بثّ تنظيم داعش الإرهابي، إصداراً مرئياً، الأربعاء، تحت اسم "مِلة إبراهيم"، موجه إلى حركة حماس الفلسطينية، ظهر فيه عدد من الأشخاص بوجوههم -"غير ملثمين"- وهو ما أثار علامات استفهام كبرى حول هوية هؤلاء الإرهابيين.
ويعزي ماهر فرغلي -الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية- ظهور عناصر التنظيم بوجوههم، إلى كونهم فلسطينيين وليسوا مصريين، موضحاً أن التنظيم يُعاني بشدة خلال هذه الفترة جراء الضربات الأمنية المتلاحقة من جانب قوات الجيش والشرطة في سيناء.
وأشار إلى أن ظهورهم بهذا الشكل يورطهم بدرجة كبيرة. وأوضح فرغلي أن حالة التردد التي ظهر خلالها القاتل، ورعشة يده التي بدت واضحة، تدل على إجباره على تنفيذ العملية. وتحدث خلال الإصدار شخص يُدعى "أبو كاظم المقدسي"، وهو قاضي التنظيم الإرهابي في منطقة العريش- كما يطلقون عليه- حيث دعا الشباب في غزة إلى الانضمام إليهم، والهجوم على مقرات حماس والقضاء، ونصرة من وصفهم بـ"إخوانهم داخل السجون"، حيث قال نصاً: "انسفوا محاكم المرتدين الوضعية ومقراتهم الأمنية".
مصادر فلسطينية مُطلعة، كشفت أن "المقدسي"، هو المدعو أبو حمزة الزملي، من قطاع غزة - وقد اُتهم من قبل بسرقة عدد من المحلات في مدينة رفح الفلسطينية، وانضم مؤخراً إلى التنظيم في سيناء. شهد الإصدار ذاته، إعدام التنظيم لأحد أعضائه السابقين يدعى "موسى أبو زماط"- فلسطيني الجنسية- رمياً بالرصاص بتهمة "التعامل مع حماس" التي يعتبرها التنظيم "حركة مرتدة"، حيث أنه خالف أوامرهم وقام بتوصيل السلاح إليها، وهو ما ذكره المتحدث في الإصدار المرئي. وبالنسبة لمُطلق الرصاص على "أبو زماط"، فقد كشفت مصادر إعلامية بسيناء، أنه يدعى "محمد أنور الدجني"، نجل القيادي بحركة حماس أنور الدجني الملقب بـ"أبو راشد"، المدير المسؤول عن ملف معالجة الجرحى في قطاع غزة.
وبعد نشر الفيديو بعدة ساعات، تداولت مواقع إخبارية فلسطينية، بياناً صادراً عن "عائلة الدجني"، تتبرأ فيه من ابنهم "محمد"- المنتمي لداعش- الذي نفذ عملية إعدام أحد المواطنين الفلسطينيين. وجاء في بيان العائلة: "تفاجأت العائلة بالحادث الأليم الذي قامت به فئة ضالة، مما يسمى بتنظيم الدولة في سيناء بحق مجاهد من أبناء حركة المقاومة الإسلامية حماس، وجناحها العسكري كتائب الشهيد عزالدين القسام، وإننا إزاء هذا العمل المجرم، الذي قام به محمد الدجني، نؤكد براءة العائلة من هذا الفعل، وغيره من الأفعال التي تتنافى مع ديننا الحنيف وقيم شعبنا، متمثلين قول ربنا (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)".
مصادر إعلامية قريبة من تنظيم القاعدة في سيناء، كشفت عن أن "المُعلق" على الإصدار هو أحد أعضاء التنظيم، انضم إليه من إحدى محافظات الوجه البحري قبل ثلاثة سنوات، وأنه يُلقب بـ "أبو الليث"، وهو نفس الشخص الذي قطع التنظيم يده بتهمة "السرقة"- في أواخر شهر سبتمبر الماضي 2017، في الشيخ زويد- ونشر صورته على "منابره الإرهابية"، لاتهامه بسرقة أموال تخص عدد من الأعضاء، وهو ما دفع "الشرعي العام" للتنظيم الإرهابي لإصدار فتوى بـ"قطع يده"، ثم قبول "توبته" وإعادته إلى صفوفهم. المصادر ذاتها، ذكرت أن مصور مقطع الفيديو، هو أحد أعضاء التنظيم من سيناء يدعى "أحمد مساعد أبو خبيب"، واسمه الحركي "عبدالقادر"، وهو أبرز أعضاء جهاز التنظيم الإعلامي في شمال سيناء.