لآلاف من المتظاهرين واصلوا احتشادهم في ساحة الجامعة وأمام مقر الشرطة العامة في مدينة برشلونة، في ختام يوم شهد مسيرات وإضرابا شل معظم قطاعات المدينة، في إضراب عام، بعد محاولة الشرطة المركزية إغلاق لجان اقتراع الاستفتاء على استقلال كتالونيا بالقوة، بسبب حظر الحكومة المركزية في مدريد الاستفتاء، واعتباره غير قانوني.

تشتهر المدينة الإسبانية "كتالونيا" بكرة القدم، لأنها معقل العديد من الأندية الرياضية، أبرزها نادي برشلونة، والذي يُعد واحدا من قطبي الكرة الإسبانية رفقة الريال، لما يمتلكه من العديد من الألقاب سواء على مستوى إسبانيا أو على مستوى قارة أوروبا، رفقة غريمه التقليدي نادي ريال مدريد.

انفصال كتالونيا عن إسبانيا أثار تساؤلات عن مصير الفريق الأول في الإقليم، برشلونة، في حال تم الانفصال، إذ يطمح الفريق الكتالوني للبقاء في الدوري الإسباني في الوقت الذي يلوح فيه الاتحاد الإسباني بإمكانية استبعاد برشلونة من "الليجا".

لن يواجه برشلونة صعوبة كبرى في حال تم منعه من اللعب في الدوري الإسباني، بقدر ما سيجد الاتحاد نفسه في ورطة، إذ يشكل برشلونة أحد أهم العوامل الجاذبة لمتابعة الدوري الإسباني، الأمر الذي سيؤثر على شعبية "الليجا" حول العالم، بالإضافة إلى الأزمة المالية التي ستقع فيها رابطة الأندية المحترفة في حال خسارة أحد أهم مصادر دخلها.

تتمركز قوة الدوري الإسباني بشكل كبير في الصراع الشرس دائمًا بين قطبي الكرة الإسبانية، برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد، والذي يستمر في بعض الأحيان حتى الجولات الأخيرة مثل الموسم الماضي، وبالتالي في حالة الانفصال سيفقد الدوري الإسباني متعته بشكل كبير، بل ستكون البطولة شبه محسومة دائمًا للفريق الملكي.

تأثر الدوري الإسباني حال انفصال برشلونة، سيصبح كبيرا جدًا حيث يحظى النادي الكتلوني بنسبة جماهيرية في إسبانيا بواقع 44% من جماهير الكرة حسب الأحصائيات، ويعد برشلونة ضمن أكثر الأندية شعبية في أوروبا إذ وصل عدد مشجعيه في القارة عام 2010 إلى 57.8 مليون تقريبا، بينما تحتل جماهير النادي الطليعة في مواقع التواصل الاجتماعي بعدد يناهز 117 مليون في صفحات النادي الرسمية في «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما، ما يؤثر بشكل واضح في نسب مشاهدة البطولة، والذي يؤدي لخفض الإعلانات واختفاء الرعاة.

كما أن الجميع تعود على تمثيل نادي برشلونة لدولة إسبانيا في المحافل الأوروبية، ولكن في حالة الانفصال سيمثل فريق برشلونة إقليم كتالونيا، وبالتالي عندما يفوز ببطولات أوروبية مثل دوري الأبطال وغيرها سيحققها لكتالونيا وليس لإسبانيا كالسنوات الماضية.

وستفقد إسبانيا أموال حقوق البث التي تضيف مبالغ طائلة للدوري الإسباني، والتي تحصل منها برشلونة على 300 مليون يورو في الموسم الماضي، وذلك بعد تعديل قواعد توزيع حقوق البث في إسبانيا.

الانفصال سيؤثر أيضًا على منتخب إسبانيا، خاصة أن فريق برشلونة يضم العديد من اللاعبين المميزين، والذين يمثلون ركائز أساسية في المنتخب، نظرا لأن هناك العديد من المطالب التي تريد تأسيس منتخب لدولة كتالونيا، وبالتالي إذا حدث هذا سيكون من الصعب ضم لاعبي برشلونة الإسبان للمنتخب مثل إنييستا، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس، وغيرهم، ما سيؤثر بشكل كبير على منتخب إسبانيا.

الانفصال لن يؤثر على الكرة الإسبانية والدوري الإسباني فحسب، بل سيؤثر على جميع متابعي الكرة، نظرًا لأن في هذه الحالة ستتوقف مباريات الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد وهي المباراة الأهم في العالم، والتي تدخل أرباحا كبيرة للاتحاد الإسباني، وبالتالي ستفقد الكرة العالمية متابعة ما يزيد عن 100 مليون شخص من عشاق ناديي ريال مدريد وبرشلونة على مستوى العالم، وهي واحدة من أهم المباريات التي تحظى باهتمام إعلامي وجماهيري كبير للغاية.