طباعة هذه الصفحة

ملحمة معركة رآس العش.. بداية شرارة حرب الاستنزاف

By تموز/يوليو 02, 2020 1896

تحل علينا اليوم ذكرى ملحمة عظيمة من الملاحم البطولية التى سطرها أبطال مصر من رجال قواتنا المسلحة البواسل ، و هى معركة رأس العش التى وقعت فى مثل هذا اليوم الموافق لتاريخ 1 يوليو 67

في مثل هذا اليوم الموافق لتاريخ 1 يوليو 1967 وقعت معركة رأس العش وهي إحدى معارك حرب الإستنزاف التى دارت بالقرب من ضاحية بورفؤاد عندما حاولت مدرعات العدو الإسرائيلي إحتلالها لكن قوة من الصاعقة_المصرية نجحت في صد  و دحر الإعتداء الإسرائيلي ، و كانت الحادثة بمثابة الشرارة التي أدت لإندلاع حرب الإستنزاف على ضفتي قناة السويس و التى إستمرت لنحو 3 سنوات

عندما إعتقد العدو الصهيونى أن الأمور إستتبت له فى سيناء بعد عدوان يونيو 1967 بات يعد العدة قاصداً النقطة الوحيدة التى لم يحتلها فى سيناء ألا و هى ضاحية بورفؤاد الواقعة على الضفة الشرقية في مواجهة بورسعيد بغية السيطرة عليها و إحتلالها لتهديد ميناء بورسعيد و قاعدة بورسعيد البحرية

بدأت المعركة فى تمام الساعة 8:30 من مساء يوم 1 يوليو 1967 حيث عبر رجال الصاعقة لقناة السويس لمنع تقدم العدو تجاه بورفؤاد و لمنع إرتداده تجاه القنطرة شرق و جرت هذه المعركة فى رأس العش و هى قرية صغيرة تقع جنوب بورسعيد بحوالى 14 كيلومتر و يحدها من الشرق و الغرب قناة السويس و تعتبر معركة رأس العش بداية إنحصار نكسة المؤامرة عن قواتنا المسلحة

عندما وصلت قوات العدو إلى منطقة رأس العش الواقعة إلى الجنوب من ضاحية جنوب بورفؤاد كان فى إنتظارها قوة مصرية محدودة مؤلفة من 30 بطلاً من رجال الصاعقة مزودين بالأسلحة الخفيفة

في حين كانت القوة الإسرائيلية تتكون من 10 دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في عربات نصف مجنزرة ، وحين هاجم العدو قوة الصاعقة المصرية قام رجالنا بالتصدى لهم متشبسين بمواقعهم و تمكنوا من تدمير 3 دبابات للعدو و قتل عدد من أفراده هو ما أجبر العدو على التراجع جنوباً ، وقد عاود العدو الهجوم مجدداً ، إلا أنه فشل في إقتحام الموقع بالمواجهة أو عن طريق الإلتفاف من الجنب و أسفرت المواجهة هذه المرة عن تدمير عدد من العربات المحنزرة بمن فيها إضطر بعدها العدو إلى الإنسحاب و بعد هذه الهزيمة لم تحاول إسرائيل محاولات السيطرة على بورفؤاد مرة أخرى و ظلت تحت السيادة المصرية و سيطرة أبطال قواتنا المسلحة حتى قيام حرب أكتوبر المجيدة فى أكتوبر 73

بلغت خسائر العدو فى معركة رأس العش 3 دبابات و 11 مدرعة و أكثر من 36 قتيل و جريح

وقد تحدث الفريق محمد فوزى عن معركة رأس العش قائلاً : قام العدو يوم 1 يوليو 1967 بالهجوم على جنوب الموقع بقوات قوامها سرية دبابات عشر دبابات مدعمة بكتيبة مشاة و وحدة مهندسين ، يعاونها سرب طائرات مقاتلة قاذفة ، و هجم العدو بالمواجهة على موقع رأس العش بدباباته ، و لكنه فشل ، فطلب معاونة طيرانه فى الهجمة الثانية ، و قامت الدبابات تعاونها الطائرات بالهجمة الثانية ، و لكنه فشل ، و دمرنا له ثلاث دبابات و قتل بعض أفراده ، ثم حاول الإلتفاف على يسار الموقع للهجوم ، و لكن ملاحة بحيرة الطينة كانت مانعا بالنسبة لدباباته ، فحاول إقحام المشاة من الجنب فى الملاحة مؤيدة بنيران الدبابات من المواجهة و الطيران من كل جانب و لكنه فشل للمرة الثالثة و  يضيف الفريق فوزى : كان لتصميم رجال هذا الموقع ، و حسن تحصينهم فى الأرض مع دقة إستخدام الألغام المضادة للدبابات ، و نيران مدفعية الميدان من الجانب الغربى ، أثره فى صمود هذا الموقع ، و خسارة العدو الذى لم يجرؤ بعد ذلك على محاولة إزالة هذا الموقع طوال مدة الحرب ، و أصبح هذا الموقع بصمود مقاتليه القدم الوحيدة لنا فى سيناء

 وقد كان الرئيس جمال عبد الناصر يتابع تفاصيل المعركة دقيقة بدقيقة ، من خلال تليفون نقطة رأس العش المحول على بيته فى منشية البكرى ، و فى تمام الثانية صباحاً أصدر الرئيس أوامره بمنح كل أبطال العملية النياشين و الأوسمة و ترقيتهم إلى الرتب الأعلى

قيم الموضوع
(0 أصوات)
محسن الحديري

أحدث مقالات محسن الحديري