543 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
في تاريخنا الناصع العريق شخصيات سويسية متميزة كثيرة استوقفتنا طويلا وأشعلت في نفوسنا الفخار فكان من الضروري الارتحال داخلها والبحث عن مكنون شخصيتها الفريدة ودورها الهام في خدمه المجتمع ... من بين تلك الشخصيات الهامه التي كانت مركز اشعاع في السويس وخارجها الدكتور المهندس محمد باشا حافظ خيري الطنبولي أستاذ الكباري والسكك الحديدية ورئيس قسم الأشغال البحرية وإعمال المواني السابق في كلية الهندسة بجامعة القاهرة وصاحب اول عمل هندسي في مرفأ ابراهيم القديم والمعروف علميا بـــ ( حاجز الامواج ) .
ولد الدكتورمهندس محمد حافظ في السويس يوم 9 مايو عام 1904 وكان الابن الاوسط لأحد اعيان المدينه .. وكان الفتي منذ صباه مولعا بقراءة الكتب الادبيه والفلسفية والعلمية التي يجدها في مكتبه جدة ( حافظ الطنبولي ) احد رجالات السويس من الرعيل الاول من رجال المدينة .
شب محمد حافظ بين اسره ميسورة الحال واتم تعليمه الابتدائي والاعدادى بمدارس السويس إلي إن سافر مع جدته بصحبه مربيته الي القاهرة من اجل استكمال دراسته الثانوية بالمدرسـة الخديويـة الثانوية ومنها حصل علي البكالوريا وهو مازال في السادسة عشر من عمره وهو دليل دامغ على تفوقه الواضح وما يمتلكه من ذكاء خارق ... التحق بمدرسة الهندسة الملكية بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً) وأجاد فيها اللغتين الانجليزية والفرنسية حتي حصل على بكالوريوس الهندسة عام 1926 ... بحث رحمه الله عليه في تاريخ بناء حواجز الموج وكيفيه مد خطوط السكك الحديدية حتي أرسل عام 1929 في بعثه دراسيه إلي مقاطعه ليفربـول من اجل الاستزادة بالعلوم الهندسيه فكان الأول علي دفعته بعد حصوله علي الدكتوراه الفخرية في هندسة السكك الحديدية من كليـة الهندسـة الملكية الانجليزية ... ظل يعالج أبحاثه العلمية في جمعية المهندسين الإنشائيين بلندن طوال ( 25 ) خمسه وعشرون شهرا متأثرا بالدراسات العالمية في كيفيه إنشاء حواجز الأمواج في البحار حيث وضع اول كتاب هندسي عن ( حواجز الموج ) إلي إن أرسلته الحكومة الانجليزية في بعثة اخرى إلي الولايات المتحدة الامريكيه من اجل استكمال أبحاثه والحصول علي درجة الزمالة الفخرية في هندسة السكك الحديدية وحواجز الأمواج عام 1931 .
عاد الدكتور محمد حافظ إلي مصر عام 1957 حاملا الكثير من التفوق والنبوغ وفور عودته اختير وزيرا للمواصلات في الحكومة التي ترأسها جمال عبد الناصر ولم يستمر في هذا المنصب طويلا حيث استقال بسبب انشغاله بالتدريس في الجامعات المصرية .
للدكتور محمد حافظ الكثير من الانجازات التاريخية من أشهرها الكوبري الشهير في مدينة ليفربول بإنجلترا وهو الكوبري المسمي الي اليوم باسم ( مصر ) ومن بين اهم اعماله في السويس ( حاجز ألموج ) الشهير الذى يقف صامدا الي اليوم في مدخل مينائي الزيتية وبور توفيق وله أيضا عدة مؤلفات في تاريخ هندسه الطرق والكباري مازالت تدرس في كل الجامعات المصرية من بينها كتاب ( السكك الحديدية وهندستها ) وهو المرجع الأهم في قسم الإشغال ألعامه بكلية الهندسة وهو الكتاب الذي انتهي من تأليفه عام 1945 وكتاب ( قناة السويس - تاريخها و إدارتها و مشروعات تحسينها ) وهو الكتاب الذي أعدة عام 1956 .
ومن بين الدرجات العلمية الكثيره التي تقلدها الدكتور مهندس محمد حافظ قبل وفاته منصب (ألأستاذيه ) في مادتي السكك الحديدية والأشغال البحرية والموانئ بكافه كليات الهندسة .
لم يعش الدكتور مهندس محمد باشا حافظ خيري الطنبولي رحمه الله عليه طويلا فقد توفاه الله يوم 2 يناير 1959 وهو في الخامسة والخمسين من عمرة بعدما ترك من الأبناء اثنين عشاق للسويس هما الربان الجوى علي محمد حافظ وشقيقته الاذاعيه المرموقة في الإذاعات الاوربيه علا محمد حافظ .
ويمكن اعتبارا الدكتور محمد حافظ امتدادا تاريخيا لكل ابناء السويس المتميزين حيث أوقف لصالح أهالي السويس قبل مماته بعدة شهور قطعه ارض فضاء كان يمتلكها في ألملاحه
وفي عام 1979 وبمناسبة الاحتفال بعيد السويس القومي الخامس في عهد المحاسب احمد حلمي بدر محافظ السويس تم منحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي كما أطلق أسمه على المدرسة المقتطعه من مدرسه السويس الثانوية ألمقابله لديوان مجلس محلي محافظه السويس .
ومنذ عام 2004 اجازت لجنه ( التسميه ) بمحافظه السويس اطلق اسمه علي أحد شوارع المدينه التي كان يسكنها وعائلته في السويس .
والدكتور مهندس محمد حافظ موضع فخر للسويس ومصر حيث توجد باسمه قاعة ضخمه في جامعة كمبردج العالميه .
والي حته حلاوه جديده اخرى غدا باذن الله ان كان في العمر بقيه
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com