953 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
أكدت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية، وحصلت عليها "أسوشيتد برس" حصرًا، أسوأ مخاوف السلطات الكنسية والجهات المعنية بالمباني الأثرية؛ فقد سوّي أقدم دير مسيحي في العراق بالأرض، ليكون ضحية أخرى من ضحايا عمليات تدمير تنظيم "داعش" للمواقع الثقافية الأثرية.
وظل الدير، صامدًا على مدار 1400 عام أمام اعتداءات الطبيعة والإنسان، كما اتخذته القوات الأمريكية مؤخرًا كمكان للعبادة.
وعلى مدار قرون سابقة، أوقدت أجيال من الرهبان الشموع في محاريب الدير وصلوه في جنباته. ونحت الحرفان اليونانيان "تشي و رو" ، وهما يمثلان أول حرفين في اسم المسيح، بالقرب من مدخل الدير.
وبناء على طلب من "أسوشيتد برس"، خصصت شركة "ديجيتال جلوب" للأقمار الصناعية، كاميرا ذات جودة عالية لالتقاط صور للموقع، ومقارنتها بصور سابقة من نفس المكان. وقبل هدمه، كان الدير المكون من 27 ألف حجر يشبه القلعة على تلة فوق مدينة الموصل. ورغم أن سقفه كان متهالكًا إلى حد كبير، كان الدير يضم 26 غرفة بينها معبد ومصلى.
وبعد شهر، أظهرت الصور أن جدران الدير الحجرية "سحقت حرفيًا"، حسبما قال محلل صور ستيفن وود الرئيس التنفيذي لشركة "ألوسورس أناليسيس"، والذي حدد حجم الدمار بين شهري أغسطس وسبتمبر عام 2014.
"جرافات ومعدات ثقيلة ربما هدمت هذه الجدران الحجرية وحولتها إلى غبار رمادي وأبيض. لقد دمروها تمامًا"، حسبما قال وود من مكتبه في ولاية كولورادو.
وعلى الجانب الآخر من العالم وفي مكتبه في المنفى بمدينة أربيل العراقية، حدّق القس الكاثوليكي بول ثابت حبيب (39 عامًا) في الصور التي تظهر الدير قبل وبعد الدمار.
وقال "تاريخنا المسيحي في الموصل يسحق بوحشية. نرى ذلك بمثابة محاولة لطردنا من العراق والقضاء على وجودنا على وجه الأرض".
وقتل تنظيم "داعش" الذي يسيطر حاليًا على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، آلاف المدنيين خلال العامين الماضيين. ودمّر مقاتلوه كل ما يعتبرونه مخالفًا لتفسيرهم للإسلام.
وينضم دير مار إيليا إلى قائمة تشمل أكثر من 100 موقع ديني وتاريخي تعرض للنهب والتدمير، لاسيما المساجد والمقابر والأضرحة والكنائس. وتحولت الآثار القديمة في مدن نينوى وتدمر والحضر إلى خراب، فقد نهبت المتاحف والمكتبات وحرقت الكتب، بينما سحقت الأعمال الفنية أو تم تهريبها.
وعمل الجنود الأمريكيون والمستشارون على حماية الدير في مكان وتوقيت يتسمان بالعنف. وقال كولونيل الاحتياط في الجيش الأمريكي ماري بروفيت، الذي عمل هناك عام 2004 ثم عاد مجددًا عام 2009: "أتصور أن كثيرًا من الناس يشعرون بنفس المشاعر ويتساءلون (ماذا عن السنوات العشر الأخيرة لو تمكن هؤلاء الرجال من الدخول وتدمير كل شيء).
بني الدير عام 590، لكنه تعرض لمأساة عام 1743، عندما قتل الجنرال الفارسي نادر شاه نحو 150 راهبًا وخرب الدير.
وفي العام 2003، ارتجف مار إيليا مرة أخرى، حيث تحطم جدار أثناء معركة. ودخل الجنود العراقيون بالفعل وألقوا القمامة في البركة.
وسيطرت الفرقة 101 الأمريكية المحمولة جوًا، وكتبوا على الجدران رمز الفرقة (سكريمينغ إيغل). ثم بدأ قس يعمل بالجيش الأمريكي، يتعرف على أهميته ودشن مبادرة للمحافظة على هذا الأثر.
وأبدى القس جيفري ورتون، الذي أقام قداسًا على مذبح الدير، حزنه الشديد حيال الحادث. وقال "لماذا نتعامل مع بعضنا البعض بهذا الشكل.. النبي إيليا يبكي على ذلك".
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com