Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

هذا ما حدث يوم 24 اكتوبر 73 داخل السويس ..

كانت السويس لا تعرف على مدى الايام الاولى من تطورات المعركة شيئا سوى ما يسمعه اهلها من خلال البيانات العسكرية وكذلك كان الحال بالنسبة لكل ابناء مصر

وعلى الرغم من الغارات التى اصابت السويس خلال ايام الحرب منذ 6 اكتوبر وسقوط العديد من الشهداء والجرحى الا ان الحياة لم تتوقف بل ربما زاد ايقاع الحياة استعدادا للايام السعيدة المقبلة فقد احس كل ابناء السويس سواء اولئك الذين يعيشون داخلها او ينتظرون بلهفة خارجها ان موعد العودة قد حان وبدأ الجميع يحلمون مرة اخرى بعودة الاضواء الى شوارع المدينة كان كل سويسى ينتظر نهاية الحرب ووقف اطلاق النار حتى يعود كل واحد منهم الى منزله لا يهم اذا كان المنزل قد تهدم او ازيل فالانسان الذى بناه قادر مرة اخرى على اعادة تشييده المهم ان تنتهى ايام الهجرة وكابوس الاعاشة وطوابير الشئون الاجتماعية والغربة فى بلاد الناس

وعلى مدى الايام منذ 6 اكتوبر حتى 17 اكتوبر لم يكن احدا من ابناء القناة يسمع سوى اخبار النصر المصرى والهزائم الاسرائيلية

وبدأ الهمس يتردد فى وسط ابناء تلك المنطقة عن ظهور جنود العدو ودباباته فى همسات لا يكاد احد يصدقها وكان اول الاحداث التى تنبه لها ابناء السويس هو قيام القوات الاسرائيلية يوم 17 اكتوبر بقصف مركز على ترعة الاسماعيلية التى تغذى المدينة بالمياه الحلوة مما نتج عنه قفل الترعة عند نقطة القطع وحجزت المياه الباقية والتى قدرت بحوالى 400 الف متر مكعب فى المنطقة من نقطة القطع الى السويس بدأ المسئولون بالمدينة فى نفس اليوم يضعون الاحتياطات الخاصة بأى احتمال دون ان يحس بهم احد

*فرقة ادن تعبر القناة

فى مساء 17 اكتوبر بدأت فرقة (ادن) المدرعة عبور القناة الى الضفة الغربية (الثغرة) وكانت مهمتها الاساسية التقدم بعد ذلك الى السويس وعبر فى الليل لواءان مدرعين وعبر اللواء الثالث خلال يوم 18 اكتوبر كان الهدف الانطلاق جنوبا الى السويس بكل ما تمثله من قيمة ووزن تاريخى ونضالى واسم له قيمته العالمية

وفرقة (ماجن) تدعمها

فى ليلة 19/18 اكتوبر بدأت فرقة ماجن المدرعة فى العبور للغرب رغم اشتباك المدفعية معها حيث كانت الفرقة مكلفة بتدعيم ومتابعة تقدم فرقة الجنرال ادن الى السويس اى ان العدو حشد فرقتين مدرعتين للاستيلاء على المدينة

فرقتا ماجن وادن

واصلت فرقتا ماجن وادن المدرعتين تقدمهما نحو السويس يوم 20 اكتوبر واستطاعت طلائع القوات الاسرائيلية الوصول فى الصباح الى منطقة جنيفة التى تقع فى داخل الحدود الادارية لمحافظة السويس

قام الجنرال ادن يوم 21 اكتوبر بتجميع الالوية الثلاثة لفرقته المدرعة واندفع نحو السويس وكانت فرقة الجنرال ماجن تسير خلفه لتطهير جيوب المقاومة ولحماية ظهره والاتجاه على يمينه لتأمين اية محاولات للهجوم من القاهرة وقطع الطرق الموصلة الى القاهرة

السويس تستعد للمواجهة

فى نفس اليوم 21 اكتوبر 1973 بدأت السويس تستعد للمواجهة شعرت باحساسها وخبرتها العسكرية التى اكتسبتها عبر معارك التاريخ ومحن الزمن انها الهدف الذى تقصده القوات الاسرائيلية فى تقدمها ورغم ان الصورة العسكرية للقتال لم تكن واضحة بشكل كامل الا ان الاهالى والعسكريين الذين بدأوا فى التوافد الى السويس اخبروا اهلها ان اليهود قادمون لا محالة ولم يكن فى السويس فى هذه الفترة سوى 5000 مواطن مدنى معظمهم من افراد الجهاز الحكومى وعمال شركات البترول وهيئة قناة السويس وافراد الشرطة ومتطوعى المقاومة الشعبية والدفاع المدنى وكان تسليح هؤلاء لا يزيد عن الاسلحة الخفيفة فلم يكن احدا يتوقع حين بدأت المعارك ان تكون نقطة الصدام الحاسمة فى الحرب على حدود مدينة السويس

*وقف اطلاق النار

فى الساعات الاولى من صباح 21 اكتوبر طلب الئيس السادات ولأول مرة منذ بدأت الحرب وقف اطلاق النار وقد استخدم السادات تعبيرا فى شرحه لمبررات طلبه لوقف اطلاق النار صباح ذلك اليوم ( ان الاسرائيلين قد حققوا التفوق نتيجة التدفق الامريكى المباشر حيث كانت طائرات النقل تهبط فى مطار العريش وتتجه الى جبهة القتال مباشرة

مشروع امريكى - سوفيتى

وعلى ضوء الاتصالات التى استمرت طوال اليوم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى اصدر مجلس الامن القرار رقم 338 على اساس مشروع سوفيتى امريكى ينص على ان يدعو المجلس جميع الاطراف المشتركة فى الحرب الحالية الى ايقاف اطلاق النار وانهاء كل نشاط حربى فورا فى موعد لا يزيد على 12 ساعة من لحظة صدور هذا القرار وذلك فى المواقع التى تحتلها الاطراف الان

ورغم صدور ذلك القرار الا ان تحركات القوات الاسرائيلية لم تتوقف وعندما علمت القيادة الاسرائيلية العسكرية بالاتجاه الى صدور قرار وقف اطلاق النار من مجلس الامن بادرت منذ صباح 22 اكتوبر بالتركيز على التقدم نحو الجنوب وسرعة الوصول الى السويس وسيطر طيران العدو على المنطقة منذ السادسة منذ صباح يوم 23 اكتوبر سيطرة شبه كاملة

محاولة الاستيلاء على جبل عتاقة

كان من الواضح ان القوات الاسرائيلية لم تلنزم بقرار وقف اطلاق النار اذ ان هدفها الذة تتحرك من اجله وهو الوصول الى السويس واحتلالها لم يتحقق بعد وكان التشكيل الاسرائيلى يتكون من فرقة ادن وتضم 3 لواءات مدرعة ولواء مشاة مكون من 5 كتائب وعلى يمينها والى الخلف منها الفرقة المدرعة للجنرال ماجن وكانت مهمة الجنرال ادن احتلال السويس او عزلها بينما تتحرك فرقة ماجن لاحتلال ميناء الادبية جنوب السويس والاستيلاء على جبل عتاقة غرب خليج السويس فمن شأن ذلك منحهم سيطرة عسكرية كاملة على المنطقة الممتدة من الاسماعيلية الى خليج السويس ومن شأنه ايضا احباط اى احتمال للالتفاف حول القوات الاسرائيلية غرب القناة وحماية ظهر فرقة ادن

*العدو على ابواب السويس

وفى صباح يوم 23 اكتوبر سار اللواءان المدرعان متوازيين احدهما بمحاذاة قناة السويس واللواء الثانى غرب طريق المعاهدة (الاسماعيلية - السويس) ونجحا اللواءان فى شق طريقهما بسرعة ووصلا بالفعل عند حلول الظلام الى تقاطع طرية المعاهدة مع طريق السويس - القاهرة الرئيسى حيث وضع اللواء الذى يقوده العقيد جابى عددا من دباباته غرب السويس على طريق القاهرة بينما تقدمت احدى كتائبه المدرعة الى طريق ناصر فى طريقها الى معامل الزيتية فى جنوب المدينة وفى نفس الوقت كانت فرقة الجنرال ماجن المدرعة تتحرك على طريق جنيفة - الكيلو 109 الذى يتقاطع فى نهايته مع طريق السويس-القاهرة الصحراوى بهدف عزل السويس عن العاصمة وتأمين القوات الاسرائيلية من اية هجمات قد تأتى من القاهرة

وبعد الغروب قامت عناصر من فرقة الجنرال ماجن المدرعة بالتقدم بمحاذاة سفح جبل عتاقة حيث احتلت شركة السماد ثم تقدمت الى ميناء الادبية الذى يبعد عن السويس 17 كيلو متر جنوبا حيث دخلت ميناء الادبية وكانت الدبابات تضئ كشافاتها كأنها فى استعراض طابور ليلى ولم يكن كثير من الجنود المصريين يعلمون انها دبابات اسرائيلية وفوجئت الحامية المصرية فى الادبية بدخول الدبابات عليها حيث دارت معركة صغيرة غير متكافئة وتمكن عدد من الزوارق السريعة المصرية من ترك القاعدة الى موانئ البحر الاحمر الاخرى للاحتماء بها ولم تكن القوات الاسرائيلية المدرعة اثناء تقدمها الى السويس تتحرك بسهولة كما كان يعتقد البعض فلقد خاضت القوات المصرية ضدها معارك عنيفة وكبدتها خسائر هائلة

*احداث يوم 23 اكتوبر

فى الساعة الثامنة والنصف مساء اتصلت عناصر من فرق حماية الشعب التى تم وضعها فى مداخل المدينة ناحية المثلث وابلغت غرفة عمليات المحافظة بوجود تحركات لدبابات اسرائيلية شوهدت انوارها وهى قادمة من الاسماعيلية على طريق المعاهدة وفى التاسعة مساء وصل الى داخل المدينة عدد من الاهالى والعاملين بشركة النصر للبترول وابلغوا عن تحركات لدبابات لم يحددوا هويتها فى اتجاه ميناء الادبية مرت امامهم فى طريق العامرية ( ناصر حاليا ) واتصلت غرفة العمليات بقيادة فرق حماية الشعب بشركة السويس لتصنيع البترول والتى تقع بين شركة الاسمدة وشركة النصر للبترول جنوب السويس وقال فوزى يوسف مسئول المقاومة بالشركة بأنه شاهد بالفعل عدد من الدبابات تتجه من امام الشركة فى الطريق الى ميناء الادبية

*ليلة 24 اكتوبر التى لم تنم فيها السويس

والمدينة تستعد لمعركة الصباح

كانت كل القيادات العسكرية والمدنية والشعبية تعمل فى سرعة محمومة من اجل تنظيم الدفاعات وتوزيع القوات على محاور الهجوم المتوقع وترتيب حاجات المعيشة للتصدى للهجوم الذى اصبح وشيكا لم يكن بمدينة السويس اى وحدات عسكرية ولكن بعض الجنود الشاردين نتيجة قتال 23 اكتوبر توافدوا الى المدينة وليس معهم سوى سلاحهم الشخصى وبمبادرة من العميد يوسف عفيفى قائد الفرقى 19 التى كانت شرق القناة وبالتعاون مع محافظ السويس قام الطرفان بتجهيز المدينة للمقاومة خلال يوم 23 اكتوبر لقد تم تجميع الجنود الشاردين وتنظيمهم فى مجموعات صغيرة وتم توزيع السلاح على الاهالى المدنيين وقبل فجر 24 اكتوبر كانت المدينة قد جهزت نفسها للقاء العدو وقد ظلت السويس ليلة 24 اكتوبر ساهرة فى انتظارهم فقد كان كل من فى داخل المدينة يتوقع بدأ الهجوم بين لحظة واخرى كانت المعركة المتوقعة فى الصباح هى ذروة الصدام الحاسم فى حرب اكتوبر اول الحروب التى تحقق مصر فيها نتائجا ايجابية هائلة فى مسيرة صراعها المرير منذ عشرات السنين مع العدو الاسرائيلى ويشاء القدر ان تكون السويس - الموقع والمعركة - هى نقطة التحول التى ستحدد مسار ومسيرة الاحداث هلى تواصل مصر انتصارها ام تنكسر الاحلام والامنيات لا قدر الله على ابواب السويس

قرار جديد لمجلس الامن

والغريب انه فى وسط هذه الاستعدادات من العدو لاقتحام السويس وجهود الشعب والجيش والشرطة للدفاع عنها كان مجلس الامن يعقد جلساته طوال يوم 23 اكتوبر واصدر فى مساء اليوم قرارا ثانيا بوقف اطلاق النار على ان يبدأ تنفيذ وقف اطلاق النار اعتبارا من الساعة السابعة صباح يوم 24 اكتوبر

لكن هل توقف اطلاق النار حقا ؟!

اليوم العظيم ( 24 اكتوبر )

ومع أول ضوء من يوم 24 أكتوبر بدأ العدو في دك المدينة بالطيران ثم أشتركت المدفعية في القصف في الوقت الذى بدأ الفدائيين في تنظيم أنفسهم، ولاحظوا أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في أقتحام المدينة وعلى الفور تم تعديل أماكن الكمائن، وكما توقعوا بدأت الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور:

- محور المثلث وهو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من القاهرة إلى السويس وأمتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين.

- محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي ومنه إلى ميدان الأربعين.

- محور الزيتية وهو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى محافظة السويس والطريق المؤدي إلى بورتوفيق.

وأعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس

فهناك كمين رئيسي وعدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على أمتداد محور المثلث وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيل بشارع الجيش وبه أفراد من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة أحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين من منظمة سيناء العربية.

وفي ميدان الأربعين كمين آخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين ومعه محمود طه وعلي سباق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.

وكمين آخر عند مزلقان السكة الحديد بجوار مقابر الشهداء ويضم محمود سرحان وأحمد عطيفي وإبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.

وكمين آخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد وغريب محمود غريب من منظمة سيناء ومعهم آخرون.

وعند مبنى المحافظة كمين آخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصر ومعه بعض الجنود.

أصبحت السويس محاصرة تماما بفرقتين مدرعتين، وقبيل بزوغ الصباح وسريان وقف إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها

وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض التذكارات من الشوارع.

وفجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!

ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد بإطلاق ثلاث قذائف ار بي جي لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند سينما رويال ( مكان بنك الاسكندريه الحالي ) لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات خلفها!!.

فتح الفدائيين النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين فأصيبوا بالذعر والهلع وتركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي الآخرى وأستدرات هاربة وتصادمت مع بعضها البعض وأندفع أبطال السويس يصطادون الدبابات المذعورة.

وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان بطل الجمباز ومعه أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من العدو أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.

وأنتصرت السويس إنتصارا باهرا وأصبحت مقبرة اليهود. ومنذ هذا التاريخ تحتفل مدينة السويس في الرابع والعشرين من كل عام بعيدها القومي

يقول الجنرال حاييم هرتزوج -الرئيس الإسرائيلي فيما بعد- في كتابة "حرب التكفير" (إن الكتيبة المدرعة التى دخلت السويس من ناحية المثلث وكان عددها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة والعشرون )

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady