ظل السويس المعذبه في قصص محمد ابوب

بقلم الكاتب : محمد حمدان
شئ ما في كتابات محمد ايوب القصصيه , شئ ما يثير التامل والحيرة في كتابات ذلك القاص المبدع محمد ايوب صاحب القلم المغموس في ثنايا المعذبين الناتج عن احساسه المرهف بالانسان البسيط في صورته البسيطه ولايستطيع القارئ ان يتجاوز هذا الاحساس وهو يقرا هذا العمل القصصي المتميز لهذا الشاب الواعد .
في مجموعته القصصيه ( شارع 217 سابقا ) التي اصدرها دار ( ممر للنشر والتوزيع ) سلسله من القصص الشيقه اختار محمد ايوب شخوصه المختلفه من اروقه الشارع المصرى في النادى ووسائل المواصلات والمواقع الحيويه التي يبدو انه مغرما بها غراما شديدا .. فاثنتا عشر من مجموعته القصصيه التي تبلغ ثماني عشر قصه تدور معظم احداثها في الشوارع المكتظه او في الاماكن الشهيرة التي يتجمع فيها الشباب وتبدو بعض تلك الشخوص مكدودة مرهقه تعاني من الشقاء والمعاناة اليوميه خلال رحله البحث عن لقمه العيش .
تامل عزيزى القارئ في قصته ( الكوخ ) مثلا حينما وصف معاناة الناس طمعا في مأوى انساني ومسكن صحي مناسب للبشر حيث يخرج من الكوخ القابع داخله رجل اشعث الراس يغوص في بركه الصرف الصحي ويبدو هذا الرجل مستمتع بقطرات الماء النظيفه التي بللت شعر راسه الطويل المتشابك .
هذة الصورة الادبيه الراقيه في المجموعه القصصيه ( شارع 217 سابقا ) اختار محمد ايوب لها شريحه اجتماعيه مطحونه والتفسير الرمزى لهذا الابداع يقدم افضل قراءة لحاله انسانيه تتسامي علي اى تفسير وهو ما فعله القاص الشاب ( محمد ايوب ) في اكثر من قصه في مجموعته التي قدمت احسن تفسير للحاله التي حاول ان يدسها في ثنايا العمل .
بدا حبيبي الغالي محمد ايوب امتهان العمل الادبي مع القصه القصيرة مبكرا محاولا ايجاد طابع خاص به حيث اصبح احد رموز شباب هذا الجيل في هذا المجال واصبحت القصه القصيرة موطنه الذى نبغ فيه وتاثر به خاصه وانه يميل وينحاز الي الطبقه الكادحه معبرا عن سكان الاحياء الشعبيه كونه نشا وترعرع في حي الاربعين احد الاحياء الشهيرة في السويس .
تحيه حب واعتزاز بالقاص الشاب محمد ايوب .