550 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
في الذكرى الثانية والاربعين لانتصارات اكتوبر المجيدة يقول صقر السويس " عبد المنعم قناوي " اول من عبر قناة السويس في السادس عشر من سبتمبر 1973 وقبل حرب السادس من اكتوبر ب 22 يوما " حاربنا وعبرنا ومحدش عبرنا" ،وعم " قناوي" كما يطلق عليه اهل السويس هو صاحب 101 يوم قضاها فوق جبل عتاقة وهو الذي انقذ قيادة الجيش الثالث الميداني بمعداتها اثناء الحرب ، ويعمل حاليا سائقا للميكروباص المتهالك الذي يملكه متنقلا في شوارع السويس .
لم تكن حرب أكتوبر عادية خاصة على أبناء مدن القناة فقد شارك فيها كل بطريقته وكان الفدائيون أبرز ما يميز منطقه القناه حيث تطوع عبد المنعم قناوي فى منظمة سيناء العربية تم اختيار المتطوعين بها بعناية والتى ظل التدريب فيها متواصلا على العمليات الفدائية حتى تمت تصفية المتقدمين من 150 شخصا إلى 40 فدائيا نتيجة التدريب الشاق، وقد قامو بتنفيذ عمليات نهارية على أهداف متحركة أولها سنة 1969 أثناء حرب الاستنزاف ورفع وقتها العلم المصرى لأول مرة فوق سيناء.
«صقر السويس» هكذا كانوا يلقبونه وذلك بعد ما شارك فى إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث من كارثة تدميره بعد حادث ثغرة الدفرسوار، حيث رشحه البطل محمود عواد قائد مجموعة منظمة سيناء للقيام بالمهمة عقب طلب المقدم فتحى عباس قائد المخابرات العسكرية أن يرشح له احد أفراد المجموعة للقيام بمهمة فدائية سرية خاصة داخل سيناء بدون سلاح.
المهمة كانت استطلاع تحركات العدو بدقة، وعلى الفور قام بحمل معداته وآلة التصوير وجهاز اللاسلكى الذى كان بستخدمه لبث الرسائل بعد سماع النداء المتفق عليه من إذاعة صوت العرب عقب كل نشرة، وخرج بصحبة دليل أعرابى يساعدنى فى جمع معلومات عن مدينة السويس وداخل دروب جبل عتاقة تمكنا من اكتشاف موقع إسرائيلى سرى يوجد به أربعة جنود يرصدون مقر الجيش الثالث، وقد قام بتصوير الموقع وقدم الأفلام للقيادة فى مقر الجيش الثالث.
بمجرد دخوله قابله اللواء المرحوم عبدالمنعم واصل وقرر على الفور نقل مقر قيادة الجيش الثالث إلى موقع آخر وبالفعل قام الإسرائيليون بشن هجوم كثيف على الموقع بعد مغادرته، وبالرغم من دوره الذى اعتبره الجميع وقتها بطولة وكفاحا تخيل أن عقب الحرب سيكون لأمثاله من الابطال حق التكريم، لكننى فوجئ أن الكفاح مازال مستمرا حتى يومنا هذا بالرغم من تخطى عمره الخامسة والستين ولكن الكفاح أخذ شكلا مختلفا فبعد سنوات التضحية يعمل كسائق لسيارة ميكروباص ويقوم بتوصيل الطلبة إلى مدارسهم، ويستغل هذا الوقت فى سرد بطولات ابائهم وأجدادهم الذين نجحوا فى تحرير بلادهم، ولم ينصفهم التاريخ.
ما يحزننا هو تجاهل الدولة له ولامثاله من الابطال حتى فى أبسط احتياجاتهم فلم تتوقف أزمات حياته فأصيب نجله فى تفجيرات طابا أثناء عمله وفقد إحدى قدميه، ولم يجد حتى الرعاية، ولكن هم الفدائيين أبناء السويس لم تلهبهم قنابل العدو ليشكو الآن لبنى آدمين.. فلهم الله.. دائما كبير.
الصقر " عبد المنعم قناوي" :
عبد المنعم قناوي من مواليد السويس حى كفر احمد عبده يوم 21 فبراير 1945تاريخ الالتحاق بمنظمة سيناء فى عام 1968 درس وحصل على مؤهل متوسط ولحبه الشديد للتجارة مع بداية عام 1960 كان يقوم بالسفر إلى غزة بفلسطين يجلب البضائع والملابس لبيعها و كان شاباً مؤمناً رياضياً مارس عدة رياضيات منها الدراجات والرماية وحصل على العديد من البطولات وعندما حلت النكسة المريرة تحول مثل معظم شباب المدينة إلى العمل الوطني والمقاومة حتى أن انضم للمنظمة سيناء العربية عام 1968 شارك دون تردد فى العديد من الأعمال وأبرزها ( وضح النهار ) من عمليات العبور إلى الضفة الشرقية للقناة خلال حرب الاستنزاف وفى 14 سبتمبر 1973 طلبت منه القيادة المصرية ضرورة عبور سيناء من عند منطقة ابو الدرج والتخفي فى زى بدو والانتظار بسيناء حاملاً جهاز حساس لرصد تحركات العدو قبيل 6 أكتوبر وقد نجح فى المهمة بكل دقة وعاد إلى القاهرة . ويوم 17 أكتوبر كان بمنطقة جبل عتاقة وقد استمر هناك مائة يوم وعاد بعد الحصار يوم 29 يناير 1974 أطال الله فى عمره.
100 يوم على جبل عتاقة
عمره وقت العمليات كان 22عاما، وكان مكلفا بعمليات استطلاع فوق سلسلة جبال عتاقة خلف خطوط العدو فكان سببا فى انقاذ الجيش الثالث الميدانى بأكمله من دمار محقق وقت 6 أكتوبر فهل تتخيلوا معى أن يبقى هذا الرجل فى دروب الجبل مائة يوم فى ظروف وعرة منها أنه كان معه وعاء ماء واحد وجهاز لاسلكى لايمكن أن يستخدم فى كل وقت بسبب مرور طائرات العدو التى كانت يمكنها العثور عليه وبعد عدة أيام نفدت زمزمية الماء ولم يبق أمامه إلا الندى وقت الفجر بالإضافة إلى وجوده فى إحدى الحفر ببطانية خفيفة لاتمنع البرد القارس عنه حتى أنه كانت أصابعه تتجمد مرات عديدة وكانت لقاءاته المتعددة مع الأخطار أكثر من لقاءاته مع أبطال الصاعقة المصرية أعلى الجبل فكثيرا ما كانت تواجهه الثعابين الخطيرة ولم يكن أمامه سوى القضاء عليها أو أن تقضى هى عليه ورغم كل هذا صمد وظل يستطلع قوات الأعداء فوق هذه الجبال وذات مرة عثر على خمسة رجال تائهين فى الجبل وحينما أقترب منهم بحذر (خوفا من أن يكونوا من الأعداء) أكتشف أنهم مجموعة جنود وضابط مصرى ضلوا الطريق أثناء ذهابهم لقيادة الجيش الثالث الميدانى فأصطحبهم مع دليل يعرف الطرق الوعرة إلى قيادة الجيش وأثناء الطريق وجد نقطة ملاحظة فوق أحد التباب عبارة عن خمسة أفراد وطائرة يهودية فلم ينطق بكلمة حتى وصلوا جميعا لقيادة الجيش وهناك كانت المشكلة لأنهم شكوا فى أمره لعدم معرفة شخصيته فهو تابع للمخابرات الحربية، ووصل الأمر إلى قائد الجيش اللواء عبد المنعم واصل فى ذلك الوقت الذى التقى به ولم يصدق أنه فدائى مصرى إلا عندما أخبره بما رآه فى الطريق وشاهد بنظارته المعظمة ما رآه قناوى فأمر قائد الجيش القيادة كلها بالانتقال إلى موقع آخر فى الليل وفى اليوم التالى دكت الطائرات الفاندوم الإسرائيلية جميع أماكن القيادة القديمة والحمد لله لم تحدث خسائر فى الأرواح أو المعدات.
الفدائي عبد المنعم قناوي
هذا الرجل الفدائي المكافح و الذي تخطى عمره السبعون أخذ الكفاح معه شكلا مختلفا فبعد سنوات التضحية يعمل كسائق لسيارة ميكروباص يقوم بتوصيل الطلبة إلى مدارسهم ما يحزننى هو تجاهل الدولة له حتى فى أبسط احتياجاته فلم تتوقف أزمات حياته فأصيب نجله فى تفجيرات طابا أثناء عمله وفقد إحدى قدميه، ولم يجد له حتى الرعاية،
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com