589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
بدايتى فى القوات المسلحة
بدايتي فى القوات المسلحة مع التجنيد في 3/3/1968 وذلك عندما حصلت على الثانوية العامة علمي بمجموع ضعيف لم يؤهلني للالتحاق بالجامعة ،
جندت ضمن قوات المشاة الميكانيكية و بدأت التدريبات العادية الى أن تشرفت بالسلام على الرئيس الراحل
جمال عبد الناصر عام 1969 في منطقة دهشور حين جاء ليسلمنا الدبابات البرمائية حاملة الجنود ، بعدها حصلت على دورات خاصة في منطقة الهايكستب في ذلك الوقت و كانت التدريبات في كيفية التعامل مع إمكانات العربة البرمائية ذات مدفع البازوكا و الرشاش 39 باستخدام أجهزة رؤية ليلية ذات تقنية عالية .
و مازلت أتذكر ما كنا نقوم به من تدريبات شاقة على أعلى مستوى بدءا من شهر يناير حتى شهر ديسمبر من كل عام في مناطق شبيهه تماما بميدان المعركة على الجبهه في القناة ، تكررت هذه التدريبات على مدار السنوات الأربع الى أن وصلنا لدرجة الاحتراف في القتال فى التعامل مع البرمائية بأسلحتها المختلفة و كان التنافس شديد فيما بيننا للوصول الى الدرجة القصوى في استخدام المدفعين المثبتين على العربة البرمائية .
الصورة الكاملة لمناورات العبور في احدى مناطق غرب القاهرة بالقرب من الخطاطبة مازالت راسخة في ذهني حتى الأن مع بداية شهر رمضان ، أيام قليلة قبل المعركة الفاصلة ، قمنا بالانتقال الى الجبهة مباشرة كل ذلك والأمور عادية ولم يخطر ببالنا إن شيء ما في الأفق سيحدث ، دفعة زملائنا الاحتياط التي سرحت واستدعت مرة أخرى تغادرنا ثانيا كل الى بلده بالملابس المدنية متوجهين الى قطار السويس – القاهرة بشعورهم الطويلة و ابتسامتهم و ضحكاتهم العالية و هم يودعونا ......... لكم تمنيت وقتها ان اعود الى بلدي و أستكمل تعليمي و التحق بالجامعة ، عدنا ثانية الى مواقعنا نستمع الى الراديو و نمارس حياتنا العادية حتى صباح يوم السادس من اكتوبر .
و في يوم 6 أكتوبر و في الساعة العاشرة صباحا تلقينا الأوامر بالاستعداد التام وتم رفع درجة الاستعداد الى القصوى ، تساءلنا جميعا فيما بيننا ... هل هناك معركة بالفعل ؟! ... كل الشواهد حولنا وما نسمعه في الراديو أمور عادية ، اختلفنا فيما بيننا طوال الساعات التي سبقت البداية العظيمة .
جميعنا داخل الدبابة البرمائية ، كل في مكانه ، الجميع مقتنع تماما بان الأمور عادية جدا ، وما هذا الا نوع من التدريبات المعتادة ، ثم تأتينا الأوامر بأن نلقى بكل شيء غير ضروري الى الخارج و تركه مع المؤخرة ، بدأنا بسؤال بعضنا البعض .... هل هناك معركة أم لا ؟! .... و لكن لا إجابة .... حتى جاءت لحظة الحسم ، أسراب من الطائرات المصرية تملا سماء المنطقة بالقرب من السويس في اتجاه سيناء الحبيبة ، دقائق قليلة و تلتهب السماء فوق منطقة شرق القناة نحو العدو الإسرائيلي ..... وقتها فقط أيقنا إنها ... المعركــــــة ... النيران تشتعل في النقط الحصينة للعدو .
عند آخر ضوء يوم السادس من أكتوبر بدأنا نتحرك بدباباتنا نحو الشرق مقتربين من مدينة السويس ، ثم توقفنا ، لتنفيذ الأوامر بتحصين أنفسنا و تمويه عرباتنا ، بينما المدافع تدك حصون العدو ثم الطيران ثم المدفعية ليلا ، لم نستطع العبور في ذلك اليوم لعدم تجهيز منازل و مطالع في النقط الحصينة ، في اليوم التالي للمعركة كان دور الصواريخ المصرية العظيمة ، و طائرات العدو تتساقط كالذباب ، مع الساعات الأولى لفجر اليوم الثالث نتحرك بدباباتنا و نعبر القناة .
اللــــــــــه أكبر .... اللــــــــــه أكبر
كان يرددها الجميع ، المسيحي قبل المسلم ، الجميع أخوة في السلاح ، المعركة لنا جميعا و بنا جميعا ، و استرجاع الأرض تحتاج الى تضافر الجهود ، كم كانت هذه اللحظة رائعة ، فاصلة ، عظيمة ، و تاريخية .
و ها نحن الآن في اليوم الثالث للمعركة فوق سيناء الباسلة ، أروع ما في تلك اللحظات إنها كانت حلم بالنسبة لنا جميعا ، الآن تتقدم الفرقة التاسعة عشر مشاة ، التي التحقنا بها وقت المعركة ، لنواجه معركة من أبرز المعارك وأشرسها عرفت باسم ( معركة جبل المر ) التي خاضها الجيش الثالث ، واستمرت لعدة أيام عرفت وقتها بمعركة الدبابات ، كانت بالقرب من منطقة عين موسى في البر الشرقي من القناة ، استمات الإسرائيليين في الدفاع عنها على أمل وقف الزحف المستمر لقواتنا الباسلة ، وحاولوا صد أكثر من هجوم لقواتنا و لكن كانت هناك كلمة السر التي هزت كل أرجاء المنطقة بأكملها ... ( اللــــــه اكبر ) ، عند شمس اليوم الثالث أو الرابع للمعركة إذا بجنودنا من قوات المظلات يعودون و معهم المئات من الإسرائيليين الذين بقوا على قيد الحياة و استسلموا لقواتنا ، و مازلت احتفظ بصفحة الجريدة التي كتب فيها الأستاذ جمال الغيطانى مقالة عن تلك المعركة ( جبل المر ).
تدوين : سامح طلعت
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com