بريطانيا تكشف حقيقة الجاسوسة “فيفى” !

كشف أرشيف المحفوظات الوطنية في بريطانيا عن هوية الجاسوسة (فيفي) المذهلة في زمن الحرب العالمية الثانية وهي الفاتنة الشقراء التي تم توظيفها لاغراء الجواسيس المتدربين من بلدها للتأكد من مدى قدرتهم على القيام بمهمتهم وعدم الافصاح عن أسرارهم.
وعلى مدى عقود تم رفض فكرة وجود العميلة السرية (فيفي) إبان الحرب العالمية الثانية، باعتبارها ضرب من الخيال. وكان رؤساء الامن يتضاحكون ويسخرون من وجود الموظفة الشقراء الجميلة التي كانت مهمتها تتمثل في إغراء الجواسيس المتدربين البريطانيين على إفشاء الاسرار.
وبعد قرابة سبعين عاما من ذلك ، تأكد وجود الجاسوسة (فيفي) وهو الاسم الحركي لها، وتم الكشف عن هويتها وأنها هي ماري كريستين شيلفر وقد وظفت في سن 22 عاما من جانب السلطة التنفيذية للعمليات الخاصة في زمن الحرب في دور سري للغاية ومستتر بحيث كانت معروفة فقط لحفنة قليلة من الناس.
وأفادت ملفات الارشيف الوطني بأنه عقب التقاعد من الخدمة، عاشت (فيفي) حياة مجهولة في غابة (دين) وخصصت جل وقتها وبقية حياتها لرعاية والاهتمام بالحيوان ورعاية حديقتها. وتوفيت في عام 2007.
وذكرت صحيفة (ذا تليجراف) البريطانية اليوم الاربعاء، أنه كشف عن تفاصيل حكايتها غير العادية في وثائق الارشيف الوطني، التي وصفت السيدة الشابة بأنها تتسم بذكاء متقد وشجاعة غير عادية وحسنة المظهر بصورة لافتة للنظر ولها رصيد لا يقدر بثمن لجهود الحرب في بريطانيا.
وفي ذات مرة تظاهرت بأنها صحفية فرنسية، وكانت بارعة في إجادة عدة لغات أوروبية، وكانت مهمتها تتمثل في التقرب من المتدربين الشبان ، من خلال شخصيتها الجذابة ومهاراتها الرائعة، والانخراط معهم في الحوار لتكتسب ثقتهم خلال حفلات العشاء والشراب وتجتذب اهتمامهم وتستقي منهم المعلومات. وكانت التقارير التي تكتبها تقرر ما إذا كان المتدربين الجدد جديرين بالثقة في القيام بمهام خارجية، ولذا وبالنسبة للبعض منهم كانت فيفي تمثل نهايتهم وسقوطهم في المهمة المكلفين بها.
وأشارت التقارير بأن كريستين ولدت في لندن وترعرعت في مسقط رأس أمها في لاتفيا حيث تلقت تعليمها في مدرسة ألمانية في مدينة (ريجا)، ثم درست في جامعة (سوربون) في باريس وعندما اندلعت الحرب احتجزت في (بيزنسون) بشرق فرنسا، ثم هربت وشقت طريقها إلى المملكة المتحدة في عام 1941.