من كتاب تجربة مدينه وهى تجربة السويس،،، سينما الخندق

كتب: محسن خليفة
ادعوا للأستاذ حامد حسب بالشفاء
رجل لم يتلون مع كل نظام ،صاحب موقف سياسى ومبادئ ثابته ، قد تختلف أو تتفق معه ولكنه رجل وهو حليف و شريف وهو خصم ، رجل سجل للتاريخ تجربة مدينتنا خلال حرب 1967 و حرب الاستنزاف من خلال كتابه تجربه مدينه ، عشق السويس ليس بالكلمات المهترئه ولكن بالفعل و الكلمة الصادقة.
من كتاب تجربة مدينه وهى تجربة السويس،،، سينما الخندق،،،تأليف الأستاذ حامد حسب
بعد صدور قرار التهجير للسوايسه واغلاق المدارس لتمكين القوات المسلحة من حريه الحركه وتقليل الخسائر البشريه تحولت المدينة الى معسكر وتحولت المدينة الى مجتمع خشن.
وقد أقيم خندق فى كل حى وكل شركه يلجأ اليه المواطنون خلال الغارات لفترات زمنية طويله وذلك أثناء حرب الاستنزاف وأصبح هناك مجتمع آخر يسمى مجتمع الخندق حيث ربطت افراده علاقات انسانيه فيقتسمون الطعام و الشراب والسجائر
كانت شعارات سياسه المرحلة هى ، مرحلة الصمود و التمسك بالارض و مرحلة الردع و الدفاع النشط ثم مرحلة الردع.
طرح المؤلف سؤال على نفسه ،،ماذا يقدم الى هذا المجتمع وكيف يلتزم به ؟
فى بداية سنه 69 كانت تعرض أفلام سينمائيه داخل قصر الثقافة و لكن ظهرت عقبتان ، الاولى عدم امكانية العرض خلال الاشتباكات و الثانيه عدم ملائمه المتاح من أفلام فى الثقافة الجماهيرية و تتناسب مع دعم روح الصمود و التصدي لليأس.
مع طول فترات الاشتباكات داخل الخنادق وانفلات الاعصاب أو يغشى الناس نوبات صوفيه أو صمت البعض الاخر أو بكاء فى صمت أو أخرين يميزون بين الانفجارات ،، الطلقه دى من عندنا ،، الطلقه دى من عندهم.
فشلت جهود الحصول على أفلام تخدم الهدف فذهبت الى أداره السينما فى الثقافة الجماهيرية فلم اجد سوى فيلم واحد اخذته وعدت للسويس
الفيلم تسبب فى أزمة بسبب قدمه وكاد الجنود يكسرون القصر.
كانت حرب فيتنام قائمة الفيتناميين نقلوا كل نشاطهم تحت الأرض ولمعت فكره عرض الأفلام فى الخنادق فى ذهن المؤلف على ان تكون البدايه فى خندق مجاور لقصر الثقافة فذهب الى سعد الدين وهبه وأخذ خطابات الى سفارات الدول الشرقية الصديقه وقوبل باحترام شديد فى السفارة الصينية و اعطوه نسخه من فيلم حرب الانفاق كأعاره اسبوع قابل للتجديد.
ذهب الأستاذ حامد و اصدقائه الى الخندق و الشاشه كانت ملاءه سرير و الخوف يملأهم من رد فعل جمهور الخندق ،،،بدأت التجربة ، نال الاستحسان وطالب الجمهور بتكرار التجربة التى هدأت من توتر الناس فى الخنادق.
تم وضع خطه للعروض فى الخنادق ، كثرت الطلبات على فيلم حرب الانفاق من القيادات العسكرية بالمدينة وشاهده الجنود و الضباط بالجيش الثالث
ازدادت الأفلام من الدول الصديقه وكثرت العروض فى الخنادق خلال الاشتباكات مما كان له أثره الطيب فى نفوس المقيمين بالجبهة.
وهكذا ولدت فكرة سينما الخندق من ردم الظروف المحيطة وكانت تطبيقا لفكره نشر ثقافة المقاومة و تطبيقا لشعار ان الثقافة أذا كانت ضرورة أوقات السلم فهى فى أوقات الشده أكثر ضرورة
تحيه للاستاذ حامد حسب ، عاش واقع تجربة مدينه السويس أثناء الحرب وسجله من خلال كتابه الرائع ،، تجربة مدينه ،،