اعداد وتقديم : جيولوجى / زكريا الدسوقى
عمرك سمعت قبل كده عن منطقة فى مصر تسمى أمالحويطات!؟الموقع!؟الأهمية!؟أهم المناجم والخام المستخرج!؟
طيب تعرف ان المنطقة دى كانت قلعة الفوسفات فى العالم.
طيب تعال نأخذ فكرة بسرعة كدة
تقع على بعد 30 كيلو مترا غرب مدينة سفاجا جنوب محافظة البحر الأحمر وبعمق الصحراء منطقة وقرية أم الحويطات،التى كانت رائدة فى مجال استخراج خام الفوسفات،حيث تنبه الاحتلال الإنجليزى إلى أهمية منطقة أم الحويطات،فزحف إليها عام 1902 ومعهم المصريون،ليشيدوا قلعة تعدينية عملاقة،حيث كانوا يستخرجون منها يوميًا مئات الأطنان من خامات الفوسفات،وكان هناك نحو 16 ألف مصرى ومصرية يقطنون تلك المنطقة بعدما شيدت لهم الكامبات والمنازل وجميع المرافق الخدمية اللازمة وجميع هذه البنايات كانت على بعد أقدام قليلة من مناجم الإنتاج.
بعد سنوات من تحقق حلم المهندس الإنجليزى «آندى»، عام ١٩٠٢، بتأسيس مجتمع تعدينى من العمال والمهندسين والفنيين المصريين لاستخراج خام الفوسفات وتصديره، تحولت القرية خلال تلك الفترة إلى أهم مناطق الجذب السكانى من قرى الصعيد، وأنشأت الدولة مدارس ومستشفيات ومسرحا، وخلدت السينما المصرية القرية بفيلم «الاعتراف» للفنانة فاتن حمامة، حيث يدور جزء من أحداثه فى «أم الحويطات».
وقد استمرّ مشروع التنقيب عن مناجم الفوسفات تحت السيطرة البريطانية حتى تمّ تأميمها من قبل الرئيس المصرى جمال عبد الناصر عام 1956 لتكون الرقابة مصرية 100%، وازدهرت فى عهد عبد الناصر،واستمرت مصر فى تصدير الفوسفات لجميع دول العالم حتى العقد الثامن،عندما بدأت تتلاشى يومًا بعد يوم، حتى كان قرار رئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد بغلقها، وتم إنشاء قرية جديدة تحمل نفس اسم أم الحويطات.
أما عن النشاط التعديني في أم الحويطات القديمة فبدأ تقريباً عام 1902 وهي بداية تشكيل الشركة الإنجليزية أيام الإحتلال حيث بدأ العمل في عدة مناجم بالمنطقة أهمها مناجم رباح وأبو عدلان والسحيمات والفرملة وأبو يوسف والجنوب وجلال والشمال ومناجم أبو عقارب والبيضاني ومناجم نمرة خمسة ونمرة سبعة وناصر ووصيف 6 ووصيف 7 وغيرها حيث كانت تستخرج يومياً مئات الأطنان من الخامات رغم عدم وجود وسائل حديثة حين ذاك وفي البداية كان الإنجليز يمنعون قيام العامل المصري بإصطحاب زوجته أو أسرته ثم شيدوا مايسمى بالكامبات للإقامة وبعدها مساكن منها ماهو للعمال وأخرى للموظفين وثالثة للأفندية والمديرين وكل على حسب مستواه وبعد ذلك توسع النشاط بشكل تدريجي حتى بلغ عدد الأسر التي أقيمت بالمنطقة نحو 20 ألف نسمة ثم أخلى الإنجليز المكان عام 1954 تقريبا في ظل إتفاقية الجلاء عقب ثورة 23 يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتم تسليم تلك المواقع لشركة الفوسفات المصرية ويقول أن الفوسفات الذي كان يستخرج من مناطق أم الحويطات كان يمتاز بأعلى درجات الجودة والنقاء وكان يتم نقل الخامات إلى ميناء التصدير ولكن للأسف تم تدمير متعمد لهذا النشاط وإنهائه وتفكيك منظومته عام 1997.
وفى عقد التسعينيات من القرن الماضى، أصدر الدكتور عاطف عبيد،رئيس الوزراء الأسبق، قرارا بإغلاق منجم فوسفات الحويطات وتصفيته دون توافر خطة بديلة توضح كيفية الاستفادة من الموقع أو العاملين، لتتحول القرية والمنجم ومعدات المشروع إلى أطلال وبيوت ومنشآت مهجورة، بعد إحالة العمال إلى المعاش المبكر وتصفية المشروع وتهجير العمال وأسرهم إلى قرية أم الحويطات الجديدة، لتتحول القرية القديمة لأطلال شاهدة على قصة نجاح انتهت بقرار حكومى.