"يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا"، هكذا ذكر سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسورة الحجرات، أحد أفظع الأفعال المنهي عنها، لما له آثار سيئة على الجميع، وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تجسس الأزواج على زوجاتهم، وذلك لأسباب متعددة، قالتها أستاذ علم النفس والاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، سوسن فايد، بأن انتشار الظاهرة بشكل كبير في تلك الفترة يرجع للانفتاح الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أعطت الفرصة للجميع للتواصل مع الآخر ومعرفة المزيد من المعلومات بمجرد الضغط على كلمة بحث.

وأضافت دكتورة علم الاجتماع، أن للثقة بين الزوجين عاملا كبيرا في الحياة بأكملها، فهي لا تؤدي إلى الشك في كل التصرفات، حتى لو كانت غير مقصودة، كما أن فراغ الزوج من الأشغال له عامل كبير في ذلك، لأنه يعطي له الفرصة في التفكير، والبحث وراء ما يبحث عنه حتى لو كان خيالا، كما أن تجارب الآخرين المقربين لها عامل كبير في العلاقة، سواء كانت علاقة ناجحة أو فاشلة، إضافة أن للتعليم دورا أساسيا لمسار العلاقة، فكلما كان تعليم الزوجة أقل في ظل الانفتاح، فهذا يثير فضولها للمعرفة والتجربة، على حسب تفكير ذلك الرجل، وهذا ما أكدته أستاذة علم النفس.

وفي السابق، كانت معرفة الزوجة محدودة بين أسرتها وأصدقائها المقربين، مهما كان عددهم تعتبر دائرة صغيرة معروف كل ما بداخلها، أما بوجود النت فهو يتيح لها الفرصة التعرف على الكثير من الجنسين بمختلف أفكارهم، فما يثير فضوله لمعرفة عالمها، كل ذلك إضافة أن أغلب الرجال الشرقية تعطي الشعور للرجل بأنه حماية للمرأة وأمان لها، وهذا ما يجعله يبرر فعله بالتجسس، وذلك حتى يطمئن قلبه.

ولتجنب تلك الظاهرة، تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، أن هناك جانبين لعلاج أو تجنب ذلك، أولها أن تكون العلاقة بين الزوجين سوية، من حيث الثقة بينهما، وعدم الخوف من رد فعل الآخر، والشفافية في التعامل، إضافة إلى العتاب أولا بأول وعدم تراكم الأفكار والمشاكل بداخلك، لأنه يعمل على بناء حاجز بينهما.

وتضيف دكتور علم الاجتماع أن العامل الثاني يتمثل في المناخ المحيط بالطرفين، وذلك لأن الإعلام يتجاهل دوره في عرض تلك المشكلة، إضافة إلى تجاهلهم لها، وذلك لأن المجتمع يعاني من الأمية الثقافية، توعية الزوجين بكيفية التعامل الصحيح مع الإنترنت، بخاصة موقع التواصل الاجتماعي، وهل التعامل معه مهم جدا بالحياة لدرجة التعامل معه أغلب الوقت باليوم، والسعي وراء إنشاء مراكز تواصل بكل نادٍ، أو شركة، وتوعية الأطفال في مناهجهم التعليمية.

وتنصح دكتورة علم النفس بضرورة المصارحة بين الزوجين، لأن أي مشكلة في بدايتها سهل علاجها، على عكس التوغل بها، إضافة إلى تقييم العلاقة من وقت لآخر، على ألا تطول المدة عن أسبوعين، والوضوح في التعامل، كل ذلك إضافة إلى وضع نقاط محددة لعدم تخطيها في التعامل داخل وخارج المنزل.

ومن الناحية القانونية، يقول مؤمن عاطف المحامي، إنه لا يوجد قانون محدد لحالات التجسس، إضافة أنه إذا تضررت الزوجة من فعلة الزوج، لا تستطيع رفع قضية طلاق على زوجها، لأن من حق الزوج معرفة كل شيء عن زوجته مهما كانت الطريقة والأسلوب لمعرفة ذلك، وإذا كان الضرر بشكل كبير لا يوجد حل أمامها سواء رفع قضية خلع.