اعتبرت شبكة (سي.إن.إن) الأمريكية اكتشاف فريق مصري- أمريكي بقيادة الدكتور هشام سلام بقسم الجيولوجيا بجامعة المنصورة في الآونة الأخيرة حفرية فصيلة جديدة من الديناصورات بالصحراء الغربية في مصر أمراً بالغ الأهمية
وقالت الشبكة، في نسختها الإلكترونية، الأربعاء، إن الديناصور المُكتشف أُختير له اسم (منصور سوروس شاهيني) نسبة إلى جامعة المنصورة التي ينتمي إليها رئيس الفريق المكتشف، ويبلغ حجمه حجم أتوبيس مدرسي بينما يبلغ وزنه ما يقرب من خمسة أطنان، وهو ما يجعله ينتمي لفصيلة «التيتانوصور» والتي تضم أضخم حيوانات عرفها كوكب الأرض.
وقالت الشبكة إن ذلك الاكتشاف يشير إلى عدم الفهم الجيد لمسار تطور الديناصورات، إذ أنه على مدار الـ 250 عاما الماضية وجد العلماء والباحثون معظم عظام الديناصورات في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، بينما لم يحالفهم الحظ الكافي لاستخراج وتوثيق حفريات للديناصورات في أفريقيا.
وأعرب الدكتور مات لامانا، المتخصص في الحفريات الفقارية من متحف كارنيجى للتاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة، عن ذهوله عند رؤيته لصورة الحفريات لأول مرة، ووصف الاكتشاف الجديد بأنه «الكأس المقدسة» فعظام الديناصور محفوظة بشكل جيد وهو ما سيسمح بدراسته بطريقة مفصلة، كما أنه ينتمي لفترة نهاية عصر الديناصورات في إفريقيا وهو ما ظل يبحث عنه علماء الحفريات لفترة طويلة جداً من الزمن.
والدكتور لامانا هو أحد الكتاب المشاركين في مقال نشر يوم الإثنين الماضي بدورية الطبيعة البيئية والتطور (مجلة علمية شهرية إلكترونية تصدر في بريطانيا) والتي تسمي الفصائل الجديدة.
وتساءلت الشبكة لماذا كان ذلك الاكتشاف جدير بالملاحظة وقالت إن قارات العالم كانت متصلة جميعا ببعضها كقارة كبيرة تسمى «بانجيا»، وفي العصر الطباشيري بدأت القارات تتكسر لتنتهي بالشكل المعروف لنا اليوم، وكانت جسور برية مؤقتة تربط بينهم. واستطردت الشبكة تقول إن ما يريد العلماء معرفته الآن هو: متى حدث ذلك، وكيف انعزلت الحيوانات في أفريقيا، وكيف تطورت تلك الحيوانات في مسارها الخاص؟.
وقالت شبكة (سي.إن.إن) إن الديناصور المتكشف (منصور سوروس شاهيني) يسلط بعض الضوء على تلك التساؤلات إذ أن العلماء قالوا إنه يملك رقبة طويلة وكان يعتمد في غذائه على النبات وتوجد لوحات عظمية على جلده وهو ما دفعهم إلى الاعتقاد بأنه على صلة وثيقة بالديناصورات التي وجدت في أوروبا وآسيا أكثر من التي وجدت في أمريكا الجنوبية أوحتى جنوب أفريقيا. يعني ذلك على الأقل أن بعض الديناصورات تمكنت من الانتقال بين أوروبا وأفريقيا.
وقال الدكتور إيريك جورسكاك، عالم الحفريات ومؤلف مساهم في الدراسة، في بيان متحف كارنيجى للتاريخ الطبيعي إن الديناصورات الأخيرة في أفريقيا لم تكن منعزلة تماما على عكس ما اقترحه البعض في الماضي، فهم كانوا على اتصال مستمر مع أوروبا.
وقال جورساك «بما أن المعلومات المعروفة عن الديناصورات الأفريقية قليلة جداً، فهذا الاكتشاف هو مجرد قطعة واحدة في اللغز وربما حتى قطعة من الزاوية... إنه مثل العثور على قطعة من الحافة التي تساعد في معرفة الصورة ويمكن البناء منها».