Login to your account

Username *
Password *
Remember Me
السويس بلدي

السويس بلدي

  لقى شخص مصرعه وأصيب 14 أخرين إثر تعرضهم لحادث إنقلاب سيارة ميكروباص بالطريق الصحراوي الغربي المار على محافظة المنيا، تحرر محضر بالواقعة واخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وتم إزالة أثار الحادث لتسيير الحركة المرورية.             تلقي اللواء أسامة عبد العظيم مساعد وزير الداخلية لأمن محافظة المنيا إخطارا من غرفة عمليات النجدة يتضمن انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي الغربي المار على محافظة المنيا وتحديداً بالقرب مدخل مدينة المنيا.

 

على الفور إنتقلت سيارات الإسعاف والأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث تبين وفاة طفل وإصابة 14 آخرين بإصابات مختلفة ما بين كدمات وسحجات واشتباه ارتجاج وكسور بأنحاء الجسم.

 

تم نقل الجثة والمصابين إلى مستشفى المنيا العام، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وتم إزالة أثار الحادث لتسيير الحركة المرورية أمام السيارات بالطريق الصحراوي الغربي.

 ضمن برنامج احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة بأعياد الفطر المبارك و بحضور حشد كبير وتفاعل كبير من أهالي مدينة السويس

 شهد فرع ثقافة السويس عرضا فنيا لفرقة بحرية سمسمية، بممشى أهل السويس،  بقيادة وليد خلاف حيث قدمت من خلاله الفرقة باقة من أغاني السويس التراثية تغنى بها الفنان محمد جمال ، والفنان عماد بكار وقدمت اغانى والله ياعيني الصلاة ع النبي ،أما براوة ،عليك سلام الله ، كان عندى غزال ،ع الله ،ياريس البحرية ،علي نبينا قوموا يالا ، هل هلالك هل ، اه ياللى ، ارفعوا الأعلام، احنا السوايسة الصيادين .

جاء ذلك فى إطار خطة وزارة الثقافـــــــــة برعاية الدكتورة نيفين الكيلانى لإثراء الحركة الثقافية وزيادة الوعى الثقافي والفكري وتشجيع الأدباء والمبدعين الموهوبين فى كافة المجلات الثقافية والفنية ،ودعم وبرعاية اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس، وبتنظيم الهيئــــــــــة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، العديد من الأنشطة فى كافة المجالات الثقافية والفنية بإقليـــــــــــم القناة وسيناء الثقافى برئاسة الكاتب محمد نبيل بفرع ثقافة السويس بادارة عبد المنعم حلاوة

اكتسح فيلم "هارلي" للنجم محمد رمضان شباك تذاكر السينمات في أول ايام عيد الفطر المبارك ، وتصدر قائمة الأفلام، محققا المركز الأول بايرادات وصلت إلى 5 مليون و 182 الف و 35 جنيها، وذلك بفارق كبير عن باقي الافلام، حتى ان مجموع إيرادات الافلام الستة المعروضة معه جاءت أقل من إيراداته.

وكان العرض الخاص لفيلم "هارلي" الذي أقيم مساء الخميس بمول مصر بأكتوبر ، قد شهد حضور 5 آلاف شخص يتقدمهَم النجم محمد رمضان بطل العمل، والمنتج سامر المحضر.

وحرص عدد كبير من رواد المول والجمهور ومحبي النجم محمد رمضان في ليلة عيد الفطر على انتظاره والتقاط الصور التذكارية معه قبل بدء العرض، ثم مشاهدة الفيلم، وحدث زحام شديد في صورة لم تحدث من قبل في العروض الخاصة للأفلام.

 كما حرصت أسرة رمضان  "زوجته واولاده وشقيقه"، على حضور العرض، وذلك للاحتفال معه ببدء عرض الفيلم الذي تؤكد المؤشرات على تصدره شباك إيرادات افلام عيد الفطر المبارك. 

وتدور أحداث الفيلم حول "هارلي"، مهندس الميكانيكا الذي يعود من الخليج مع عائلته لاستكمال دراسته بمصر، ويقوده ذكائه وسرعته إلى العمل مع إحدى العصابات، ويصبح العنصر الأبرز والأقرب إلى زعيم العصابة.

وكان  المنتج سامر المحضر قد أكد في تصريحات سابقك أن فيلم "هارلي" سوف يتم طرحه في عيد الفطر المبارك بدور العرض السينمائية في مصر والدول العربية وامريكا وكندا وأستراليا في نفس التوقيت، ليكون أول فيلم مصري يتم طرحه في عدد كبير من الدول في نفس التوقيت.

وأشار المحضر  الي أن الفيلم سيتم طرحه في 40 دار عرض بأمريكا، و15 دار عرض في كندا، و20 دار عرض ببريطانيا، و30دار عرض في ألمانيا، و18 دار عرض بالسويد، و18 دار عرض في استراليا.

 

وكان النجم محمد رمضان، قد أعرب في وقت سابق عن سعادته بالتعاقد مع المنتج سامر المحضر على بطولة فيلم "هارلي"، وقال رمضان، عقب توقيع العقد إن الفيلم مقرر عرضه فى عيد الفطر المبارك، ويأمل أن يكون بداية لانطلاق عدة مشروعات أخرى مع سامر المحضر.

 

يشار الي أن الفيلم انتاج سامر المحضر ومنتج منفذ شوميديا "محمود الشيخ"، واشراف عام رياض المزهر ، وإشراف عام على الانتاج على الإنتاج "رويال صن" محمد ناصف، واخراج محمد سمير وتأليف محمد سمير مبروك ، ومدير تصوير احمد عبد القادر ، وبطولة محمد رمضان، مي عمر، محمود حميده، احمد داش، مي كساب، اسماعيل فرغلي، حسني شتا.

القى مسلسل "تحت الوصاية" ، والذى يعرض خلال دراما رمضان 2023 ، الضوء على مشكلة الولاية التعليمية على الطلاب في حال وفاة والدهم، حيث جسد المسلسل قصة أم تحاول الهرب لخلق حياة جديدة بعيد عن أهل زوجها المتوفي الراغبين في التحكم بها وبأولادها، ومن ضمن الصعوبات التي تمر بها الأم هي عدم استطاعتها استكمال أوراق التقديم لنجلها بالمدرسة بسبب أن الولاية التعليمية من حق الجد (والد الزوج المتوفي).

وتعليقا على هذه القضية ، أكد المجلس القومى للمرأة ، أن مسألة الولاية التعليمية تعد أحد أهم قضايا المرأة المصرية الواردة بقوانين الأحوال الشخصية، وبصفة خاصة الإجراءات القانونية في مسائل الولاية على النفس.

وأجاب المجلس على عدد من الأسئلة الشائكة حول هذه القضية ، بداية من  المقصود بالولاية التعليمية؟،  ومتى تكون الولاية التعليمية للأم؟ ، وهل الولاية التعليمية دعوى قضائية أم طلب؟،  وما هي الإجراءات الخاصة بها؟

وأشار المجلس إلى أنه يقصد بالولاية التعليمية الحق في تولي الأمور التعليمية للطفل وخاصة المستندات الموجودة بالمدرسة وجهة التعليم، وحق الولاية التعليمية على الطفل يكون للحاضن له وذلك لرعايته ولتحقيق المصلحة الفضلى للطفل.

وتابع المجلس :  وتكون الولاية التعليمية للأم أو حتى غيرها من ذوي الشأن أن تطلب الحصول على الولاية التعليمية للصغير طالما كانت هي الحاضنة سواءاً كانت أرملة أو متزوجة أو مطلقة، كما أنها قد لا تحتاج إلى اللجوء إلى أي إجراءات بالمحكمة للحصول على الولاية إذا ما كان الوالدين منفصلين بالطلاق، لأنها تقوم بإعلان المدرسة أو الإدارة أو المديرية التعليمية المختصة بإنتهاء العلاقة الزوجية وإرفاق ما يفيد ذلك، فتكون الولاية التعليمية لها بقوة القانون.

وأشار : أما إذا كانت هناك خلافات بين الزوجين قد تؤثر على مصلحة الصغير التعليمية فإنه يحق للأم الحاضنة المطالبة بها، موضحا أن الولاية التعليمية ليست دعوى قضائية وإنما هي طلب على عريضة يتم بإجراءات يسيرة وصور من  مستندات الأساسية الموجودة لدى الأم الحاضنة، وتحصل عليها من خلال طلب تقدمه إلى رئيس محكمة الأسرة بصفته قاضياً للأمور المستعجلة لإصدار أمر على عريضة بحق الحاضن في الولاية التعليمية.

واستعرض المجلس عدد من القوانين الخاصة بهذه القضية ، حيث نصت المادة ٥٤ من قانون الطفل رقم ١٢ لسنة ١٩٩٦ المعدلة بالقانون ١٢٦ لسنة ٢٠٠٨ على أنه "التعليم حق لجميع الأطفال بمدارس الدولة بالمجان وتكون الولاية التعليمية على الطفل للحاضن، وعند الخلاف هلى ما يحقق مصلحة الطفل الفضلى يرفع أي من ذوي الشأن الأمر إلى رئيس محكمة الأسرة بصفته قاضياً للأمور الوقتية ليصدر قراره بأمر على عريضة".

كما ورد بالكتاب الدوري رقم ١ لسنة ٢٠٠٨ الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم أنه "يلزم الأب بتحويل نجله إلى أقرب مدرسه لمسكن الأم الحاضنة طالما أن التلميذ مازال في سن الحضانة".

كما ورد بالكتاب الدوري رقم ٢٩ لسنة ٢٠١٧ الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم أنه "حال انقضاء علاقة الزوجية تكون الولاية التعليمية للحاضن دون حاجة لصدور حكم قضائي بذلك حيث أن الولاية التعليمية ثابته بقوة القانون، لا يسري حق الحاضن في الولاية التعليمية إلا بعد تمام إعلان المدرسة أو الإدارة أو المديرية التعليمية المختصة بإنتهاء العلاقة الزوجية وإرفاق ما يفيد ذلك".

وصل شاب في العقد الثاني من العمر منذ قليل في اول ايام عيد الفطر المبارك الى مستشفى السويس العام مصابا بقطع في رقبته اثر مشاجرة بمساكن اليسر محافظة السويس 

وقال مصدر طبي ان العناية الالهية تدخلت لانقاذ المصاب لان القطع بالرقبة كان بالقرب من شريان رئيسي وان المصاب يخضع للعلاج بمستشفى السويس العام 

وعلى جانب اخر تم القاء القبض على (عصام ق ) والذي قام باصابة الشاب العشريني وتحرير محضر بالواقعه

 

  استقبل اللواء أح عبد المجيد صقر، محافظ السويس، بمكتبه في أول أيام عيد الفطر المبارك  لفيف من أبناء السويس من مختلف الطوائف والفئات، ممثلي النقابات والجمعيات الأهلية والقيادات التنفيذية والشعبية وبعض ممثلي الأحزاب السياسية، والشباب والرياضة والتموين والصحة والتربية والتعليم والقوي العاملة والزراعة والري ورؤساء وقيادات الأحياء وممثلس الدين الاسلامي والمسيحي  لتبادل التهنئة بمناسبة عيد الفطرالمبارك.

 كان في استقبال أهالي السويس والقيادات كل من، الدكتور عبد الله رمضان، نائب المحافظ والاستاذ خالد سعداوي، السكرتيرالعام للمحافظة والعميد إيهاب سراج الدين، السكرتير العام المساعد للمحافظة.

 بدأ الاستقبال بلقاء الدكتور السيد الشرقاوي، رئيس جامعة السويس والدكتور علي عطا، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم واساتذة جامعة السويس ورمضان ابو الحسن نقيب المعلمين ورئيس اتحاد الجمعيات الاهلية بالسويس .

واسقبل المحافظ كلا من العميد احمد موسي المستشار العسكري للمحافظة والنائب السيد عبده والنائب حافظ شوشة عضوا مجلس الشيوخ والنائب جمال عبيد والنائب سيد الكرماوي والنائبة عفاف زهران أعضاء مجلس النواب كما التقي المحافظ رجال الدين الإسلامي والمسيحي وعلي رأسهم الشيخ ماجد راضي، وكيل وزارة الأوقاف وقيادات مديرية الأوقاف، والأنبا بموا، أسقف السويس والأب بشاي إسحاق راعي كنيسة الراعي الصالح والاب جوزيف راعي كنيسة الآباء الفرنسيسكان  والاب جيمي راعي الكنيسة الانجيلية وعددا من قيادات الكنيسة بالسويس

وتبادل المحافظ التهاني مع رؤساء الأحياء ومديري المديريات والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والجمعيات الاهلية السويس

 وأثناء تبادل التهنئة بين محافظ السويس والمواطنين بمختلف مواقعهم قيادة وشعباً من المهنئين بالعيد، دعا اللواء عبدالمجيدصقر ابناء السويس الي التعاون المستمر من أجل صالح وتنمية السويس في مختلف المجالات، مؤكدًا ان هناك أعمال التطوير ورفع كفاءة البنية التحتية والمرافق والخدمات العامة لصالح أبناء السويس .

 

أدى اللواء عبد المجيد صقر ، محافظ السويس ، واللواء عبد الرحمن هريدى ، مساعد وزير الداخلية مدير أمن السويس والدكتور السيد الشرقاوى ، رئيس جامعة السويس ، صلاة عيد الفطر المبارك ، اليوم الجمعة ، بمسجد بدر بمنطقة بورتوفيق بحى السويس . 

وحضر صلاة عيد الفطر المبارك الدكتور عبد الله رمضان نائب محافظ السويس والاستاذ خالد سعداوى السكرتير العام لمحافظة السويس و العميد ايهاب سراج الدين السكرتير العام المساعد لمحافظة السويس والشيخ عبد الله القحطاني نائب القنصل العام للمملكة العربية السعودية بالسويس والعميد أحمد موسي المستشار العسكري لمحافظة السويس والعقيد رامي سعد مدير عام مكتب المحافظ ورؤساء الاحياء وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة واعضاء مجلسي النواب والشيوخ . 

وألقي الشيخ ماجد راضى ، وكيل وزارة الاوقاف بالسويس ، الخطبة عن العيد موسم للفرح  وتقوية و الراوبط الاجتماعية” 

واشاروكيل وزارة الاوقاف الي ان العيد موسم للفرح بنعمة الله بإتمام الصيام ،والتوفيق للقيام والصدقات وسائر الطاعات .

وعقب الصلاة، تبادل المحافظ التهنئة بعيد الفطر المبارك مع أبناء السويس، متمنيًا من الله أن يكون عيدًا سعيدًا على الجميع، وشدد على أهمية أن يعمل الجميع من أجل هدف واحد وهو استقرار الوطن ورفعة شأنه .

" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، وما بدّلوا تبديلا " ... تلا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة، ثم استقبل وجوه أصحابه، وقال وهو يشير الى طلحة : " من سرّه أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض، وقد قضى نحبه، فلينظر الى طلحة " .. !!
ولم تكن ثمة بشرى يتمنّاها أصحاب رسول الله، وتطير قلوبهم شوقا اليها أكثر من هذه التي قلّدها النبي طلحة بن عبيد الله ..
لقد اطمأن اذن الى عاقبة أمره ومصير حياته .. فسيحيا، ويموت، وهو واحد من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن تناله فتنة، ولن يدركه لغوب ..
ولقد بشّره الرسول بالجنة، فماذا كانت حياة هذا المبشّر الكريم .. ؟؟
لقد كان في تجارة له بأرض بصرى حين لقي راهبا من خيار رهبانها، وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من بلاد الحرم، والذي تنبأ به الأنبياء الصالحون قد أهلّ عصره وأشرقت أيامه ..
وحّر طلحة أن يفوته موكبه، فانه موكب الهدى والرحمة والخلاص ..
وحين عاد طلحة الى بلده مكة بعد شهور قضاها في بصرى وفي السفر، الفى بين أهلها ضجيجا .. وسمعهم يتحدثون كلما التقى بأحدهم، أو بجماعة منهم عن محمد الأمين .. وعن الوحي الذي يأتيه .. وعن الرسالة التي يحملها الى العرب خاصة، والى الناس كافة ..
وسأل طلحة أول ما سأل أبي بكر فعلم أنه عاد مع قافلته وتجارته من زمن غير بعيد، وأنه يقف الى جوار محمد مؤمنا منافحا، أوّابا ..
وحدّث طلحة نفسه : محمد، وأبو بكر .. ؟؟
تالله لا يجتمع الاثنان على ضلالة أبدا .. !!
ولقد بلغ محمد الأربعين من عمره، وما عهدنا عليه خلال هذا العمر كذبة واحدة .. أفيكذب اليوم على الله، ويقول : أنه أرسلني وأرسل اليّ وحيا .. ؟؟
وهذا هو الذي يصعب تصديقه ..
وأسرع طلحة الخطى ميمما وجهه شطر دار أبي بكر ..
ولم يطل الحديث بينهما، فقد كان شوقه الى لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم ومبايعته أسرع من دقات قلبه ..
فصحبه أبو بكر الى الرسول عليه الصلاة والسلام، حيث أسلم وأخذ مكانه في القافلة المباركة ..
وهكذا كان طلحة من المسلمين المبكرين ..
وعلى الرغم من جاهه في قومه، وثرائه العريض، وتجارته الناجحة فقد حمل حظه من اضطهاد قريش، اذ وكل به وبأبي بكر نوفل بن خويلد، وكان يدعى أسد قريش، بيد أن اضطهادهما لم يطل مداه، اذ سرعان ما خجلت قريش من نفسها، وخافت عاقبة أمرها ..
وهاجر طلحة الى المدينة حين أمر المسلمون بالهجرة، ثم شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، عدا غزوة بدر، فان الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد ندبه ومعه سعيد بن زيد لمهمة خارج المدينة ..
ولما أنجزاها ورجعا قافلين الى المدينة، كان النبي وصحبه عائدين من غزوة بدر، فآلم نفسيهما أن يفوتهما أجر مشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم بالجهاد في أولى غزواته ..
بيد أن الرسول أهدى اليهما طمأنينة سابغة، حين انبأهما أن لهما من المثوبة والأجر مثل ما للمقاتلين تماما، بل وقسم لهما من غنائم المعركة مثل من شهدوها ..
وتجيء غزوة أحد لتشهد كل جبروت قريش وكل بأسها حيث جاءت تثأر ليوم بدر وتؤمّن مصيرها بانزال هزيمة نهائية بالمسلمين، هزيمة حسبتها قريش أمرا ميسورا، وقدرا مقدورا .. !!
ودارت حرب طاحنة سرعان ما غطّت الأرض بحصادها الأليم .. ودارت الدائرة على المشركين ..
ثم لما رآهم المسلمون ينسحبون وضعوا أسلحتهم، ونزل الرماة من مواقعهم ليحوزوا نصيبهم من الغنائم ..
وفجأة عاد جيش قريش من الوراء على حين بغتة، فامتلك ناصية الحرب زمام المعركة ..
واستأنف القتال ضراوته وقسوته وطحنه، وكان للمفاجأة أثرها في تشتيت صفوف المسلمين ..
وأبصر طلحة جانب المعركة التي يقف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فألفاه قد صار هدفا لقوى الشرك والوثنية، فسارع نحو الرسول ..
وراح رضي الله عنه يجتاز طريقا ما أطوله على قصره .. طريقا تعترض كل شبر منه عشرات السيوف المسعورة وعشرات من الرماح المجنونة!!
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعيد يسيل من وجنته الدمو ويتحامل على نفسه، فجنّ جنونه، وقطع طريق الهول في قفزة أو قفزتين وأمام الرسول وجد ما يخشاه .. سيوف المشركين تلهث نحوه، وتحيط به تريد أن تناله بسوء ..
ووقف طلحة كالجيش اللجب، يضرب بسيفه البتار يمينا وشمالا ..
ورأى دم الروسل الكريم ينزف، وآلامه تئن، فسانده وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ..
كان يساند الرسول عليه الصلاة والسلام بيسراه وصدره، متأخرا به الى مكان آمن، بينما بيمينه، بارك الله يمينه، تضرب بالسيف وتقاتل المشركين الذين أحاطوا بالرسول، وملؤا دائرة القتال مثل الجراد .. !!
ولندع الصدّيق أبا بكر رضي الله عنه يصف لنا المشهد ..
تقول عائشة رضي الله عنها : " كان أبو بكر اذا ذكر يوم أحد يقول : ذلك كله كان يوم طلحة .. كنت أول من جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم ولأبي عبيدة بن الجرّاح : دونكم اخاكم .. ونظرنا واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة ورمية واذا أصبعه مقطوع فأصلحنا من شانه ".
وفي جميع المشاهد والغزوات، كان طلحة في مقدّمة الصفوف يبتغي وجه الله، ويفتدي راية رسوله .
ويعيش طلحة وسط الجماعة المسلمة، يعبد الله مع العابدين، ويجاهد في سبيله مع المجاهدين، ويرسي بساعديه مع سواعد اخوانه قواعد الدين الجديد الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات الى النور ..
فاذا قضى حق ربه، راح يضرب في الأرض، ويبتغي من فضل الله منمّيا تجارته الرابحة، وأعماله الناجحة .
فقد كان طلحة رضي الله عته من أكثر المسلمين ثراء، وأنماهم ثروة ..
وكانت ثروته كلها في خدمة الدين الذي حمل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته ...
كان ينفق منها بغير حساب ..
وكان اله ينمّيها له بغير حساب !
لقد لقّبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ طلحة الخير، وطلحة الجود، وطلحة الفيّاض اطراء لجوده المفيض ..
وما أكثر ما كان يخرج من ثروته مرة واحدة، فاذا الله الكريم يردها اليه مضاعفة ..
تحدّثنا زوجته سعدى بنت عوف فتقول : " دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما، فسألته ما شانك .. ؟ فقال المال الذي عندي .. قد كثر حتى أهمّني وأكربني .. وقلت له ما عليك .. اقسمه .. فقام ودعا الناس، واخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهم " ...
ومرّة أخرى باع أرضا له بثمن مرتفع، ونظر الى كومة المال ففاضت عيناه من الدمع ثم قال : " ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري ما يطرق من أمر، لمغرور بالله " ...
ثم دعا بعض أصحابه وحمل معهم أمواله هذه، ومضى في شوارع المدينة وبيوتها يوزعها، حتى أسحر وما عنده منها درهم .. !!
ويصف جابر بن عبد الله جود طلحة فيقول : " ما رأيت أحد اعطى لجزيل مال من غير مسألة، من طلحة بن عبيد الله " . وكان أكثر الناس برّا بأهله وبأقربائه، فكان يعولهم جميعا على كثرتهم ..
وقد قيل عنه في ذلك : " .. كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مؤنته، ومؤنة عياله .. وكان يزوج أيامهم، ويخدم عائلهم، ويقضي دين غارمهم " ..
ويقول السائب بن زيد : " صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر والحضر فما وجدت أحدا، أعمّ سخاء على الدرهم، والثوب والطعام من طلحة " .. !!
وتنشب الفتنة المعروفة في خلافة عثمان رضي الله عنه ..
ويؤيد طلحة حجة المعارضين لعثمان، ويزكي معظمهم فيما كانوا ينشدونه من تغيير واصلاح ..
أكان بموقفه هذا، يدعو الى قتل عثمان، أو يرضى به .. ؟؟ كلا ...
ولو كان يعلم أن الفتنة ستتداعى حتى تتفجر آخر الأمر حقدا مخبولا، ينفس عن نفسه في تلك الجناية البشعة التي ذهب ضحيتها ذو النورين عثمان رضي الله عنه ..
قول : لو كان يعلم أن الفتنة ستتمادى الى هذا المأزق والمنتهى لقاومها، ولقاومها معه بقية الأصحاب الذين آزروها أول أمرها باعتبارها حركة معارضة وتحذير، لا أكثر ..
على أن موقف طلحة هذا، تحوّل الى عقدة حياته بعد الطريقة البشعة التي حوصر بها عثمان وقتل، فلم يكد الامام عليّ يقبل بيعة المسلمين بالمدينة ومنهم طلحة والزبير، حتى استأذن الاثنان في الخروج الى مكة للعمرة ..
ومن مكة توجها الى البصرة، حيث كانت قوات كثيرة تتجمّع للأخذ بثأر عثمان ..
وكانت وقعة الجمل حيث التقى الفريق المطالب بدم عثمان، والفريق الذي يناصر عليّا..
وكان عليّ كلما أدار خواطره على الموقف العسر الذي يجتازه الاسلام والمسلمون في هذه الخصومة الرهيبة، تنتفض همومه، وتهطل دموعه، ويعلو نشيجه .. !!
لقد اضطر الى المأزق الوعر .. فبوصفه خليفة المسلمين لا يستطيع، وليس من حقه أن يتسامح تجاه أي تمرّد على الدولة، أو أي مناهضة مسلحة للسلطة المشروعة ..
وحين ينهض لقمع تمرّد من هذ النوع، فان عليه أن يواجه اخوانه وأصحابه وأصدقاءه، وأتباع رسوله ودينه، أولئك الذين طالما قاتل معهم جيوش الشرك، وخاضوا معا تحت راية التوحيد معارك صهرتهم وصقلتهم، وجعلت منهم اخوانا بل اخوة متعاضدين ..
فأي مأزق هذا .. ؟ وأي ابتلاء عسير .. ؟
وفي سبيل التماس مخرج من هذا المأزق، وصون دماء المسلمين لم يترك الامام علي وسيلة الا توسّل بها، ولا رجاء الا تعلق به .
ولكن العناصر التي كانت تعمل ضدّ الاسلام، وما أكثرها، والتي لقيت مصيرها الفاجع على يد الدولة المسلمة، أيام عاهلها العظيم عمر، هذه العناصر كانت قد أحكمت نسج الفتنة، وراحت تغذيها وتتابع سيرها وتفاقمها ...
بكى عليّ بكاء غزيرا، عندما أبصر أم المؤمنين عائشة في هودجها على رأس الجيش الذي يخرج الآن لقتاله ..
وعندما أبصر وسط الجيش طلحة والزبير، حوراييّ رسول الله ..
فنادى طلحة والزبير ليخرجا اليه، فخرجا حتى اختلفت أعناق أفراسهم ..
فقال لطلحة : " يا طلحة، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها، وخبأت عرسك في البيت " .. ؟؟
ثم قال للزبير : " يا زبير، نشدتك الله، أتذكر يوم مرّ بك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمكان كذا، فقال لك : يا زبير، ألا تحبّ عليّا .. ؟ فقلت : ألا أحب ابن خالي، وابن عمي، ومن هو على ديني .. ؟؟
فقال لك : يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ".. !!
قال الزبير رضي الله عنه : نعم أذكر الآن، وكنت قد نسيته، والله لا أقاتلك ..
وأقلع الزبير وطلحة عن الاشتراك في هذه الحرب الأهلية ..
أقلعا فور تبيّنهما الأمر، وعندما أبصرا عمار بن ياسر يحارب في صف عليّ، تذكرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمّار : " تقتلك الفئة الباغية " ..
فان قتل عمّار اذن في هذه المعركة التي يشترك فيها طلحة، فسيكون طلحة باغيا ...
انسحب طلحة والزبير من القتال، ودفعا ثمن ذلك الانسحاب حياتهما، ولكنهما لقيا الله قريرة أعينهما بما منّ عليهما من بصيرة وهدى..
أما الزبير فقد تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غيلة وغدرا وهو يصلي .. !!
وأما طلحة فقد رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته ..
كان مقتل عثمان قد تشكّل في نفسية طلحة، حتى صار عقدة حياته ..
كل هذا، مع أنه لم يشترك بالقتل، ولم يحرّض عليه، وانما ناصر المعارضة ضدّه، يوم لم يكن يبدو أن المعارضة ستتمادى وتتأزم حتى تتحول الى تلك الجريمة البشعة ..
وحين أخذ مكانه يوم الجمل مع الجيش المعادي لعلي بن أبي طالب والمطالب بدم عثمان، كان يرجو أن يكون في موقفه هذا كفّارة تريحه من وطأة ضميره ..
وكان قبل بدء المعركة يدعو ويضرع بصوت تخنقه الدموع، ويقول : " اللهم خذ مني لعثمان اليوم حتى ترضى " .. فلما واجهه عليّ هو والزبير، أضاءت كلمات عليّ جوانب نفسيهما، فرأيا الصواب وتركا أرض القتال ..
بيد أن الشهادة من حظ طلحة يدركها وتدركه أيّان يكون ..
ألم يقل الرسول عنه : " هذا ممن قضى نحبه، ومن سرّه أن يرى شهيدا يمشي على الأرض، فلينظر الى طلحة " .. ؟؟ لقي الشهيد اذن مصيره المقدور والكبير، وانتهت وقعة الجمل .
وأدركت أم المؤمنين أنها تعجلت الأمور فغادرت البصرة الى البيت الحرام فالمدينة، نافضة يديها من هذا الصراع، وزوّدها الامام علي في رحلتها بكل وسائل الراحة والتكريم ..
وحين كان عليّ يستعرض شهداء المعركة راح يصلي عليهم جميعا، الذين كانوا معه، والذين كانوا ضدّه ..
ولما فرغ من دفن طلحة، والزبير، وقف يودعهما بكلمات جليلة، اختتمها قائلا : " اني لأرجو أن أكون أنا، وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم : " ونزعنا ما صدورهم من غلّ اخوانا على سرر متقابلين " ..
ثم ضمّ قبريهما بنظراته الحانية الصافية الآسية وقال : " سمعت أذناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "طلحة والزبير، جاراي في الجنّة " ...

جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوما، وحوله جماعة من المسلمين وبينما الحديث يجري، أطرق الرسول لحظات، ثم وجّه الحديث لمن حوله قائلا : " ان فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد " ..
وظل الخوف بل لرعب من الفتنة في الدين، يراود ويلحّ على جميع الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... كل منهم يحاذر ويخشى أن يكون هو الذي يتربّص به سوء المنقلب وسوء الختام ..
ولكن جميع الذين وجّه اليهم الحديث يومئذ ختم لهم بخير، وقضوا نحبهم شهداء في سبيل الله، وما بقي منهم حيّا سوى أبي هريرة والرّجّال لن عنفوة .
ولقد ظلّ أبو هريرة ترتعد فرائصه خوفا من أن تصيبه تلك النبوءة، ولم يرقأ له جفن، وما هدأ له بال حتى دفع القدر الستار عن صاحب الحظ التعس، فارتدّ الرّجّال عن الاسلام ولحق بمسيلمة الكذاب، وشهد له بالنبوّة .
هنالك استبان الذي تنبأ له الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء المنقلب وسوء المصير ..
والرّجّال بن عنفوة هذا، ذهب ذات يوم الى الرسول مبايعا ومسلما، ولما تلقّى منه الاسلام عاد الى قومه .. ولم يرجع الى المدينة الا اثر وفاة الرسول واختيار الصدّيق خليفة على المسملين .. ونقل الى أبي بكر أخبار أهل اليمامة والتفافهم حول مسيلمة، واقترح على الصدّيق أن يكون مبعوثه اليهم يثبّتهم على الاسلام، فأذن له الخليفة .. وتوجّه الرّجّال الى أهل اليمامة .. ولما رأى كثرتهم الهائلة ظنّ أنهم الغالبون، فحدّثته نفسه الغادرة أن يحتجز له من اليوم مكانا في دولة الكذّاب التي ظنّها مقبلة وآتية، فترك الاسلام، وانضمّ لصفوف مسيلمة الذي سخا عليه بالوعود .
وكان خطر الرّجّال على الاسلام أشدّ من خطر مسيلمة ذاته .
ذلك، لأنه استغلّ اسلامه السابق، والفترة التي عاشها بالمدينة أيام الرسول، وحفظه لآيات كثيرة من القرآن، وسفارته لأبي بكر خليفة المسلمين .. استغلّ ذلك كله استغلالا خبيثا في دعم سلطان مسيلمة وتوكيد نبوّته الكاذبة .. لقد سار بين الناس يقول لهم : انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " انه أشرك مسيلمة بن حبيب في الأمر ".. وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات، فأحق الناس بحمل راية النبوّة والوحي بعده، هو مسيلمة .. !!
ولقد زادت أعين الملتفين حول مسيلمة زيادة طافحة بسبب أكاذيب الرّجّال هذا، وبسبب استغلاله الماكر لعلاقاته السابقة بالاسلام وبالرسول .
وكانت أنباء الرّجّال تبلغ المدينة، فيتحرّق المسلمون غيظا من هذا المرتدّ الخطر الذي يضلّ الناس ضلالا بعيدا، والذي يوسّع بضلاله دائرة الحرب التي سيضطر المسلمون أن يخوضوها .
وكان أكثر المسلمين تغيّظا، وتحرّقا للقاء الرّجّال صحابي جليل تتألق ذكراه في كتب السيرة والتاريخ تحت هذا الاسم الحبيب زيد بن الخطّاب .. !!
زيد بن الخطّاب .. ؟
لا بد أنكم عرفتموه .. انه أخو عمر بن الخطّاب ..
أجل أخوه الأكبر، والأسبق .. جاء الحياة قبل عمر، فكان أكبر منه سنا ..
وسبقه الى الاسلام .. كما سبقه الى الشهادة في سبيل الله ..
وكان زيد بطلا باهر البطولة .. وكان العمل الصامت، الممعن في الصمت جوهر بطولته .
وكان ايمانه بالله وبرسوله وبدينه ايمانا وثيقا، ولم يتخلّف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد ولا في غزاة .
وفي كل مشهد لم يكن يبحث عن النصر، بقدر ما يبحث عن الشهادة .. !
يوم أحد، حين حمي القتال بين المسلمين والمشركين والمؤمنين .. راح زيد بن الخطاب يضرب ويضرب ..
وأبصره أخوه عمر بن الخطّاب، وقد سقط درعه عنه، وأصبح أدنى منالا للأعداء، فصاح به عمر : " خذ درعي يا زيد فقاتل بها " فأجابه زيد : " اني أريد من الشهادة ما تريد يا عمر "..!!!
وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة، واستبسال عظيم .
قلنا انه رضي الله عنه، كان يتحرّق شوقا للقاء الرّجّال متمنيّا أن يكون الاجهاز على حياته الخبيثة من حظه وحده .. فالرّجّال في رأي زيد، لم يكن مرتدّا فحسب .. بل كان كذّابا منافقا، وصوليا .
لم يرتدّ عن اقتناع .. بل عن وصولية حقيرة، ونفاق يغيض هزيل .
وزيد في بغضه النفاق والكذب، كأخيه عمر تماما .. !

كلاهما لا يثير اشمئزازه، ولا يستجسش بغضاءه، مثل النفاق الذي تزجيه النفعيّة الهابطة، والأغراض الدنيئة .

ومن أجل تلك الأغراض المنحطّة، لعب الرّجّال دوره الآثم، فأربى عدد الملتفين حول مسيلمة ارباء فاحشا، وهو بهذا يقدّم بيديه الى الموت والهلاك أعدادا كثيرة ستلاقي حتفها في معارك الردّة ..
أضلّها أولا، وأهلكها أخيرا .. وفي سبيل ماذا ..؟ في سبيل أطماع لئيمة زيّنتها له نفسه، وزخرفها له هواه، ولقد أعدّ زيد نفسه ليختم حياته المؤمنة بمحق هذه الفتنة، لا في شخص مسيلمة بل في شخص من هو أكبر من خطرا، وأشدّ جرما الرّجّال بن عنفوة .
وبدأ يوم اليمامة مكفهرّا شاحبا .
وجمع خالد بن الوليد جيش الاسلام، ووزعه على مواقعه ودفع لواء الجيش الى من .. ؟؟
الى زيد بن الخطّاب .
وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ضاريا ..
ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين، وسقط منهم شهداء كثيرون .
ورأى زيد مشاعر الفزع تراود بعض أفئدة المسلمين، فعلا ربوة هناك، وصاح في اخوانه : " أيها الناس .. عضوا على أضراسكم، واضربوا في عدوّكم، وامضوا قدما .. والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي" !!
ونزل من فوق الربوة، عاضّا على أضراسه، زامّا شفتيه لا يحرّك لسانه بهمس .
وتركّز مصير المعركة لديه في مصير الرّجّال، فراح يخترق الخضمّ المقتتل كالسهم، باحثا عن الرّجّال حتى أبصره ..
وهناك راح يأتيه من يمين، ومن شمال، وكلما ابتلع طوفان المعركة غريمه وأخفاه، غاص زيد وراءه حتى يدفع الموج الى السطح من جديد، فيقترب منه زيد ويبسط اليه سيفه، ولكن الموج البشري المحتدم يبتلع الرّجّال مرّة أخرى، فيتبعه زيد ويغوص وراءه كي لا يفلت ..
وأخيرا يمسك بخناقه، ويطوح بسيفه رأسه المملوء غرورا، وكذبا، وخسّة ..
وبسقوط الأكذوبة، أخذ عالمها كله يتساقط، فدبّ الرعب في نفس مسيلمة في روع المحكم بن الطفيل ثم في جيش مسيلمة الذي طار مقتل الرّجّال فيه كالنار في يوم عاصف ..
لقد كان مسيلمة يعدهم بالنصر المحتوم، وبأنه هو والرّجّال بن عنفوة، والمحكم بن طفيل سيقومون غداة النصر بنشر دينهم وبناء دولتهم .. !!
وها هو ذا الرّجّال قد سقط صريعا .. اذن فنبوّة مسيلمة كلها كاذبة ..
وغدا سيقط المحكم، وبعد غد مسيلمة .. !!
هكذا احدثت ضربة زيد بن الخطاب كل هذا المدار في صفوف مسيلمة ..
أما المسلمون، فما كاد الخبر يذيع بينهم حتى تشامخت عزماتهم كالجبال، ونهض جريحهم من جديد، حاملا سيفه، وغير عابئ بجراحه ..
حتى الذين كانوا على شفا الموت، لا يصلهم بالحياة سوى بقية وهنانة من رمق غارب، مسّ النبأ أسماعهم كالحلم الجميل، فودّوا لو أنّ بهم قوّة يعودون بها الى الحياة ليقاتلو، وليشهدوا النصر في روعة ختامه ..
ولكن أنّى لهم هذا، وقد تفتحل أبواب الجنّة لاستقبالهم وانهم الآن ليسمعون أسماءهم وهم ينادون للمثول .. ؟؟ !!
رفع زيد بن الخطاب ذراعيه الى السماء مبتهلا لربّه، شاكرا نعمته ..
ثم عاد الى سيفه والى صمته، فلقد أقسم بالله من لحظات ألا يتكلم حتى يتم النصر أو ينال الشهادة ..
ولقد أخذت المعركة تمضي لالح المسلمين .. وراح نصرهم المحتوم يقترب ويسرع ..
هنالك وقد رأى زيد رياح النر مقبلة، لم يعرف لحياته ختاما أروع من هذا الختام، فتمنّى لو يرزقه الله الشهادة في يوم اليمامة هذا ..
وهبّت رياح الجنة فملأت نفسه شوقا، ومآقيه دموعا، وعزمه اصرارا ..
وراح يضرب ضرب الباحث عن مصيره العظيم ..
وسقط البطل شهيدا ..
بل قولوا : صعد شهيدا ..
صعد عظيما، ممجّدا، سعيدا ..
وعاد جيش الاسلام الى المدينة ظافرا ..
وبينما كان عمر، يستقبل مع الخليفة أبي بكرو أولئك العائدين الظافرين، راح يرمق بعينين مشتاقين أخاه العائد .. وكان زيد طويل بائن الطول، ومن ثمّ كان تعرّف العين عليه أمرا ميسورا ..
ولكن قبل أن يجهد بصره، اقترب اليه من المسلمين العائدين من عزّاه في زيد ..
وقال عمر :
" رحم الله زيدا ..
سبقني الى الحسنيين .. أسلم قبلي .. واستشهد قبلي " .
وعلى كثرة الانتصارات التي راح الاسلام يظفر بها وينعم، فان زيدا لم يغب عن خاطر أخيه الفاروق لحظة ..
ودائما كان يقول : " ما هبّت الصبا، الا وجدت منها ريح زيد " .
أجل .. ان الصبا لتحمل ريح زيد، وعبير شمائله المتفوقة ..
ولكن، اذا اذن أمير المؤمنين، أضفت لعبارته الجليلة هذه، كلمات تكتمل معها جوانب الاطار .
تلك هي : " .. وما هبّت رياح النصر على الاسلام منذ يوم اليمامة الا وجد الاسلام فيها ريح زيد .. وبلاء زيد .. وبطولة زيد .. وعظمة زيد .. !! "
بورك آل الخطّاب تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
بوركوا يوم أسلموا .. وبوركوا أيام جاهدوا، واستشهدوا .. وبوركوا يوم يبعثون .. !!

طرحت شركة ميكرز فيلم برودكشن  الشركة المنتجه ل فيلم " مغامرات كوكو " عدة أفيشات دعائية للفيلم بعضها تجمع ابطال العمل و الاخرى لكل فنان بمفرده.

و الذي من المقرر عرضه  بجميع دور العرض بعيد الفطر المبارك لينافس عدد كبير من الاعمال السينمائية فى موسم عيد الفطر.

" مغامرات كوكو " بطولة النجم بيومى فؤاد ، خالد الصاوى ، شيرين رضا ، اوس اوس ، إيهاب فهمى ، نانسى صلاح ، عمرو عبد العزيز ، طاهر ابو ليله ، و عدد من ضيوف الشرف من بينهم حمدى المرغنى ، شيماء سيف ، حسن عبد الفتاح ، اوتاكا ، زينه منصور ، النجمة اللبنانية دانا حلبى ، تأليف ايهاب الناصر ، إنتاج عمرو طنطاوى ، ومن إخراج إسماعيل فاروق

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady