488 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
عند التعريف بأي شاعر فنان مبدع يكون الأمر سهلاً خاصة ونحن بصدد التعرف عليه في دنيانا حيث نبدا بأهم محطاته الفنية الطويله واللون الفني الذي تميز به في مسيرته الفنيه الطويله.. ولكن مع الفنان الشاب صغير السن ( محمد شطا ) الموضوع ضرب من الخيال بكل ماتعنيه الكلمه من معني وخروجا عن المألوف ...
كان الفنان الشاب العاشق للسويس ( محمد شطا ) نموزجا مبدعا متميزا من طراز رفيع وهو صبيا نظم الشعر الراقي وكتب بقلمه اجمل المقالات وانتقد باسلوبه الساخر اعتي اباطره الشعر وعزف علي الته المفضله ( الهارمونيكا ) التي كان يعشقها اجمل الالحان فكان في كل تجاربه رحمه الله عليه متألقا .
ولد الشاعر الناقد محمد كامل فتحي شطا الملقب بـــــ ( بمحمد شطا ) في مدينة ( المطرية ) بمحافظة الدقهلية عام 1936 وعرف بـــاسم ( شطا ) نسبه إلي اسم قريتة ( شطا ) التي اننسب اليها جدة الاول .
في كتاب قرية ( شطا ) تعلم مبادئ القراءة والكتابة إلي إن التحق بالمرحله الثانوية في مدينه المطرية - دقهليه ومنها حصل على دبلوم المدارس الصناعية في عام 1955 .
عقب تخرجه مباشرتا سافر إلى السويس من اجل العمل وفي ام المداين ( السويس ) عاش سنوات بين اهلها السوايسه حيث عاصر مثقفيها ومبدعيها وراح يكتب في صحفها ويخطب في محافلها الادبيه وينظم في ندواتها دواوين شعره وخلال اقامته نجح كغيره في الحصول علي فرصه عمل غاليه بعد اشتغاله بإدارة جمارك السويس ... ظل طوال سنوات يقراء الشعر وينظمه في الندوات الأدبية التي كانت تعقد في النادي الاجتماعي بالملاحه .
وفي عام 1963 غادر السويس إلي القاهره حيث اقام بضاحية حلوان وفي العاصمه عمل بشركة الحديد والصلب وكان يقيم في مسكن واحد مع صديقه السويسي عبد السلام رضوان . .. درس اللغة الانجليزية واتقنها وحضر الكثير من المساجلات النقديه والادبيه مع كبار السياسيين المصريين منطلقا بكل قدراته الابداعيه في عالم السياسة خاصه بعد التحاقه بالحزب الشيوعي المعروف في تلك الفتره باسم حزب ( حدتـــو ) وكان كما ذكرالدكتور رفعت السعيد في الجزء الأول من كتابه ( مجرد ذكريات ) : ان محمد شطا كان ناشطا سياسيا متميزا من أنشط وأفضل السياسيين المصريين واشجع من انجبت محافظه السويس .
اسهم ( محمد شطا) بقلمه في الصحافه الادبيه والحركه الثقافيه ونشر شعرا متميزا حيث نشرت له المجلات المصريه البساريه عدد من ابداعاته من أشهر ما نشر له ديوان ( الحلم الأخضر ) وديوان ( غداة الحلم ) و ديوان ( خفقات القلب ) والمسرحيه الشعرية ( حنين شاعر ) ... كان رحمه الله عليه شاعرا مبدعا متميزا استغرق في إبداعاته سنوات رسم خلالها معاني وأبعاد الحب والحزن والخوف من المصائر المجهولة كما رثى نفسه قبل وفاته بقصيدة شهيره كانت بعنوان ( رثاء ) تعرض فيها إلى المعاني إلانسانية التي تميزت بوضوح رؤيته في الموت فقال :
طوتني ساعة الصفر ... وأسكنني الردى قبري
فقف في القبر أجلالا ... ورتـــــل عنده شعري
وقل للشاعر الشادي ... اذا ما مر بالـــــــــقبر
هناك في عتمه اللحد ... صـــوت قيثارة الشعر
وقل للعندليب إذا ... شدا بنشــــــــــيده البـكر
هنا في القبر موسيقي ... هنا لحن من السـحر
وقل للبلبل الغـــــارد ... وقم للــــيل والفــــــجر
وقل للعاشق الصب ... إذا ما ضــــــــاق بالبحر
هنا الإزهار زابله ... وقد حـــرمت من الــــعطر
هنا الإنسان ممتزجا ... بــطين الخير والـــــشر
وقد عصفت به البلوى ... كعصف الموج بالبحر
وعن تلك القصيده حصل على جائزة كبرى من ( جمعية الندوة الجديدة ) لم يتسلمها للاسف. ... كان رحمه الله عليه شاعر مجددا غزير الإنتاج لغته الشعرية سلسة متدفقة من المشاعر الانسانيه التي عكست سجيته المتحررة من كل التقاليد القديمة ومن اجمل قصائده علي الاطلاق قصيده ( الروح والجسد ) التي تعرض فيها إلي العلاقة الحميمة بين الجوهر والمظهر وفيها قال :
أنا لستُ شيطانًا خبيثًا فاجرا
بل لم أكنْ يومًا ملاكًا طاهرا
إذ إنني بَشرٌ فكنت كليهِما
أو هل يكون الطين شيئًا آخرا؟
إن كنتُ من طينٍ فذاتي من ضياء
أهَبُ الصداقة للصّداقة والوفاء
والحبّ عندي آيةٌ قدسيَّةٌ
فأنا الذي وهب الصّبابة للنّقاء
لا يخدعنَّك في الخلائق مظهرٌ
إن الملاحة في المظاهر تبهر
فدَعِ الملاحة والدمامة جانبًا
فالخلق ليسوا مظهرًا بل جوهرا
فلربَّ وجهٍ مشرقٍ فيه الصفاء
لكنما في النفس خبثٌ والتواء
ولرب وجهٍ مستصاغٍ من سواء
لكنما في النفس إشعاع النقاء
تميز ( محمد شطا ) في شعره بالوضوح الكامل وغلبت علي كلماته الكثير من نزعات اليأس والإحباط كما في قصيدته (غربتي الخرساء ) وفيها قال :
عُدْتُ وحدي من جديدٍ أقطع الدّرب الطويلْ
في قفار الغربة الخرساء مجهولَ الرحيل
أمضَغ الإخفاقَ والآلام والجدّ القليل
تائهًا عبرَ الليالي هائمًا بين الطّلول
غرقًا في بحر أحزاني ومالي من مقيل
أين مني واحتي الغناء والظلُّ الظليل؟
جَفَّ نبعي وأنا ظمآن للحبّ الأثيل
والسّفوحُ الخضرُ في دربيَ يعروها الذّبول
هل تُرَى هذا سبيلي أم ترى تاه السّبيل؟
فإلى أين رحيلي؟ وإلى أين القُفول؟
عدتُ وحدي يحمل القلبُ شقائي وارتيابي
وهديرُ الشّك في قلبي تناءى بالرِّغاب
فانسياب الماء رقراقًا ليبدو كالسّراب
فحياتي لم تعد غيرَ اغترافٍ للعذاب
وأمانيّ فيافٍ غارقاتٌ في ضباب
كان رحمه الله عليه كثير المواهب حيث تفوق في العزف علي اله ( الهارمونيكا ) كما ابدع في رسم اللوحات الزيتية فكان رسما وخطاطا من الطراز الاول كما كان صاحب صوت جميل من ارخم الأصوات .
لم يعش الشاعر الفنان ( محمد شطا ) طويلا حيث فارق الحياة وهو مازال في الثامنة والعشرين من عمره حينما قطفت الأقدار شبابه وهو مقبل علي الزواج وقت ان كان مقبلا علي الحياه .. رحل الشاعر والرسام والموسيقي الفنان ( محمد شطا ) عن عالمنا ليله وقفه عيد الفطر في عام 1964 عندما دخل حمام منزله في القاهرة من اجل أخذ دش ساخن قبل سفره إلي السويس للقاء عروسه السوايسيه ولكن مع احترق الهواء ( الأكسجين ) داخل الحمام نتيجه انبعاث الغازالسام من وأبور الغاز العتيق اختنق رحمه الله عليه وفارقت روحه الحياة . ... كان رحمه الله عليه شاعرا ورساما وموسيقيا وفوق كل هذا كان رجلا صريحا لا يعرف المداورة ولا النفاق .. تتلمذ علي يديه الكثير من شعراء الفصحى من الرعيل الاول والجدير بالذكر ان كل دواوينه الشعريه موجوده علي موقع ( البابطين السعودي ) ومن بين تلاميذه من ابناء مدرسنه الشعريه شقيقه الاصغر الدكتور عادل شطا .
وفي 1978 عقب رحيله بعده سنوات تذكرت السويس ان لها ابنا بكل هذه القيمه الفنيه الكبيره فقام محافظ السويس في تلك الفتره المحاسب احمد حلمي بدر بتكريمه ومنحه شهادة تقدير عما قدمه من إعمال خالدة .
تحيه للشاعر الفنان الناقد المبدع محمد كامل فتحي شطا والي حته حلاوه جديده غدا ان كان في العمر بقيه
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com