بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
في تاريخ الادب والفكر الانساني من ابناء السويس العشرات ممن خلدتهم اعمالهم سواء كانت ادبيه او فكريه اكتسبوا بتلك الاعمال صفه الخلود كونهم مبدعين اثروا حياتنا فنا وعلما وتركوا فينا بصمه انسانيه عميقه ... من بين هؤلاء العظام الكاتب الكبير الدكتور احــــمــــد ذكـــــي عــاكـــف ابن السويس المتميز صاحب الانجازات العظيمه ثالث شاب مصري يحصل على الدكتوراه في العلوم و الكيمياء واول من شارك في أنشاء مركز البحوث القومي المصرى واحد وزراء مصر في حكومه حسين سرى باشا قبل ثورة 1952 ورئيس جامعة القاهرة قرابه 18 سنه واحد مؤسسي مجلة ( العربي ) الكويتيه ... اسمه احمد ذكي محمد حسين عاكف من مواليد السويس في 29 ابريل من عام 1894 ... كان رحمه الله عليه قد انتقل صبيا مع اسرته الي القاهرة وفيها التحق بمدرسه ام عباس الابتدائيه ثم انتقل بعد ذلك للمدرسه التوفيقيه الاعداديه واتم دراسته الثانوية عام 1911 كان رقم 13 بين المتفوقين الاوائل في عموم القطر المصرى ... كان رحمه الله عليه تلميذا نجيبا طوال مسيرته الدراسيه حصل علي الدكتوراة من كليه العلوم بجامعه القاهره عام 1917 وكان ثالث طالب مصرى يحصل علي الدكتوراة .كما كان رئيسا لجامعته في الفتره من عام 1929 الي عام 1954 كما احتل منصب وزير الشئون الاجتماعيه عام 1952 .
بدا حياته مدرسا بمدرسه الظاهرالاعداديه بالقاهره الي ان تمت ترقيته ( ناظرا ) في مدرسه وادى النيل بباب اللوق ولم يستمر في سلك التدريس طويلا حيث توجه الي انجلترا علي نفقته الخاصة من اجل التخصص في مادة الكيمياء وهناك تنقل بين عده جامعات التحق بجامعه توتنجهام ثم تركها الي جامعه ليفربول ونجحت مساعيه في ان يلحق بالبعثه الرسميه حتي حصل علي بكالوريوس العلوم عام 1923 ثم مكث في جامعه مانشيستر عام كامل حصل بعده علي دكتوراه في فلسفه الكيمياء عام 1924 ثم دكتوراة اخرى في الكيمياء عام 1929 وكان ضمن الدفعه التي ضمت الدكتور مصطفي مشرفه عقب عودته الي ارض الوطن عام 1930 عين استاذا مساعدا لمادة الكيمياء في جامعه القاهرة وبعدها اصبح مديرا لمصلحه الكيمياء المصريه وكان اول مصرى يتقلد هذا المنصب وظل مديرا لها احدى عشر سنه وفي عام 1946 قام رحمه الله عليه برحله طويله للولايات المتحده الامريكيه تفقد خلالها كثير من مراكز البحث هناك ونجح كعادته في وضع اساسا سليما للمركز القومي للبحوث في مصر وتولي رئاسته خمس سنوات من عام 1947 الي عام 1952 وله الكثير من الانجازات العلميه والادبيه حيث ساهم في اقامه اول مجمع ثقافي علمي في مصر بالاشتراك مع 10 من كبار الخبراء المصريين في مقدمتهم الدكتور مصطفي مشرفه والدكتور محمد خليل عبد الخالق والدكتور حسن صادق والدكتور ابراهيم رجب فهمي والدكتور كامل منصور واخرين كما تم اختياره ضمن علماء مجمع اللغه العربيه امثال السنهورى باشا وابراهيم مدكور وعبد الوهاب عزام ومحمود شلتوت وله عدة مؤلفات وتراجم نقلها عن الغات الانجليزيه والفرنسيه والالمانيه وبرزت عبقريته في ترجمه روايه ( غادة الكاميليا ) إحدى روايات ألكسندر دوماس ودراسه حياه ( جان دارك ) الملقبة بعذراء أورليان ورغم مشاغله الكثيرة لم بنقطع يوما عن الكتابه في كبريات الصحف والمجلات المصريه والعربيه كمجله ( الهلال ) ومجله ( الرساله ) ومجله (الثقافه ) فكتب رحمه الله عليه في التاريخ وعن كافه المخترعين ونظرياتهم العلميه كما ترجم كتاب ( اعماق البحار ) وفي عام 1947نحج في رئاسه تحرير مجله الهلال لصاحبها ( جورج زيدان ) بل استحداث فيها العديد من الابواب .
كان رحمه الله عليه اديبا وعالما ومترجما صاحب اسلوب مشوق حيث لم ينقطع يوما عن الكتابه والاطلاع حتي عرضت عليه دوله الكويت اصدار مجله وفي ديسمبر من 1958 اصدار العدد الاول من مجله ( العربي ) الكويتيه الشهيره والتي استمر رئيسا لتحريرها طوال سبعه عشر عاما وفي 13 من اكتوبر عام 1975 رحل رحمه الله عليه عن عالمنا عن عمر ناهز الستين عاما .
تحيه لابن السويس الدكتورالكبير احمد ذكي حسين عاكف ابن حاره القاضي بالسويس الذى اثرى حياتنا ... والي حته حلاوه سوايسيه جديده غدا ان كان في العمر بقيه