454 زائر، وعضو واحد داخل الموقع
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)
أخر أيه لفظها الشهيد قبل أن يفارق أسرته .. هو بطل من قواتنا المسلحة ظل دائما يقاتل في مقدمة جنوده في وحدات بناء الكباري بسلاح المهندسين، إنه البطل الشهيد لواء مهندس "أحمد حمدي عبد الحميد"نائب مدير سلاح المهندسين وقائد قوات الكباري فى العبور.
ولد في 20 مايو 1929 بالمنصورة وتخرج في هندسة القاهرة قسم الميكانيكا في يونيو عام 1951 والتحق بالقوات الجوية في 18 أغسطس من نفس العام ثم انتقل إلى سلاح المهندسين عام 1954 وأهم دراساته حصوله علي دورة القادة والأركان من أكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي بامتياز ودورة إستراتيجية تعبوية بأكاديمية ناصر العسكرية بامتياز ودبلوم الدراسات العليا في الهندسة الميكانيكية من هندسة القاهرة عام 1957 وعن حياته العسكرية عمل بورش سلاح الطيران ثم المهندسين وكان قائدا لإحدى وحدات المهندسين بالمنطقة الشرقية وخلال هذه الفترة شارك في العديد من الأعمال الفدائية وحصل علي فرقة الصاعقة رقم 1 للضباط وفي حرب عام 1967 كان يعمل نائبا لرئيس المهندسين بقيادة المنطقة الشرقية وساهم في التخطيط والتجهيز الهندسي لمنطقة سيناء وكان صاحب فكرة نقط المراقبة علي أبراج حديدية عالية علي الشاطئ الغربي للقناة بين الأشجار لمراقبة تحركات العدو واستمر عمله في الجيش الثاني وتولي قيادة المهندسين المخصص لتنفيذ الأعمال الهندسية بالجيش الثاني والتي كانت القاعدة الأساسية لحرب أكتوبر 1973
من واقع شهادة زملائه الذين عملوا معه تميزه بقوة العزيمة ودماثة الخلق ، ومع أسرته كان طيبا وودودا ويقضي وقته القليل في اللعب واللهو مع أولاده ، وكان عندما يأتي إلى المنزل يعلمهم الوضوء وقواعد الصلاة وكيفية قراءة القرآن وحثهم على حب الوطن والمذاكرة والنجاح ويصطحبهم إلى الأهرامات ويحكي لهم عن عظمة المصريين ومصر وجمالها .
أحداث النكسة 67 تركت أثرا لدىة ولدي كبار القادة والعسكريين ، كان لا يتحدث مع احد ، وقال أحد أصدقائه عقب لقائه بالإسكندرية قبل النكسة مستعرضا حديثه عن أحوال الجيش وقتها كان يائسا وحزينا بل قال بأن الجيش سيتعرض لنكسة وسيتمزق إذا دخل الحرب وكان يمسك بورقة في يده وقد مزقها بين أصابعه وهو يشير إلي أن هذا ما سيحدث لجيشنا وقد حدث فعلا في 5 يونيو 1967.
في عام 1971 كلف بتشكيل وإعداد لواء كباري جديد كامل والذي خصص لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني وقام بتشكيل اللواء واستكمال معدات وبراطيم العبور وكانت تصنع بورش المهندسين والشركات المدنية بإشرافه وطور من الكباري الروسية لتلاءم ظروف القناة وساهم في التغلب علي الساتر الترابي الذي يشبهها للتدريب علي القيام بالمهام التي سيكلف بها لتأمين عبور الجيش الثالث الميداني
وعن معركة أكتوبر 1973 هذه الفرصة كان ينتظرها بفارغ الصبر وأعد نفسه لها وأحسن الإعداد وعندما رأي أبناء مصر الأبرار يعبرون القناة أدرك قيمة تخطيطه وجهوده السابقة في الإعداد لوحدات المهندسين عامة والكباري خاصة وكان إدراكه السليم لأهمية عمليات المهندسين باعثا أكبر لبذل المزيد من الجهد من أجل تذليل الصعاب التي قابلت وحداته العابرة غير عابئ بما تتعرض له وحداته وروحه من خطر وقاد الشهيد وحدات كباري الجيش الثالث علي أعظم عمليات العبور وأعقدها في الحرب الحديثة والتي شهد لها العالم بأسره الأعداء قبل الأصدقاء وعندما أعلنت ساعة الصفر وعند بدء تحرك وحدات الكباري إلي القناة للإسقاط لتجهيز المعابر والكباري طلب من قيادة الجيش السماح له بالتحرك شخصيا من مقر قيادته إلي القناة ليشارك أفراده في العمل من أول وهلة وبعد وقت قصير بدأت المعركة واستمر طوال الليل بلا نوم وأكل ولا راحة متنقلا من معبر لآخر حتى اطمأن على بدء تشغيل معظم المعابر والكباري وصلي بعدها ركعتي شكر لله علي رمال سيناء الطاهرة.
في مساء 13 أكتوبر اتصل بأسرتة وتكلم معه ابنه وقال له خلي بالك من نفسك يابابا.. فرد عليه وأنت كمان ياعبدالحميد خللي بالك من نفسك ومن إخوتك ووالدتك؟
قبلها رأت السيدة زوجتة رؤيا أثناء إجازته القليلة حيث شاهدته مصابا بجرح وملقي علي الأرض وسط مجموعة من الجنود والضباط واستيقظت من النوم في حالة فزع حتي شعر بها وأخبرته برؤية حلم مزعج ، فسألها هل رأيت الكوبري؟ قالت نعم فسألها هل الكوبري سليم؟ قالت له نعم سليم .. فقال" الحمد لله" وسافر للجبهة في صباح اليوم التالي .
وكان دائما يقول إن كل طلقة مكتوبة باسم صاحبها ولا أحد يأخذ طلقة لا تخصه ويردد الآية "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "
استشهد يوم 14 أكتوبر ، وتقول السيدة زوجتة عندما علمت بالخبر :
لم نعرف إلا في يوم 21 أكتوبر وأحمد الله الذي منحني القوة والصمود وفي هذه اللحظة أدركت أن قلبي كان صادقا في هواجسه وأن عقلي كان يرفض التفكير المنطقي في تفسير غيابه المفاجئ عنا احتضنت أبنائي الثلاثة أمنية 12 سنة وعبدالحميد 10 سنوات ونجلاء 4 سنوات وعاهدت الله علي أن أواصل رسالتي معهم مثلما كان يريد تماما واستشهد أثناء مساهمته بجهده الجسدي بجوار جنوده في إعادة إنشاء كوبري لضرورة عبور قوات لها أهمية خاصة وضرورة تطوير وتدعيم المعركة وأثناء ذلك ظهرت فجأة مجموعة براطيم غارقة متجهة بفعل تيار المياه إلي الجزء الذي تم إنشاؤه من الكوبري معرضا هذا الجزء لخطر التدمير وبسرعة بديهة وفدائية قفز إلي ناقلة برمائية كانت تقف علي الشاطئ قرب الكوبري وقادها بنفسه وسحب مجموعة البراطيم وابعدها عن منطقة العمل ثم عاد لمباشرة استكمال عملية التركيب وفي اللحظة الأخيرة عند الانتهاء من إنشاء الكوبري أصابته إحدى الشظايا المتطايرة وهو بين جنوده وكانت الإصابة الوحيدة والمصاب الوحيد ولكنها كانت قاتلة وارتفعت روحه إلي السماء شهيدا.
نال الشهيد تكريما خاصاً حيث أطلق اسمه علي أول دفعة تخرجت في الكلية الحربية بعد حرب أكتوبر، وتم إطلاق اسمه علي نفق قناة السويس نفق الشهيد أحمد حمدي
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com