ما هو ذات الرئة الاستنشاقية
ذات الرئة والقصبات الحادة هو الالتهاب القصبي الرئوي الناتج عن دخول المحتويات الفموية البلعومية أو المعدية الى المسالك التنفسية السفلية مما يعني اختراق الأجسام الغريبة للرئتين , مما يتسبب بالعديد من المتلازمات اعتماداً على طبيعة وكميّة المواد المُستنشقة اضافة الى تكرارها . تتسبب ثلاثة أنواع من المواد بثلاثة أنماط من متلازمات الالتهاب الرئوي , حيث ان استنشاق الأحماض المعدية يتسبب بالالتهاب الرئوي الكيميائي , أما استنشاق البكتيريا من المنطقة الفموية البلعومية فيتسبب بالالتهاب الرئوي البكتيري وأخيراً يتسبب استنشاق الزيوت ( المعدنية او النباتية ) بالالتهاب الرئوي الشحماني الخارجي الذي يُعد نادر الحدوث مقارنة بالنمطين السابقين . يعتمد موقع حدوث الارتشاح الرئوي على الجاذبية اضافة الى وضعية المريض , الا أنه يشيع ان يتأثر الفص الرئوي الأيمن الأوسط والسُفلي وذلك نظراً لاتساع القطر الداخلي والتوجه العامودي للقصبة الرئوية اليُمنى . في حال استنشاق المُصاب للمواد في وضعية الوقوف فان ذلك يتسبب بالارتشاح الرئوي في الفص الرئوي السفلي ثنائي الجانب , اما الفص العلوي الأيمن فيشيع عند مُدمني الكحول الذين يستنشقون المواد عادةً في وضعية الاستلقاء . تتعدد الحالات التي تهيء المريض للاصابة بذات الرئة الاستنشاقية بنمطه الكيميائي والبكتيري خاصة تلك الحالات التي تؤثر في وعي المريض مثل : - ادمان الكحول , - نوبات الاختلاج , - فرط جرعة المخدرات , - السكتة الدماغية , - التخدير العام والكتلة الداخل قحفية . أما عن الاضطرابات المريئية التي تتسبب بذات الرئة الاستنشاقية فتتمثل بالارتداد المعدي المريئي , عُسر الهضم , الورم المريئي و التضيّق المريئي . اما الاضطرابات العصبية المُتسببة بالالتهاب فتتمثل بالخرف , داء باركنسون , الوهن العضلي الوبيل , الشلل البصلي الكاذب والتصلب المتعدد .
اسباب ذات الرئة الاستنشاقية
تنتج الاصابة بذات الرئة الاستنشاقية بشكل رئيسي عن الاختلال الوظيفي في آليات عملية البلع والناتجة عن الاصابة بعدد من الاضطرابات العصبية مثل : - السكتة الدماغية , - التصلب المُتعدد , - التسمم . كما تنتج عن عوامل علاجية المنشأ كما في التخدير العام أثناء العمليات الجراحية مما يستدعي امتناع المريض عن الطعام لأربعة ساعات على الأقل قبل الخضوع للعملية .
الفسيولوجيا المرضية ل ذات الرئة الاستنشاقية
ينتج الالتهاب الرئوي الكيميائي عن التفاعل الالتهابي المتني المرتبط بزيادة حجم المُكونات المعدية وفي الواقع فان استنشاق كميّات كبيرة منها يتسبب بالضائقة الرئوية خلال ساعة واحدة , ويشيع هذا النمط عند الأشخاص الذين تختل حالة الوعي لديهم لاصابتهم بالصرع , تواجد كتلة في الجهاز العصبي المركزي , التعرض لحادثة وعائية دماغية وفرط جرعة المخدرات أو بعض العقاقير الدوائية . أما الالتهاب الرئوي البكتيري فيشيع عند الأشخاص الذين تختل لديهم تقنيات دفاع المسالك التنفسية التي تدفع المواد المُسببة للالتهاب خارج الجزء السفلي من القناة التنفسية كالمنعكس البلعومي , السُعال , الحركة الهدبية وغيرها من الآليات المناعية .
أعراض وعلامات ذات الرئة الاستنشاقية
تظهر أعراض ذات الرئية الاستنشاقية على النحو التالي : - الحُمى او انخفاض درجة الحرارة . - تسرع النفس . - تسارع نبض القلب . - تناقص صوت التنفس . - تبدل الحالة العقلية . - نقص تأكسج الدم . - انخفاض ضغط الدم . - كما تظهر على بعض المُصابين علامات وأعراض العوامل المرضية المُسببة لذات الرئة الاستنشاقية .
تشخيص ذات الرئة الاستنشاقية
يتم تشخيص الاصابة بذات الرئة الاستنشاقية بدمج التظاهرات السريرية , الأدلة الاشعاعية والنتائج المخبرية لزراعة السائل المُرتشح ويُوصى بضرورة خضوع المُصاب بذات الرئة الاستنشاقية و الذي تظهر عليه علامات الانتان الدموي أو الصدمة الانتانية لمزيد من الفحوصات المخبرية . نظراً لتسبب استنشاق الجزيئات الغذائية وغيرها من المواد كأجزاء الأقراص الدوائية بالاصابة بذات الرئة الاستنشاقية فان تشخيصها يتم من خلال الفحص النسيجي المخبري للخزعة الرئوية . يكشف التصوير الاشعاعي في حالة الالتهاب الرئوي الكيميائي عن تواجد المواد الراشحة في واحد أو كلا فصي الرئة السفليين كما يكشف عن الوذمة الوعائية المنشرة في الرئتين . أما في النمط البكتيري اللاهوائي فيكشف التصوير عن تواجد المواد الراشحة بنمط مُجوف أو غير مُجوف في أحد الأجزاء المُستقلة للرئتين كالأجزاء الخلفية لفصوص الرئتين العلوية والأجزاء العلوية للفصوص السفلية .
علاج ذات الرئة الاستنشاقية
تتعدد الخطوات المُتبعة في وحدة الطواريء لاستعادة استقرار المسالك التنفسية وبالتالي ضمان سلامة التنفس والدورة الدموية ومنها الشفط المريئي البلعومي والقصبي للتخلص من المواد الراشحة للرئتين . اما عن حاجة المريض الى التنبيب وبشكل متكرر فيعتمد على حالة تأكسج دم المريض , حالته العقلية , علامات زيادة جهد التنفس وزيادة فرصة الاصابة بالفشل الرئوي .
الوقاية من ذات الرئة الاستنشاقية
يُوصى باتباع عدد من الخطوات الوقائية وخاصة في حال اختلال حالة الوعي عند الانسان كاتخاذه لوضعية الاستلقاء الجزئي وبزاوية 30 - 45 للرأس مما يُقلل من خطر ذات الرئة الاستنشاقية المؤدي الى الالتهاب الرئوي . أما في حالة الاختلال الوظيفي لعملية البلع يُوصى بعدد من الخطوات كتناول الأطعمة اللينة والخفيفة , تصغير حجم اللُقمة , الحفاظ على انثناء الذقن وانحناء الرأس اضافة الى استكمال عملية المضغ . يُعد استخدام مُضادات الحموضة ومُثبطات الهيستامين اجراءاً شائعاً للتخلص من الافرازات المعدية التي تزيد من فرصة الالتهاب الرئوي .
مضاعفات ذات الرئة الاستنشاقية
تتمثل مضاعفات الالتهاب الرئوي ذو النمط الكيميائي بالفشل الرئوي الحاد و متلازمة الضائقة التنفسية الحادة أما النمط البكتيري فتتمثل مُضاعفاته بالاندفاق شبة الرئوي , النفاخ الرئوي , الخراج الرئوي , العدوى الثانوية والناسور القصبي الجنبي .