702 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
الخبير الاستراتيجي صفوت الديب: الجيش المصري نشأ قويا وحرر أراضي كثيرة خارج البلاد
الاستعمار دعم الجماعة واستغل مطامعها في السلطة للسيطرة على مصر
قال الدكتور أشرف حنيجل رئيس جامعة السويس إن الوعي السياسي من أهم القضايا التي تؤثر بشكل كبير في مستقبل مصر هو قضية الايجابية، إيجابية للعمل إيجابية للحوار وإيجابية للمشاركة في الفعاليات السياسية.
وأضاف أن ما ستُقدم عليه مصر خلال الأيام المقبلة من انتخابات رئاسية تتطلب منا جميعا أن نجسد معنى قيمة الإيجابية وواجب قومي، ليس من خلال المشاركة بشكل شخصي في الانتخابات فحسب، بل وتوعية الآخرين بأهمية هذه المشاركة لأجل مستقبل مصر.
وتابع أن مصر والمنطقة بأسرها تمر بحالة من التوتر الذي يؤثر على العديد من القطاعات، ولعل قضية الوعي بالواقع السياسي الذي تعيشه المنطقة من أهم العوامل المساعدة على العبور لبر الأمان.
جاء ذلك خلال ندوة تثقيفية بجامعة السويس بعنوان نبذة عن تاريخ مصر الحديث، حاضر فيها اللواء دكتور صفوت الديب، مدير أكاديمية ناصر السابق والخبير الاستراتيجي، بحضور خالد سعداوي السكرتير العام لمحافظة السويس نيابة عن اللواء عبدالمجيد صقر محافظ الإقليم، والقيادات التنفيذية وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس ومئات الطلاب بالقاعة الكبرى بالجامعة.
وأشار الدكتور أشرف حنيجل إلى أن الجامعة تعمل وفق خطة استراتيجية طموحة تهدف في محاورها إلى تنفيذ نشاط قائم على التكامل والتعاون بين مختلف مؤسسات المجتمع المحيط، وتأتي محافظة السويس كأحد أهم شركاء التعاون مع جامعة السويس، لأجل تحقيق أفضل النتائج في تنمية المجتمع وتقديم مختلف الخدمات للمواطن.
وتابع أن هذا التعاون أثمر عن نتائج في مختلف القطاعات، ما كان لتحدث دون الرؤية المستنيرة لمحافظ السويس اللواء عبد المجيد صقر، الذي عمل بجهد متواصل لمسه المواطن السويسي في مختلف القطاعات.
أكد حنيجل أن الجامعات لم تعد مجرد مؤسسات تعليمية، بل أن أحد الشروط التي تجعل منها جامعة بالمعنى الأشمل يرتبط بمدى انفتاحها على مجتمعها المحلي أولا، وعلى المجتمع المحيط عامةً.
واستطرد أن الجامعة لا ينحصر واجبها في تلقين المواد الدراسية، وإنما إعداد جيل من الشباب وتطوير قدراته المعرفية ومهاراته الذاتية، كي يكون قادرًا على المشاركة في التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030.
وأشار أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لطالما راهن على شباب مصر، وكان رهانه عليهم دوما رهانا رابحا غير قابل للشك أو التأويل، بثقة لا حدود لها فيهم، فهم يبهرون العالم بما تبذلون من مجهود وابتكار، ويطرحون أفكار تنظر لها الدولة بكل تقدير واعتزاز.
قال اللواء الدكتور صفوت الديب الخبير الاستراتيجي إن العصر الحديث لمصر بدأ مع محمد علي باشا عام 1805، وقبل هذا التاريخ كانت مصر في غياهب الحكم العثماني، حيث كانت ولاية عثمانية يجمع منها الخراج ويرسل إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية، وكانت اشد مراحل الضعف قبيل الحملة الفرنسية على مصر ما جعلها مطمع للأوروبيين.
وأضاف أن نابليون حاول استمالة المصريين وارتدي الزي الازهر وكان يتردد على مساجد القاهرة، ويدعي تأثره بالخطب الدينية، وذلك محاولا استغلال الدين، كونه الطريق السهل لكسب عاطفة المصريين، واكتشف الغرب مبكرا أن هذه المنطقة لا يحركها سريعا إلا الدين، لان الناس في مصر مقصدهم الجنة.
وهو ما تكرر عدة مرات في العهد القريب وكان أخرها محاولة فصيل بعينه استمالة الناس عن طريق الدين، بينما الطريق الأصعب هو محاورة الناس ومناقشتهم واقناعهم بالايدلوجيات والأفكار، ولهم ان يصدقوا أو ينصرفوا عنه.
وتطرق اللواء صفوت الديب للحديث عن جماعة الاخوان، وقال إن المخابرات البريطانية دعمت الجماعة واعتبرت انها لن تتمكن من السيطرة على مصر إلا من خلال تنظيم ديني، وفي المقابل تحولت الجماعة إلى تنظيم سياسي لها مطامع في السلطة مستغلين الدين واستقطاب الناس واستمالتهم بتلك الطريقة.
وذكر أن الجماعة منذ نشأتها حتى ثورة 1952 ولم تشارك في أي فاعلية ضد الاحتلال البريطاني، بينما خرج الشباب المصري من جامعة الملك فواد الأول سابقا "جامعة القاهرة" للتظاهر ضد الاحتلال، وحتى في أول اجتماع جمع مرشد الجماعة مع جمال عبدالناصر قبل ثورة يوليو أعلن المرشد العام أن لهم أهداف دولية مع الجهات الأخرى، وهو ما أختلف مع أهداف الضباط الاحرار، والتي تركزت على طرد المحتل والقضاء على الفساد في مصر.
وأكد أن تاريخ الجماعة يكشف لجوئها إلى العنف والقتل عدة مرات ضد كل من يعارض مصالحهم، حيث اغتالوا النقراشي باشا، والخازندار أمام بيته، وعندما تعارضت مصالحهم مع ثورة يوليو 1952 حاولوا اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية، فقرر الزعيم الراحل حل الجماعة وحبس قادتهم.
وأضاف الديب أن الوضع استمر حتى عام 1964 حين كبرت معارك عبدالناصر مع الغرب، فأخرج الاخوان من السجون وأعادهم إلى وظائفهم وحصلوا على ترقيات بأثر رجعي، كما اعادهم إلى الحياة السياسية مرة أخرى، إلا انهم عاودوا اللجوء للعنف مرة أخرى وظهروا كتنظيم مسلح وكان لديهم مخطط عام 1965 لتفجير القناطر الخيرية لإغراق الدلتا، وتفجير محطات الكهرباء لتعطيل صور الحياة، ما يؤكد أنهم ليسوا جماعة دينية بل تنظيم إرهابي.
وتحدث الخبير الاستراتيجي عن نشأة مصر الحديثة وتكوين الجيش المصري من الفلاحين، وأشار إلى أن محمد علي عانى من المماليك في بداية الحكم حيث وكان عددهم 470 مملوك، لهم اقطاعيات يسيطرون عليه ولن تصلح الدولة بوجودهم، وهم من خانوا المصريين عدة مرات، كان أبرزها خلال وجود محمد علي واليا على مصر عام 1807 حينما تعاون الألفي بط زعيم المماليك واستدعي الانجليز لدخول مصر واختلالها مقابل أن ينصبوه حاكم عليها، ويدروا الامر لصالحهم، لكن الله أراد أن يموت الألفي قبل دخول الانجليز بيومين.
واستطرد أن حملة فريز جاءت إلى مصر 1807 وبدأت الحملة تزحف إلى رشيد، لكنهم لم يجدوا حليفهم الذي مات، ورغم قلة العدة والعتاد والجنود المصريين مقابل اعداد جنود الحملة، إلا ان علي بك السلامكي استعان بما لديه وكانوا 85 جندي فقط، واتحد معه رجال مدينة رشيد وشكلوا مقاومة شعبية، حيث تركوا الانجليز يتسللوا إلى الشوارع والحواري ثم هاجمهم الأهالي من الشرفات وألقوا عليهم الحجارة ورشقوهم بالأسلحة اليدوية، حتى هزموهم وفروا من مدينة رشيد.
وأضاف أن محمد علي باشا دبر مذبحة المماليك للتخلص منهم، لأنه رأى أن مصر لن تتقدم للأمام إلا بعد التخلص منهم، فدبر لهم مكيدة، قبل خروج الجيش إلى الأراضي الحجازية عام 1811، للقضاء على الحركة الوهابية، وهناك دخل الجيش مدينة ينبع بقيادة إبراهيم باشا وبعد قتال شرس وعنيف سيطر على ينبع، ومنها إلى المدينة ونجح أيضا في السيطرة عليها.
وأكد اللواء صفوت الديب، أن الجيش الذي خرج من مصر في ذلك الوقت كان من الجنود الألبان والأرنائوط، ولم يكن بينهم مصريين، لذلك بعد عامين من دخول جيش إبراهيم باشا للمدينة والأراضي الحجازية، تكررت هجمات الوهابيين حتى انهزم الجيش، فما كان من إبراهيم باشا إلا التفكير في تجنيد الفلاحين المصرين وتدريبهم وضمهم إلى صفوف الجيش.
وأوضح أن الجيش المصري بمفهومة الحديث بدا تأسيسيه بين عامي 1814 و1815، وفي 1816 خرج الجيش المصري إلى الحجاز، وأعاد فتح المدينة مرة أخرى ثم زحف الجيش إلى مكة وطرد الوهابيين منها، ثم توسع جنوبا وذهب إلى صنعاء في اليمن، وفتح الحديدية، ثم حضر موت وعدن، وانهي دولة الوهابيين.
واستطرد أن بحلول عام 1817 أصبحت الجزيرة العربية في يد مصر وتحت حكمها، بالإضافة إلى السودان حيث كانت السودان وقتها عبارة عن ممالك متناثرة، وأراد محمد على تنفيذ حملة لتأمين منابع النيل ليضمن استقرار النشاط الاقتصادي والذي كان قائما على الزراعة في ذلك الوقت، واعتمد على أبنه إسماعيل باشا الذي قاد حملة السودان وأنشأ مدينة الخرطوم.
وأكد ان الجيش المصري منذ نشأته عام 1814 حقق كثير من الانتصارات خارج حدود الدولة المصرية في ذلك الوقت، من بينها حرب البلقان عام 1822 حين أعتمد على الجنود المصريين من الفلاحين بعد هزيمة جنود الدولة العثمانية أمام الدول الأوربية، وحرر الجيش المصري أجزاء كبيرة من البلقان بعد هزائم متكررة للجيوش الأوروبية.
أولاد الفلاحين المصريين، كانوا يقاتلون في مدن شديدة البرودة يتساقط فيها الثلج ويغطي الأرض إلا أن الجنود المصريين كانوا قادرين على التأقلم سريعا، حتى تكرر استعانة الدولة العثمانية بهم عام 1832 حيث قاد إبراهيم باشا الجنود المصريين وحاصر عكا حتى فتحها، بينما فشلت الجيوش الأوروبية من قبل في دخولها.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com