نظم مركز إعلام السويس ندوة عن زواج القاصرات وأضراره النفسية والمجتمعية، أدارتها الأستاذة ماجدة سعد وحاضر فيها الاستاذة عبير على مدير عام المجلس القومي للسكان والأستاذة فادية الصديق، مقرر المجلس القومي للأمومة والطفولة، وتناولت الندوة التى أقيمت فى مدرسة السادات الصناعية بنات، مخاطر زواج القاصرات النفسة والجسدية والمجتمعية،على الفتاة صغيرة السن التى لم تنضج بعد ولم تدرك الكثير من أمور الحياة، فكيف نحملها مسؤولية بيت وزوج وأسرة،وهي فى الواقع وطبقا للقانون مجرد طفلة لم يكتمل نموها بعد، وكيف أن مخاطره تتعدى تأثيرها على الفتاة نفسها بل تصل فى كثير من الأحيان إلى الأبناء، حيث تتزوج الفتاة قبل السن القانوي المفروض وحين تنجب لا تتمكن من تسجيل ابنائها بشكل رسمي، ليترتب على ذلك فيما بعد ضياع مستقبل الابناء وتسربهم من التعليم.

كما تناولت الندوة أيضا طرق تفكير الآباء والأمهات الذين لا يمانعون تزويج فتياتهن الصغيرات، لمجرد أن هناك زوج مناسب لها من وجهة نظرهم، دون إعتبار لسن الفتاة ومتطلبات مرحلتها العمرية التى ليس من ضمنها بالطبع تحمل مسؤولية كبيرة بحجم الزواج، وكيف أنهم بحاجة إلى توعية وتثقيف ، ليدركوا حجم الضرر والأذى الذى تتعرض له الفتيات الفاصرات اللاتي يتزوجن مبكرا.

وجاءت مشاركات الفتيات فى النقاش صادمة للغاية، فعلى حد قولهن، يرى الكثير من الآباء والأمهات أن الفتيات لا يصلحن لاتخاذ قرار يتعلق بمستقبلهن لأنهن عاطفيات لا يجدن التفكير العقلاني الذى يتمتع به الأهل، الذين يأمنون لها مستقبلها وحياتها بتزويجها مبكرا لشخص هم اختاروه مسبقا بدون اي اعتبار لرغباتها ، أو ما سيترتب عليه قرارهم من إيذاء نفسى وجسدى للفتاة. فالغالية منهن أجبرن على القبول بعريس، يرى فيه الأهل أنه الأنسب والأفضل، دون الرجوع لرغبتهن، فتقول إحداهن أنها مخطوبة لشخص يكبرها ب 10 أعوام ولا يوجد بينها وبينه أي توافق فكري ولكنها لا تملك حرية الرفض، وتقول أخرى أن قريبها يريدها ولكنها ترفضه وبشدة ومع ذلك فالأب موافق والزواج قد يتم فى أي لحظة،وتروى ثالثة عن أهلها الذين رفضوا إدخالها للثانوي العام وجاءوا بها للتعليم الفني لكي تتزوج سريعا من قريبها الذى يقاربها فى العمر، وكزميلاتها لم تمنح أي فرصة للرفض أو الإعتراض.

واختتمت الندوة نقاشاتها بضرورة عقد جلسات إرشاد أسري لآباء وأمهات تلك الفتيات لتوعيتهم بالمخاطر التى يلقون فيها فتياتهم القاصرات، عند تزويجهن مبكرا.