473 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
تجددت حالة الجدل داخل الأوساط الدينية اليهودية المتزمتة في إسرائيل وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، حول تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي.
واندلعت حالة من الغضب بوسائل التواصل الإسرائيلية خاصة بعد مقتل المجندة الرقيب إيليا بن نون مع زميلها اللذين كانا يناوبان في إحدى نقاط الحراسة على الحدود المصرية – الإسرائيلية، ما اعتبره هيليل روزين المراسل والمحلل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية المحسوبة على معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، بوضع مجند ومجندة لمدة 12 ساعة بمفردهما في مكان خال بالوضع "المعيب"، واعتبره بعض مشاهير السوشيال ميديا سببا في حدوث "توتر جنسي"، أفقد الجندي وزميلته اليقظة الضرورية للعمل في هذه الأماكن الحدودية الحيوية.
وحول هذه الإشكالية داخل المجتمع الإسرائيلي، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة "عين شمس" المصرية في تصريحات خاصة لـ RT، إن تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي يرجع إلى سببين رئيسيين الأول قلة أعداد المستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة بالمقارنة مع الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، والمخزون البشري العربي الهائل في الدول العربية المحيطة.
وأضاف: "أدرك قادة الحركة الصهيونية مع تأسيس الكيان حقيقة التفوق العددي العربي منذ اللحظة الأولى، واعترفوا بأكذوبة المقولة الدعائية الصهيونية (فلسطين أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض)، لذلك تبنى دافيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل فكرة تجنيد النساء اليهوديات لتعويض النقص العددي، وأطلق مقولته المشهورة: "نحن قليلون وأعداؤنا كثيرون".
وأوضح عبود أن هذه الفكرة لاقت قبولا، وصارت إسرائيل أول دولة في العالم تفرض التجنيد الإجباري على النساء!.
وتابع: "السبب الثاني لتجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي يرجع للعقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي، وفي جوهرها، أن إسرائيل بالسيف تعيش، ومن ثم فإن تل أبيب في حاجة ماسة إلى حشد كل القوى البشرية المتاحة من نساء ورجال نظرا لتعدد الحروب التي تشنها إسرائيل كل فترة!".
وفيما يتعلق بتجنيد النساء على الحدود المصرية، قال المحلل السياسي في الشأن الإسرائيلي: "أنشأت إسرائيل منذ العام 2004 عدة أنساق عسكرية لتأمين الحدود المصرية الإسرائيلية مثل كتيبة كاراكال، وكتيبة برديلاس وغيرها، وأدرجت فيها الفتيات الإسرائيليات نظرا للطبيعة الهادئة والآمنة لهذه الحدود بالمقارنة مع الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، ونقاط الاشتباك المتواصل مع الضفة وقطاع غزة".
وأضاف الدكتور عبود: "يقر الإسرائيليون بأن مصر تحافظ على تأمين حدودها بشكل عام، وتلتزم بمعاهداتها واتفاقياتها التزاما بالغا، وتحترم القوانين والمواثيق الدولية. وبشكل عام، تدور معظم مهام وحدات التأمين الإسرائيلية على الحدود المصرية في مجال مكافحة التهريب، والمهام التأمينية الاعتيادية. وتكاد أيام الخدمة العسكرية على هذه الحدود التي تمتد لمسافة تصل لحوالي 250 كم تمر بلا أية إثارة، لذلك تعرب كثير من الفتيات الإسرائيليات عن رغبتهن في الخدمة في هذه المناطق الهادئة والبعد عن النقاط الملتهبة والخطيرة أمنيا".
وعن أبرز التحديات التي تواجه هذا الموضوع من ناحية المجتمع "اليهودي المتزمت"، قال عبود: "من جهة المجتمع اليهودي المتدين، نجد أن كبار الحاخامات وجماهير اليهود المتدينين ترفض وبشدة تجنيد النساء في الجيش الإسرائيلي، فمن ناحية ترى هذه القطاعات المتشددة دينيا أن المرأة مكانها البيت، وأن الاختلاط بين الرجال والنساء في أماكن العمل أو معسكرات الجيش من المحرمات".
وأضاف: "يشكو الجنود المتدينون من أن المجندات في ظروف الخدمة العسكرية بالكتائب والوحدات قد يتخففن من الملابس مما يثير يجرح مشاعرهم الدينية. لذلك يفتي كبار الحاخامات بحرمة الاختلاط بين الرجال والنساء في الجيش الإسرائيلي، ويدعون المتدينين لرفض الخدمة العسكرية في الوحدات المختلطة".
وأوضح أن المثير للتأمل أن النقاش في تل أبيب حول قضية مقتل الجنود الإسرائيليين على الحدود الأسبوع الماضي، انحرف هذا الأسبوع في اتجاه غير متوقع، ففي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل حالة حداد بسبب مقتل المجندة ليا بن نون 19 سنة، أبدى بعض الإعلاميين ومشاهير الشخصيات على شبكات التواصل الاجتماعي امتعاضهم من فكرة أداء المجندة الخدمة العسكرية على الحدود مع جندي شاب في "كشك معزول"، وبقائهما وحدهما لمدة تصل 12 ساعة.
وأضاف أنه مع ذلك يجب الإشارة إلى أن المرأة الإسرائيلية مازالت عنصرا مهما في تركيبة الجيش الإسرائيلي على الرغم من ارتباط وجودها برفض الحاخامات، ومعارضة الجنود المتدينين، والنزعة الذكورية التي تحكم التعامل معهم، وأخيرا فضائح تحرش جنسي متكررة يتورط فيها صغار الجنود مثل كبار الضباط.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com