أعلن مؤتمر الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب عن نتائج دراسة حديثة لأول علاج يحمل مادة علمية تسمى اوكريليزوماب لمرضى التصلب العصبي التقدمي الأولى والذي يمثل ١٥٪ من مرضى " أم أس " في مصر والذي لم يكن له علاج من قبل جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم ، اليوم الأربعاء 8 فبراير ، على هامش مؤتمر الجمعية برئاسة أستاذ المخ والأعصاب كلية طب جامعة القاهرة ورئيس الجمعية د.شريف حمدي .

 ويعد "اوكريليزوماب" فرصة جديدة للشفاء من مرضى التصلب العصبي المتردد والذي يمثل ٨٥٪ من المرضى بنتائج غير مسبوقة ، حيث أنه يقلل معدل الانتكاسات السنوية بنسبة 46% مقارنة بالعلاج الحالي المتوفر وأوضح أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب جامعة القاهرة وسكرتير عام المؤتمر د.ماجد عبد النصير  ، أنه سيناقش هذا العام التشخيص المبكر لمرض التصلب العصبي المتعدد وتوصيف العلاج الملائم لكل مريض وبخاصة الحالات التي لم يكن لها علاج في السابق ، كما يشمل المؤتمر ورش عمل في مجال الحركات اللاإرادية، والعلاج التداخلي بالقسطرة المخية  ومن جانبه أوضح أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب جامعة الأزهر د.البهي رضا ، أنه تم اكتشاف عقار جديد يتركب من مادة علمية تعرف باسم "اوكريليزوماب"  ويعمل على تثبيط جزء من الجهاز المناعي للمريض بعد اكتشاف خلايا "بي"  والتي أثبتت الأبحاث العلمية مؤخرا أنها  المسئولة عن تدهور المريض، وبالتالي أصبح لتلك الخلايا دور جديد هام في علاج مرضى أم أس  وتحدث أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس د.مجد فؤاد زكريا ، عن دراستي "أوبرا ١ ، ٢ " وهي دراسات عالمية في المرحلة الثالثة، لتقييم الفعَّالية والأمان للعلاج الجديد واستمرت لمدة عامين، وشارك فيها 1656 شخصًا يعانون من هذا المرض في 40 دولة ، حيث كشفت الدراسة أن العقار الجديد يعتبر علامة فارقة في علاج مرض التصلب العصبي المتردد بنتائج هائلة، نظرا لأنه يقلل معدل الانتكاسات السنوية بنسبة 46% مقارنة بالعلاج الحالي المتوفر "الأنترفيرون".كما تحدث د.مجد فؤاد زكريا عن دراسة "أوراتوريو" هي دراسة عالمية أيضا في المرحلة الثالثة قيَّمت فعَّالية وأمان العقار الذي يتم تناوله مرتين في العام في 732 مريضًا مصابًا بالتصلب العصبي التقدمي الأولى وقد أظهر الأخير انخفاضَ خطورةِ تطور الإعاقة  بنسبة 24%.وقال إن تلك التجارب أجريت ونشرت نتائجها في دورية نيو انجليند للطب، وأثبتت أن هذا الدواء من شأنه إبطاء التلف في دماغ المرضى المصابين بنوعين من مرض التصلب المتعدد، وهو بذلك يعد أول دواء يظهر نتائج إيجابية في المراحل الأولى من هذا المرض ، وقد أجريت تلك التجارب على هذا الدواء لطرحه في الولايات المتحدة وأوروبا.ويقول أستاذ المخ والأعصاب د.ساهر هاشم إن مرض التصلب العصبي مرض متزايد يبدأ بانتكاسات يمكن تحسنها في الأعوام الأولى من عمر المرضى، وقد لا تتحسن، ثم يبدأ في التدهور السنوي، وعندما يصل إلى تلك المرحلة يؤدي إلى الحد من قدرة المريض قطع المسافات وتصبح محدودة وتقل من ٥٠٠ متر إلى ٣٠٠ متر إلى ١٠٠ متر ثم يحتاج إلى عصا، ثم يتم مساندته من الناحيتين، ثم يجلس على كرسي متحرك،  ثم لا يمكنه الحركة ويرقد على السرير، ويحدث تقريبا ذلك من العام الأول إلى العام العشرين.وهناك ما يعرف بمرحلة " شباك العلاج " وهو التوقيت الذي يبدى فيه العلاجات الفعالة ، وتحدد عندما يكون مقياس الإعاقة من ٣ إلى ٥ ، وبمجرد أن المريض يشعر انه غير قادر على الحركة إلا بمساعدة، وهذا التوقيت يجب أن يعيه الأطباء أنه التوقيت الأساسي للعلاج، مشيرا إلى أن مرحلة التدهور السنوي لم يكن لها علاج من قبل وهى ما يعرف بالتصلب العصبي التقدمي الأولى ويصيب الرجال أكثر من السيدات وبداية من سن الأربعين ، وأخيرا اكتشفت  علاجات جديدة تؤثر على الخلايا الليمفاوية المسماه " بي " ولم تكن معروفة بنسبة كبيرة من قبل، كما لم يكن معروف دور هذه الخلايا في المناعة، إلى أن جاءت الأدوية الحديثة التي تعمل على الخلية بي الليمفاوية، وأثبتت نجاحا في التجارب الأولية والمعملية وعلى المرضى، وهذا النجاح أيدته موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على بدء استخدامه، وسيم ذلك في مارس ٢٠١٧.وعن المرض أوضح أستاذ المخ والأعصاب بجامعة الإسكندرية د.فاروق طلعت ، أن مرض التصلب المتعدد في مصر يصيب ٢٥ لكل ١٠٠ ألف نسمة ، طبقا للاتحاد الدولي لمرض أم أس  بما يعني أن هناك حوالي  ٢٣ ألف مريض