الطاقة والطرق والمياه، فضلاً عن الحاجة الماسة لعمالة فنية مُدربة وضرورة تطوير التعليم الفنى حتى نستطيع تأهيل عمالة كُفء لمشروع المنطقة الاقتصادية.

صناعات استثمارية

ولفت الفريق مميش إلى أن مشروع تنمية منطقة القناة يعتمد على طرح عدد من الصناعات، تحقق أعلى عائد استثماري لمصر وللمستثمر، من صناعة تكرير البترول، وصناعة البتروكيماويات، وتجميع السيارات، بالإضافة لإنشاء مراكز للتوزيع، وكذلك مراكز لإصلاح وصيانة السفن، ومراكز لتصليح وصيانة الحاويات، وصناعة المنسوجات، وتصنيع وتعبئة المواد الغذائية، وإقامة مشروعات سياحية. وتطرق الفريق مميش إلى تأهيل البيئة المناسبة للمستثمر من إعداد قانون خاص للمناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة لتسهيل إجراءات استخراج التراخيص وتفعيل آلية الشباب الواحد فى منح الموافقات.

نمو حركة التجارة العالمية

وتعليقًا على تطور إيرادات هيئة قناة السويس، قال المهندس ناجى أمين مدير إدارة التخطيط والبحوث إن التقارير العالمية ترصد قدرة الاقتصاد العالمى على التعافى مجددًا خلال العامين القادمين بتسجيل معدلات نمو تتراوح بين 3.1% و3.4% مدفوعة بنمو حركة التجارة العالمية. وأشار أمين إلى أنه على الرغم من تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى خلال عامى 2014 و2015 تأثرًا بتراجع نمو الاقتصاد الصينى وتراجع حجم التجارة المنقولة بحرًا، إلا أن إيرادات قناة السويس حققت نموًا خلال هذين العامين.

وحدة حقوق السحب

وأوضح أن هيئة قناة السويس تحسب الإيرادات بناءً على وحدة حسابية دولية أعدها صندوق النقد الدولى تسمى وحدة حقوق السحب الخاصة "SDR" وتضم سلة عملات دولية كآلية للاحتياط من تأثر إيرادات القناة بتذبذب سعر أى عملة دولية. وأكد ارتفاع إيرادات قناة السويس خلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الجارى، حيث بلغت 1.2398 مليار دولار مقارنة بنحو 1.2369 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2015 بمعدل زيادة 0.2%، كما ارتفعت بعملة اليورو إلى 1.11258 مليار مقابل 1.0993 مليار يورو بمعدل زيادة 2.4% خلال فترة المقارنة. أما بالجنيه المصرى، فأوضح أمين أن إيرادات القناة سجلت 9.7641 مليار جنيه مقابل 9.1717 مليار جنيه خلال فترة المقارنة بنسبة زيادة 6.5%.

ارتفاع عدد السفن العابرة للقناة

وأكد أن أعداد السفن العابرة للقناة حققت ارتفاعًا أيضًا خلال هذه الفترة، إذ سجلت عبور 4178 سفينة مقابل 4067 سفينة بمعدل نمو 2.7%، فضلاً عن زيادة الحمولة الصافية من 238.1 مليون طن إلى 238.8 مليون طن بنسبة زيادة 0.3%. فيما تطرق الفريق مُهاب مميش إلى التقارير التى تتضمن جذب طريق رأس الرجاء الصالح 115 سفينة خلال الفترة من أكتوبر حتى فبراير الماضى بعد انخفاض أسعار البترول، حيث أكد أن هذه السفن تمثل نحو 0.6% من إجمالى عدد السفن العابرة للقناة، وهو ما يؤكد حفاظ قناة السويس على صدارتها بين الممرات الملاحية العالمية.

مزايا تنافسية للقناة

وشدد على قناة السويس تحظى بمزايا تنافسية تدعم تفوقها على طريق رأس الرجاء الصالح، فعلى سبيل المثال تقطع السفن فى رحلتها من طوكيو حتى ميناء روتردام بهولندا نحو 14507 ميل بحرى عبر طريق رأس الرجاء الصالح، فى حين تنخفض هذه المسافة عند عبور للقناة إلى 11192 ميل بنسبة اختصار للمسافة قدرها 23%.

شركة ميتسوبيشى اليابانية

وعلى صعيد تطوير إمكانيات هيئة قناة السويس، قال المهندس جمال عيد عضو مجلس الإدارة ومدير إدارة الترسانات بهيئة قناة السويس إن الهيئة أبرمت اتفاقية مع شركة ميتسوبيشى اليابانية للصناعات الثقيلة لإعداد دراسات إنشاء ترسانة حديثة فى بورسعيد تهدف إلى إصلاح وبناء السفن التابعة لخطوط الملاحة العالمية. ولفت إلى أن الترسانة ستضم أثنين من الأحواض الجافة أحدهما بسعة 400 ألف طن والآخر تبلغ سعته إلى 320 آلف طن، مؤكدًا على أهمية إنشاء الترسانة للاستفادة من عبور ما يقرب من 18000 سفينة للقناة سنويًا، بما يخلق قيمة إضافية حقيقية عبر توليد إيرادات من مصادر جديدة خلاف رسوم العبور.

دور القناة المجتمعى

وتطرق عيد إلى الدور المجتمعى لهيئة قناة السويس بمدن القناة، وفى مقدمتها تنفيذ خطة تطوير وإنشاء معديات جديدة للربط بين مدن القناة وسيناء حيث يتم حاليًا بناء 11 معدية، لترتفع عدد المعديات التى تخدم المواطنين نحو 39 معدية.

كوبرى الرسوة

كما أشار إلى أن هيئة قناة السويس تمضى قدمًا فى تنفيذ كوبرى الرسوة العائم ببورسعيد بطول 492 متر وبتكلفة استثمارية تتراوح بين 120 و140 مليون جنيه تتحملها قناة السويس، ولفت إلى أن الكوبرى يستوعب سيارات من الاتجاهيين بحمولة تصل إلى 10 أطنان، وفى حالة استخدامه من قبل النقل الثقيل سيتم تخصيص اتجاه واحد بحمولة تصل إلى 70 طنًا، مشيرًا إلى أنه تم إنجاز 20% من الكوبرى.

إنشاء 12 سفينة صيد بأمر من الرئيس

من جانبه، أكد الفريق مُهاب مميش أن هيئة قناة السويس انتهت من تنفيذ تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بإنشاء 12 سفينة صيد مُجهزة بأحدث تقنيات الصيد، وسيتم منحها لعدد من الشباب الذين تعمل أسرهم فى نشاط الصيد قبل 30 يونيو المقبل.

تقديم الخدمات الطبية

وأوضح أن قناة السويس لم تدخر جهدًا فى تحسين الخدمات الطبية المقدمة لكل العاملين بالهيئة وأهالى مدن القناة وسيناء، إذ تم إنشاء مركز لعلاج الفيروسات ووحدة للرنين المغناطيسى ومراكز وصيدليات للمعاشات والأعباء بالهيئة، فضلاً عن إنشاء مبنى للقلب المفتوح ومركز لذوى القدرات الخاصة وتطوير مبنى العناية المركزة. وأكد الفريق مميش أن قناة السويس تعتزم إنشاء مستشفى جديدة فى السويس، وإقامة مركزين لعلاج ذوى القدرات الخاصة. وفى ختام تصريحه ذكر الفريق مميش أن القناة قد سجلت اليوم رقمًا قياسيًا فى معدلات العبور حيث عبرت القناة اليوم 46 سفينة من الاتجاهين بإجمالى حمولات 3.5 مليون طن بضائع.