607 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
اعدها الاديب الشاعر : خالد الجمال
عمر الخيام هو ( غياث الدين أبوالفتوح عمر بن إبراهيم الخيام ) ولد عام 1040 م في نيسابور عاصمة خراسان التي كانت تمتد في منطقة تقع اليوم بين إيران وأفغانستان وتركمنستان وبعض أجزاء أسيا الوسطي الإسلامية . ولد في عهد السلطان أرطغول أول ملوك السلاجقة . وذاعت شهرته في عهد السلطان ملك شاه .
وقيل أنه ولد في مدينة ( بلخ ) أو غيرها .. ولكن المؤكد أن قبره موجود الآن في مدينة الحيرة في العراق .
عمر الخيام بكونه شاعرا صاحب الرباعيات المعروفة لكنه يصنف بعد ابن سينا في الحكمة والعلم وله مؤلفات في الطبيعيات ورسالة في الوجود وفي الكون . وكان عالما في الفقه واللغة والتاريخ . وملما بعلوم الإغريق وفلسفتهم ومهتما بالفلك والنجوم . حتي أن السلطان ملك شاه أنشأ له مرصدا خاصا . نشأ عمر الخيام في وقت أنهزم فيه زعيم الفرس انوشروان علي يد السلاجقة وعايش غارات الرومان علي أسيا الصغري وعاصر انتعاشة الحضارة الفارسية فكان لكل الأحداث تأثير عليه صاغه في أشعاره التي نضجت بالحكمة والفلسفة والتشاؤم . لكنه وجد في الخمر وسيلة لنسيان هموم الدنيا . وخشية الموت وفناء الدول وكره إدعاء الزهد وخبث النفوس . أهم ما ترك عمر الخيام . ( رباعياته ) التي كان ينشدها لأصحابه
في مجالس السمر ولم يفكر في حفظها حتي جمعها أحد أتباعه لكن معظمها ضاع
في حريق تسبب فيه الغزو . ولم ينظم عمر الخيام رباعياته في طور واحد من حياته
وانما نظمها علي مدي عمره وضاعف في ضياعها عدم تحمس النساخ لأفكاره فيها وأرائه التي كانت تصدم أبناء عصره وبذلك تم دس الكثير خلالها ..
وأقدم مخطوط لها كان بكتابة أحد سكان شيراز بعد موت الخيام بحوالي 350 سنة
وأضيف لها الكثير حتي بلغت رباعياتها 800 قطعة في إحدي مخطوطات كمبردج ببريطانيا وأقدم مخطوط في أوروبا موجود في اكسفورد وليس فيه إلا 158 رباعية
وأول من عثر عليها بروفسور كويل ونشر عنها وعن الخيام في مجلة كالكوتا الهند
سنة 1858 م وكانت ترجمة لها علي يد الشاعر فيتزجيراليد عام 1859م وكانت من 75 رباعية ولم تجد من يشتريها . لكن الترجمة الفرنسية عام 1867م من السفارة الفرنسية في فارس روجت لها وشهرتها وتوالت الترجمات الإنجليزية فيما بعد . ثم الألمانية . وتأسس نادي باسم الخيام في لندن عام 1892م وفي سنة 1930م اكتشف أول مخطوط مصور للرباعيات بخط أحد سكان مشهد يعود إلي حوالي عام 1635 م
وقد اهتم أقطاب المستشرقين في الشرق والغرب بالرباعيات خاصة في روسيا الذي ظهر فيها ( زوكسفكي ) والذي استطاع تنقيتها من الشعر المدسوس عليها والذي أضيف من شعر كبار الشعراء والأدباء آنذاك كالفردوسي والرومي والشيرازي .
وترك الخيام أيضا . كتابا بالنثر باسم ( نور ونامه ) مكون من 6 كتب تم إكتشافه في مكتبة برلين الألمانية .
رمي الخيام بالزندقة لكنه كان في الواقع مؤمنا موحدا يؤدي الصلاة ويقيم الشعائر
ويتأمل الحياة رغم شطحاته .. توفي عام 1131م
يقول عمر الخيام:
أفنيتُ عمري في اكتناه القضـاء
وكشف ما يحجبـه في الخـفاء
فلم أجـد أسـراره وانقضـى
عمري وأحسست دبيب الفـناء
ويقول في رباعياته:
لبستُ ثوب العمر لـم أُسْتَشَـرْ
وحرت فيه بيـن شتّـى الفكـر
وسوف أنضو الثوب عني ولـم
أدركْ لمـاذا جئـتُ أيـن المقـر
لـم يبرح الداء فؤادي العليـل
ولـم أنل قصدي وحان الرحيـل
وفـات عمـري وأنا جاهـل
كتاب هذا العمر حسم الـفصول
وهو يعجب لهذا الفناء السريع للشباب والحياة فيقول:
تناثرت أيّـام هـذا العـمر
تناثـر الأوراق حول الشـجر
فانعم من الدنيـا بلذّاتـهـا
من قبل أن تسقيك كفّ القدر
أطْفِئْ لظى القلب ببرد الشراب
فإنمـا الأيام مثــل السحاب
وفي موضع آخر يتدارك نفسه فيقول:
يا عالم الأسرار علـم اليقين
يا كاشف الضرّ عن البائـسين
يا قابـل الأعذار فئنــا إلى
ظلّك فاقبـل توبـة التائبيـن
قرأت لك
الأديب الشاعر / خالد الجمال
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com