في دورة تحضيرية للمونديال، قبل كأس العالم 1998، أطلق روبرتو كارلوس قذيفة مدوية من ركلة حرة كباشرة بقدمه اليسرى الذهبية في مرمى "بارتيز" حارس المنتخب الفرنسي.

العجيب أن الكرة اتخذت شكل قوس غريب، وابتعدت عن الحائط، ليظن البعض لوهلة أنها خارج المرمى، لتعود مرة أخرى وترتطم بالقائم ثم تسكن الشباك، بعد أن خرت قواها من الدوران.

تسديدة لاعب البرازيل خرقت قوانين الفيزياء، فبالرغم من رؤية البعض للهدف على أنه ضربة حظ يستحيل تكرارها، والبعض الآخر بأنه هدف معادي للطبيعة، إلا أن العلماء عكفوا بالبحث سنوات على هذا الهدف لتفسير حركة الكرة بهذا الشكل.

بقيادة الدكتور كريستوفر كلانية، قام فريق بحثي تابع لمعهد بوليتكنيك الفرنسي، بدراسة حركة الكرة فيزيائيًا، وصمم نسخة رقمية من هدف "كارلوس" وحركة الكرة، ليروا كيف انحرفت عن مسارها بهذا الشكل الحاد، ويقول الباحثين إن السر في انحراف الكرة يرجع إلى دورانها، بصورة لولبية.

وشبه العلماء حركة الكرة بحركة انطلاق الرصاصة من فوهة البندقية، أي أن معدل سرعتها كان في ازدياد مستمر، منذ لحظة انطلاقها وحتى سكنت الشباك، وهذه السرعة المتدرجة أحدثت إنحناء في خط سير الكره في الهواء، نتج عنه ذلك الدوران العجيب وانحرافها الشديد.

وقال العالم "كلانيه": عندما سدد كارلوس الكرة كان على بعد 35 مترا من المرمى وهو ما جعلها تتخذ هذا المسار ولو كانت المسافة أقل لربما شاهدنا انحناء واحدا فقط".

وأضاف "كلانيه": "على ملعب كرة القدم رأينا مسارا قريبا من مسار الرصاصة لكن عوامل الجاذبية عدلته.. لكنك لو سددت الكرة بنفس القوة التي سدد بها كارلوس سيقلل من تدخل الجاذبية"، بحسب حديثه مع بي بي سي.