639 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
فى مثل هذه الأيام ابان حصار المدينه من قبل الصهاينه الملاعين سطر ابناء السويس ورجال القوات المسلحه والشرطه انبل البطولات .
فى مثل هذه الأيام تحديدا يوم 23 أكتوبر حمل التاريخ للسويس في طياته اسوأ اللحظات التي مرت علي المدينه يوم ان قامت الطائرات الاسرائيلية بغارات وحشية على شركة النصر للأسمدة واشعلت فيها الحرائق واصيب مبنى الثلاجة الرئيسية والحق بطريق عتاقة - الادبية اضرار جسيمة ولم يكتفي الملاعين بحصار للمدينه بل قاموا بقطع ترعة السويس المتفرعة من ترعة الاسماعيلية التي تغذي المدينة بالمياه العذبه .
فى مثل هذه الأيام كانت اكبر المشاكل التي واجهت الجميع سواء مواطنين او رجال القوات المسلحه هي مشكلة مياه الشرب خاصه بعد استيلاء العدو على صهاريج المياه الاحتياطية بشركتي الاسمدة والصناعات الكيماوية والنصر للبترول بأقامه سد ترابي بعرض الترعة الحلوة بالقرب من جبلاية ( السيد هاشم ) عند الهويس .
فى مثل هذه الأيام اعطي اللواء محيي خفاجي مديرامن السويس تعليماته للمقدم فتحي غنيم مسئول الدفاع المدني والحريق باستخدام ماكينات اطفاء الحريق في سحب ما تبقي من منسوب مياه الترعة وبالفعل نحج رجال ( الدقاع المدني ) في سحب حوالي 14000 متر مكعب من المياه العكرة تم وضعها في خزانات شركة جركو ( مصنع الثلج ) الحالي بحي الاربعين وكانت خطة المحافظ بدوي الخولي في تلك الايام لمواجهةىالنقص الحاد في المياه هي تخصيص الكمية المتوفره من المياه لتزويد الفرقتين 7 و19 مشاة في شرق القناة بحوالي م50 متر مكعبا يوميا لكل فرقه بجانب تزويد المخابز يوميا بخمسة أمتار مكعبة وثلاثة أمتار مكعبة لمستشفى السويس العام .. فيما ألقيت على عاتق الاهالي مهمة البحث بانفسهم عن المياه في الآبار القديمة التي كان يستخدموها السوايسه القدامي منذ قرن تقريبا .. وبالفعل نجح الاهالي المحاصرين في العثور على احد الآبارالقديمه داخل احد المحلات القديمه الخاصه بتصليح الاحذيه والتي كانت يخص احد المواطنين ويدعي ( ربيع ) وكان المحل يقع بالقرب من مسجد سيدى الغريب والبئر كان يسمي في السابق بـــ ( بئر سيدى المتبولي ) وقد مضي علي طمره حوالي ثمانين عاما .. وكان قد تم حفره قبل وصول مياه النيل الي المدينه عن طريق ترعة الاسماعيلية .
اتجهت مجموعه من الرجال لاستطلاع موقع البئر والقوا بجردل ( دلوا ) فاذا بالمياه التي في الئر لا تزيد عن نصف متر تم ارسال قليل منها الي مستشفي السويس لتحليلها بواسطه الدكتور محمد ايوب مدير الشئون الصحيه والدكتور سيد شريف مسئول الطوارئ بالمستشفي في تلك الفتره .. اثبتت التحاليل المعمليه التي اجريت أن مياه البئر صالحة للشرب ولا مانع من اضافه بعض من ماده الكلور زياده في الامان .
جيئ برجل من شيوخ المدينه المحاصره اسمه ( عم مبارك ) وقام بفتح البئر التي كانت مغطاه بغطاء من ( الحديد الزهر) وما ان قرات الفاتحه وتم وضع كميه من السكر داخل البئر حتي ارتفع صوت الاعالي والجنود بـــ ( الله واكبر ) ويجكي ان معدل تدفق المياه في اول ساعة قد بلغ حوالي 120 لترا .
ومع انتشار الخبر في كل انحاء المدينه حتي تجمع الناس بالجراكن البلاستيكيه والحديديه وتم بعون الله ملا الجركن الاول والثاني ثم الثالث والرابع ومازالت المياه تتدفق وماهي الا دقاائق حتي حضرت احد سيارات القوات المسلحه التي كانت قد حملت 160 جركن امتلئت ايضا بعون الله كل جراكنها في مده 40 دقيقه بمعدل اربع جراكن في الدقيقه الواحده .. وبعد مغادره اول سياره من سيارات الجيش الثالث حضرت اخرى تحمل 180 جركن ملئت ايضا بفضل الله خلال ساعه من وصولها .
وينتشر الخبر في كل انحاء المدينه غرب القناه وداخل سيناء في شرقها ويقف الاهالي في طوابير طويله ينقلون مياه ( بئر سيدى المتبولي ) علي ظهور البغال والحمير توفيرا للوقود.الذى كان في تلك الفتره شحيحا .
أستمرت مياه ( بئر سيدى المتبولي ) تتدفق ليل نهار دون انقطاع حيث لم يتغير لونها او طععها ولم تنقطع المياه عن التدفق يوما الا في حالات نادره مثل حالات التشاجر والتناحر التي كانت تحدث بين الاهالي بسبب اسبقيه الملآ ( سبحان الله ) وبسبب كثره المياه وتوافرها كان الناس يستخدمونها في اعمال النظافة وطرد المخلفات من دورات المياه في المنازل .
هكذا كتبت صفحات التاريخ صمود شعب بطل بحروف من نور ونار طوال مائة وواحد يوم .. ليس أمام الطيران العدو الإسرائيلي الغاشم ومدفعيته ودباباته بل امام نقص المياه ايضا .
تحيه لرجال السويس الابطال والي قصه جديده من قصص السوايسه الرجال الذين حافظوا بصمودهم على انتصارات قواتنا المسلحة الباسله وأستعادوا بصبرهم الكرامة المصرية والعربية خاصه في معركه الشرف والبطوله يوم الرابع والعشرين من اكتوبر عام 1973.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com